قال الأديب حمدي عبد الرحيم، إن «بيئة عبد الرحمن الأبنودي تحكمت في طريقة تأليفه للأغاني، ففي حالة تعاونه مع بليغ حمدي فكان بليغ يؤلف المزيكا أولا ثم يقول للأبنودي ضع على هذا اللحن كلاما، وكان يقول طالما أملك قصيدة في جيبي فأنا أجمل من حسين فهمي وأغنى من أوناسيس».
وتطرق الأديب الكبير في برنامج «لدي أقوال أخرى» على إذاعة «نجوم إف إم»، أمس الأربعاء، للحديث عن أشهر ما قدمه الأبنودي وهي «جوابات حراجي القط».
وتابع: «بعض هذه القصائد غناها أشخاص لم أكن أحبهم، وحدث بيني وبين الأبنودي صدامًا كبيرًا في إحدى الندوات، وقلت له إن من غنى هذه القصائد لا يستاهلوا لأني كنت مؤمنًا أن حراجي حامي السد العالي، لأن الأبنودي قدر يضعه في موضوعه الصحيح، فالسد بيته وعمره وعشقه، وكان حبي لهذه الشخصية والقصائد حب فيه مصادرة وأريد أن أستأثر به.. وخرجوني حينها بالعافية من الندوة، وهاجمت الأبنودي بعدها بشدة في مقاله وهذا الكلام كان في عام 1994، وحدثت قطيعة بيننا، ولما اتصفينا قال لي نصيحة مهمة وهي إن (الكتابة بتخلد ولا تكتب مع أو ضد إلا في لحظة صفوان)، ولم يكن هناك تواصل بيننا حتى تمت المصالحة عام 2000، وكان كاتب بعنوان (الإيمان) عن فؤاد حداد، وكانت حاجة رائعة، وكنت هموت وأروح أغسل رجليه بدموعي، واتقابلنا في جريدة القاهرة وكان الأستاذ صلاح عيسى حاضرا، ووبخني بطريقته الرائعة».
وتابع: «بدأت على الأبنودي بعد ذلك حملة سخيفة وكل فترة شائعة أنه توفي، وكتبت عنه بالحب، والأبنودي من وجهة نظري أشعر شعراء العامية في تاريخ الشعر المصري فهو أغزرهم إنتاجا والأجود، وهو مؤرخ حقيقي لكل الحوادث من وجهة نظره هو، ولما قابلته في جلسة مصالحة نفضني مثل السجادة، وقال لي أنا بعدلك لباقي أيامك، وقال أنا تبع دماغي وهذا ما يجعل له تفردا يتميز به عن غيره من الشعراء، وبعيدا عن لغة جسده ولكنته، ولكن قلب شعر الأبنودي يصلح للترجمة ويصبح شعرا إنسانيا وكان بسيطا وله لحظات مش ممسوكة عند الأغلبية».
وعن الأيام الأخيرة في حياة الأبنودي، كشف: «قل إنتاجه ولكن تعمق كثيرا في كثير من مناحي الحياة، وكان أقوى انحيازاته هو إحساسه بثورة 25 يناير وكتب عنها قصيدة رائعة، ومن قال إن النظام لم يسقط وقال في قصيدته أيضا للشباب حرصوا من الذين حولكم، وكان يقصد الإخوان، وكانت لديه رؤية كاشفة، وكان يقول دائما إن الثوة إذا لم تصل للفلاح يبقى لم تحقق أهم أهدافها».