قال التليفزيون السوري، الاثنين، إن الرئيس بشار الأسد أصدر قرارا بتعيين وزير دفاع جديد، تزامنًا مع اقتحام الدبابات مدينة دير الزور، شمال شرق البلاد، بعد أن قصفتها ليومين متتالين. فيما أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان استشهاد ناشط بارز في مدينة درعا جنوب غرب البلاد.
وأفاد التليفزيون السوري أن الأسد عين رئيس الأركان، العماد أول داوود راجحة، محل وزير الدفاع السابق علي حبيب.
وحبيب هو أحد المسؤولين السوريين الذين فرض الاتحاد الأوربي عليهم هذا الشهر عقوبات تتضمن منعه من دخول دول الاتحاد وتجميد أرصدته فيها، في إطار إجراءات ضد القيادة الحاكمة في سوريا عقابا لها على حملتها الدموية على المظاهرات التي تطالب بالديمقراطية منذ خمسة أشهر.
هذا بينما تواصل دبابات الجيش قصفها لدير الزور، وهي مقعل للقبائل السنية، وأبلغ أحد السكان ويدعى محمد، أن ضاحية الحويقة تتعرض لقصف عنيف من مركبات مدرعة وأن المستشفيات الخاصة مغلقة وأن الناس يخشون نقل المصابين للمنشآت الحكومية لأنها تعج بالشرطة السرية.
وقالت «رويترز» التي نقلت عن شاهد العيان عبر الهاتف، إن «دوي القصف بنيران الأسلحة الثقيلة» كان يتردد في الخلفية.
وأضافت الوكالة، نقلاً عن الشاهد، أن ضاحية الجورة في دير الزور على نهر الفرات تعرضت لقصف عنيف من قوات الأسد وأن آلاف السكان فروا من الضاحيتين.
وأوضح محمد أن 65 شخصا على الأقل استشهدوا منذ اقتحمت دبابات ومركبات مدرعة المدينة الواقعة على بعد 400 كيلومتر شمال شرقي دمشق منذ يوم الأحد، وسحقت حواجز وفتحت نيرانها.
وجاء الهجوم على دير الزور المنتجة للنفط والمتاخمة للعراق بعد أسبوع من اقتحام دبابات مدينة حماة، التي يقول ناشطون إن العشرات استشهدوا فيها أيضا.
ودعت الجامعة العربية إلى وضع نهاية لإراقة الدماء. لكن الأمين العام للجامعة، نبيل العربي، قال، الاثنين، إنه سيلجأ إلى الإقناع بدلا من «الإجراءات الجذرية» للمطالبة بإنهاء العنف في سوريا، بينما استبعدت الكويت، التي سحبت سفيرها لدى دمشق مع السعودية والبحرين، العمل العسكري ضد الأسد.
ونفت السلطات السورية وقوع أي هجوم في دير الزور. وذكرت الوكالة العربية السورية للأنباء «سانا» أن دير الزور لم تدخله دبابة واحدة، ووصفت التقارير عن وجود دبابات في المدينة بأنها «من عمل قنوات تليفزيونية فضائية محرضة».
وتفرض سوريا حظرا على أغلب وسائل الإعلام المستقلة منذ بداية الاحتجاجات الشعبية ضد الأسد، الأمر الذي يجعل من الصعب التحقق من روايات السكان والنشطاء والسلطات.
وقال ناشط آخر: «هجوم دير الزور قد يمثل نقطة التحول، حيث سيؤدي القمع إلى نتائج عكسية وسيبدأ الشعب في حمل السلاح ضد النظام.. الأسد لا يمكنه قمع أمة بأكملها مثل سوريا وينتظر من الناس أن يقفوا مكتوفي الأيدي والآلاف يقتلون أو يختفون».
وفي درعا، مهد الاحتجاجات ومعقل قبائل سهل حوران السنية ذات النفوذ، أعلن المرصد السوري لحقوق الإنسان أن الناشط السوري البارز، معن العودات، استشهد برصاص الأجهزة الأمنية.
وقال رامي عبد الرحمن، المسؤول عن المرصد، إن الأجهزة الأمنية السورية «اغتالت معن العودات، الذي كان يشارك في تشييع جثمان شهيد في درعا سقط على أيدي أجهزة الأمن».
وسقط شخصان آخران من المشيعين برصاص قوات الأمن، حسب المصدر ذاته.