x

نيوتن كلمتان عن نفس الكاتب «1- 2» نيوتن الثلاثاء 25-10-2016 22:09


صدق الكاتب وإيمانه بالفكرة هما السبيل. السبيل الذى يصل به إلى قلوب الملايين. أن تكتب بالناس وللناس. لا تتاجر بأحلامهم. بآلامهم.

ضمير الكاتب يعيش داخل كل حالة يقرأ عنها. أو يكتب عنها. من يكتبون بتلك الطريقة قلة. هذا النوع لا يكتب إلا إذا تأثر. إذا كتب ستكتشف صدقه. كلماته تماما كأن أحدا يتحدث إليك. ترى ملامحه فيما يسطر. تعبيرات وجهه. نظرة عينيه. تعرف إن كان صادقا. أو كاذبا.

أتابع كاتبا عربيا شهيرا ومرموقا يوميا. يكتب لصحيفة كبرى. تنقل عنها مقالاته عشرات الصحف والمواقع الإلكترونية. قد يقرأ 10 كتب ليكتب مقالا واحدا. ليطلق فكرة جديدة. معنى جديدا. سأكتب عنه مقالين. كنت أتمنى أن أتناوله فى أكثر من ذلك. لكن سأترك مساحة للقراء. ليقرأوا له مباشرة. وبمعرفتهم.

قرأت مقالاً له قبل يومين. تحدث فيه عن جائزة نوبل فى الأدب. تحدث فيه عن الفائز. المغنى الأمريكى وشاعر الأغانى بوب ديلان. انتقد اختيار اللجنة منحه هذه الجائزة. لم ينتقد شخصه ولا أعماله. قال إنه أحب أغانيه ومواقفه فى الستينيات والسبعينيات. ذكر موقفا بين ديلان والمغنية اليونانية الفرنسية نانا موسكورى. أوردته فى مذكراتها. سألته الأخيرة ذات يوم كيف يمكن أن ترتقى بغنائها. قال لها: هناك مطربة العرب. أم كلثوم. حاولى أن تصغى إليها ولو لم تفهمى ماذا تقول.

ما كتبه دفعنى للبحث والقراءة فى هذا الموضوع. فى سيرة الفائز بنوبل. وسيرة المغنية نانا. اتجهت مباشرة إلى محركات البحث. أذهلنى هذا الكاتب مرة أخرى. رغم أنه يذهلنى كل يوم. وجدت مقالاً له بنفس الصحيفة التى يكتب فيها. نُشر فى يناير 2009. كان مقالاً عن الحرب. الحرب العالمية الثانية. عن بعض ذكرياتها. دروس منها. بطلة هذه الذكريات هى نفسها نانا موسكورى. مغنية اليونان الأولى. قال إنك تستطيع أن تقرأ مذكرات الشعب اليونانى. كيف حارب الاحتلال. من مذكرات نانا. نقل منها بعض المشاهد المؤلمة. المحزنة. الجارحة. لم ينسَ فى مقاله أن يكتب عن موهبتها.

أذهلنى هذا الكاتب. عاد إلى مضمون ما قرأه من مذكرات فى موقفين مختلفين. الفارق الزمنى بينهما يقارب ثمانى سنوات. استعان بهذا المضمون الواحد لاستخلاص فكرتين مختلفتين. حينما قرأت مقاله الذى كتبه فى 2009. اكتشفت أنه صالح للنشر اليوم. وغدا. وبعد سنوات أخرى. اكتشفت أن مقالاته كلها كائن حى. لن يموت. أما من هو هذا الكاتب، فانتظروا مقال الغد.

(إلى اللقاء)

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية