قبل سنوات من رحيله، كتب الشاعر الكبير عبدالرحمن الأبنودى، ملحمة جمع فيها مجموعة من القصائد التي نسجها عن رموز مصر في مختلف المجالات، ضمت الملحمة أكثر من 20 شخصية، مثل طه حسين ونجيب محفوظ ويوسف إدريس وفاتن حمامة ونجيب الريحانى ومصطفى مشرفة ومجدى يعقوب، وسيد درويش، وعبدالحليم حافظ ومحمد عبدالوهاب وأم كلثوم، ومصطفى كامل، ومن ضمن الشخصيات التي كتب عنها رفاعة الطهطاوى إحدى أهم قامات النهضة العلمية في مصر، ومنشئ مدرسة الألسن، وبمناسبة ذكرى ميلاد الطهطاوى التي توافق 15 أكتوبر عام 1801، تنفرد «المصرى اليوم» بنشر القصيدة التي كتبها الأبنودى عنه، وأهدتها الإعلامية نهال كمال زوجة الشاعر الراحل للجريدة.
أخبار متعلقة
نجوم من مصر
خيمة مُظلة على الأحباب وع اللمة
أهى دى مشايخ يا ناس تستاهل العِمّة
ياللى عرفت تفوت بالنور.. في العتْمة
لما شاف فرنسا وتقدمها لاراح يجرى
ولا قال حرام أو حلال النور.. ولا اتغمّى
■ ■ ■
مع إنه في البعثة راح تابع.. يرافقهم
بعمّته وجبّته وعلمُه.. يوقفهم
عن اتّباع الهوى.. لقى نفسه سابقهم
درس اللغة والقانون وترجم اللى رآه
ورجع به لبلاده صبح الشيخ رائدهم
■ ■ ■
ابن الصعيد الأصيل.. رفاعة طهطاوى
عرف طريق العلوم.. لأنه كان غاوى
لقى كل فرد في حقوقه بغيره متساوى
حكاية البرلمان... وكرامة الإنسان
نزع الغشاوة القديمة وعاد هنا ناوى.
■ ■ ■
رفاعة خلّى البشر.. ترفع بصرها لفوق
ترجم، كتب، صحّى أمة بحالها م النومة
كان حلم عمره يكسّر عن رقابها الطوق
إزاى بلاده تعيش م العلم.. محرومة
حاول يضيّق ما بين الفارق المفروق
أبوعمة ضخ الدِّما.. وساعدها ع القومة
يا رفاعة يا قائد التنوير.. بقينا ف سوق
وتانى رجعوا اللى خلوا مصر مهمومة
■ ■ ■
يا شيخ رفاعة انكببت على الورق والدرس
أشبه بفلاح قرارى.. انحنى ع الغرس
وسط الفرنساو عرفت إزاى كده تندس
يا واعظ البعثة مين في البعثة عاد مثلك
بعلوم أصيلة.. إذا مافهمنهاش.. تتحس؟!
■ ■ ■
يا شيخ رفاعة رفعت العلم فوق الجهل..
وانت ف فرنسا ماهانشى عليك حياة الأهل
يا عمنا الشيخ.. عرفت ازاى.. تتعلم
لغة الفرنساو.. وتكتبها.. وتتكلم...
وتلملم العلم وتجيبه وده شىء مش سهل
■ ■ ■
يا شيخ رفاعة يا مصرى.. يا ابن ماء النيل
يا أصيل يا رمز النباهة ولانتما للوطن
يا شيخ رفاعة يا مصرى.. يا بوقلب نبيل
ياللى عشقت البلاد مجانى من غير تمن
عالم وعلمك له في قلوبنا أعز جميل
وثورتك ع الجهالة باقية طول الزمن!!
■ ■ ■
تكرم جميع العمم.. لاجلك يا طهطاوى
لو كلهم كانوا زيك كنا فين دلوقت؟
صعيدى يا ابن الضفاف السمرا.. مصراوى
انت اللى وفرت ع الأمة سنين الوقت
