مهن لا يعرفها أحد: مراقب الطيور
«واتر البحري», ٢٨ عاما, صاحب الإسم المختلف إختار دون أن يعرف مهنة مختلفة بدأت معه كهوايه، لتتحول مع مرور السنين إلي مهنة لا يعرفها إلا أصحابها وعلماء الطبيعة المتخصصين فى علم الطيور، «واتر» مراقب طيور وباحث بيئى ومصور حياة طبيعية. بدأ هوايته فى مراقبة الطيور من حديقة «المنتزه» علي بعد خطوات من منزله فى مدينة «بور فؤاد», والحديقة أفتتحت عام ١٩٢٦ كمحطة لإستراحة الطيور أثناء هجرتها فى رحلتى الخريف والربيع. بمنظار بسيط وكراسة وألوان خشبية بدأ بالجلوس لساعات يوميا يرسم الطيور ويلاحظ الفروق البسيطة بينها مما أثار فضوله للتعرف على أنواعها وفصائلها. مع مرور الوقت إكتشف أن لما يفعله مهنة وهي مراقب «الطيور», فدراسة أنواع الطيور ومتابعة تصرفاتها و مواعيد وصولها وسفرها ومعرفة ماذا تأكل وتصويرها كل هذا من إختصاصات مراقبين الطيور, فتواصل مع زملائه من مجتمع مراقبي الطيور في جميع أنحاء العالم ليزيد من معلوماته. دفعه هذا أيضا للقراءة والإطلاع سواء على مواقع الإنترنت أو من خلال الكتب التى ألفها أستاذه فى مراقبة الطيور ومؤسس «الجمعية المصرية لحماية الطبيعة» الدكتور «شريف بهاء الدين» وزوجته «مِندى بهاء الدين» ويعتبرا أول من صنفا الطيور فى مصر، وأصبح يراسله ويتعلم منه مباشرة، ليعمل معه فى وقت لاحق. اليوم يُعد «واتر البحرى» واحد من أهم مراقبي الطيور فى مصر، فتجده معظم الوقت مسافراً فى أرجاء مصر بين بورفؤاد والبحر الأحمر والفيوم وأسوان ليراقب الطيور و تصرفاتها وتأثيرها على البيئة وتأثير الإمتددا العمرانى والصناعى علي خطوط هجرتها السنوية وكتابة التقارير العلمية التى تستفيد بها وزارة البيئة للمساعدة فى إتخاذ القرارات الخاصة بشبكات الكهرباء أو مراوح توليد الكهرباء وإنشاء المصانع وتأمين الطيور ضد الصيد الجائر. وعن دروس الحياة التي تعلمها من معايشته للطيور يقول «واتر»: «شاهدت أنواع من الطيور تهاجر وتحت أجنحتها طيور أصغر حجما وعرفت أن السرب له قائد و أن الطيور القوية تطير بطريقة تقلل من شدة الهواء لتساعد الطيور الأضعف». ويختم حكايته قائلا «تعلمت من مراقبة الطيور الحياة ببساطة والصبر والرزق على الله والحرية والتسبيح والمسؤلية وروح المغامرة والحياة كعائلة واحدة».