x

نيوتن القناة المطلوبة نيوتن الإثنين 24-10-2016 21:27


كل طرف يدافع عما يعتقد بأسلوبه. قد تتفق الأهداف حول المصلحة العامة للبلد. مع ذلك يصبح لكل طرف الحق فى أن ينظر أو أن يختار أسلوب تحقيق هذه المصلحة.

قناة الأون تى فى مثلاً. أعادت تقديم نفسها. غيرت ما تقدمه شكلاً ومضموناً وكياناً. تدافع عن المصلحة العامة كما تراها. قنوات «دى إم سى»، التى تستعد للانطلاق. سوف تدافع عن المصلحة العامة من زاويتها بأسلوبها وكما تراها. وهكذا بعض القنوات الأخرى مثل التحالف الذى حدث بين قناتى النهار وسى بى سى. وإحدى الشركات الجديدة فى مجال الإعلام. ستنتهج نفس النهج بأسلوبها وبطريقتها. القاهرة والناس بكل حسن نية تعتقد أنها المدافع الأذكى عن المصلحة العامة.

كل هؤلاء فى جانب لكن عندما تحدثنى عن قناة الجزيرة. بدأت بمنتهى الحرفية. عندما استعانت بموظفى البى بى سى. كبرت القناة أصبحت أكبر من الدولة ذاتها. لكن سرعان ما انحرفت الجزيرة عن مهنيتها وتدخلت فى السياسة. قبل أن نقول فقدت مصداقيتها. فقدت أمانتها.

الجديد فى المعادلة أن هناك قناة جديدة ظهرت خلال الفترة الماضية. استطاعت أن تكسب أرضاً ومساحة. وراءها تمويل إماراتى. مصدر التمويل ينزه هذه المحطة عن أى غرض. لاسيما وهى تنطلق من مصر. من المؤكد أنها تسعى للمصلحة المصرية. هكذا الإمارات دائما. حكامها اليوم وحكامها بالأمس منذ أيام الشيخ زايد- رحمه الله.

عندما قامت الثورة فى مصر قبل أن يرسلوا إلينا بالدعم المالى أرسلوا إلينا ما هو أهم منه. بعثوا إلينا بخطة استخدموا فيها أهم الخبرات المتوفرة عالميا. من بوز ألن. Booz Alan

كلفوا د. سلطان الجابر أهم خبرة اقتصادية لإنجاز هذه المهمة. المصريون لم تسمح حالتهم باستيعاب هذا الكنز فى هذا الوقت. بعدها لم يترددوا فى دعم مصر المالى. نحن لا ننكر الفضل. مردود بإذن الله فى أول فرصة. عندما أقاموا القناة لم يخالجنا الشك فى مقاصدهم. مقاصدهم هى دعم مصر أولاً وأخيراً. دعم فرصها. هدفهم أن تقوم مصر وتحتل مكانتها الطبيعية.

حملة إعلانية قامت بها قناة الغد العربى خلال الأسبوع الماضى. أقامت الدنيا ولم تقعدها. غضبت بعض الجهات داخل بعض الأنظمة. اعتبروها تجاوزاً سياسياً خطيراً. والحقيقة أنه ليس ذنب القناة أن تخرج إعلانها عن أردوغان الطامح. الساعى لإعادة السلطنة العثمانية بإجراءات عنيفة يشهدها العالم الآن. ليس ذنب القناة أن يخرج منها إعلان ترويجى يحمل صوراً وصفية لهذا الوضع. فى ذات الوقت الذى تتحسن فيه علاقات دول مجلس الخليج العربى بشكل مفاجئ مع تركيا. فى نفس توقيت زيارة وزير خارجية الإمارات إلى إسطنبول ولقائه بالمسؤولين هناك. كل هذا يشير إلى انحياز القناة إلى المصالح المصرية. حتى لو كانت هواجس مصرية.

ليس ذنب القناة أن تشير إلى خطر حقيقى يردده أهل الخليج دائماً عن إيران ومطامعها فى منطقة الخليج بشكل خاص والمنطقة العربية بشكل عام. وهى مطامع يعلمها الجميع. فمازالت إيران تحتل ثلاث جزر إماراتية. وهذا الموضوع بند أساسى فى جميع توصيات القمم العربية منذ عشرات السنين.

أن يفسر هؤلاء هذه الصورة بأنها غزل مصرى لإيران. فهذه بلاهة تتوافق مع نظرية المؤامرة التى أصبحت تسود.

من الواضح أن هناك عملية تسخين سياسى لجعل هذا الموضوع أزمة. خصوصاً إذا ما علمتم أن من يتولى هذه القناة هو عبداللطيف المناوى. يحظى بمساحة كبيرة من الإجماع والتوافق عليه. كشخصية إعلامية وطنية قبل الثورة وبعد الثورة، وحتى الآن. عندما عرض عليه أن يكون رئيساً لتحرير «المصرى اليوم» اعتذر بأدب شديد.

ننظر وننتظر إلى هذه القناة الناشئة ما نرجوه فى المرحلة القادمة من الإعلام الأمين ورسالته. لن نضطر للجوء لبى بى سى. بالمقابل لن تغرينا الإثارة الرخيصة. ستكون قناة تحمل طعماً مصرياً وهماً مصريا. لا تفسدوا هذه التجربة. فهى تجربة معلومة الهدف ومعلومة القصد.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية