صناعة الشموع.. مهنة تقاوم الموت في الظلام
«زمان كان الشمع من الحاجات المهمة، ومكانش فانوس رمضان ينفع من غير الشمعة، لكن دلوقتي مبقاش فى حاجة زي زمان»، بتلك الكلمات تحدث مدحت مصطفى عن عمله، حيث يمتلك ورشة لتصنيع الشموع بمنطقة المنشية وسط مدينة الإسكندرية. واعتبر مدحت مصطفى، «صنايعي النور» مثلما يصفه البعض، أن مهنة صناعة الشموع بمصر تلفظ أنفاسها الأخيرة في صراع مع البقاء، مشيراً إلى قيام الصناعة على مكونات أساسية وهي «شمع البرافين»، المكوّن على شكل قالب يزن الواحد حوالي 30 كيلو جرام، ويتم صرفه كحصة شهرية من إحدى شركات البترول، وخيط القطن، بالإضافة إلى الصبغات و«حامض السيتريك». ورث مدحت المهنة عن والده وجده اللذين عملا بها منذ قرابة 70 عاماً، ويسعى لنقل سر المهنة لابنه محمد، 13 عاماً، طالب بالصف الأول الإعدادي، والذى يقوم بمساعدته والعمل معه خلال الإجازات منذ 7 سنوات، حبًا في المهنة. وقال مدحت إنه يقوم بتوزيعه إنتاجه من الشموع إلى مختلف أنحاء الجمهورية، لافتاً إلى تراجع أعداد العاملين بهذه المهنة، واقتصار الممارسين لها على عدد قليل من الورش.