سيدات الصيد اليدوي.. لقمة العيش تصنع من الأيادي الناعمة «شبكة»
انتباه ونشوى ومها، ثلاث سيدات فوق الـ50 عامًا من إحدى قرى مركز شربين بمحافظة الدقهلية، رغبتهن فى تأمين «لقمة العيش» منحتهن الشجاعة للنزول فى المياه بملابسهن «في عز الشتاء»، وتحمل قرصة البرد، التي هي أخف وطأة من قرصة الجوع. مها فتوح، 56 سنة، وصديقتيها انتباه يوسف، ونشوى عيد، 58 عامًا، لا يملكن قارب صيد ولا حتى شبكة أو صنارة، فقررن أن يستخدمن وسيلة أخرى، فهن يملكن أيادٍ قوية يقبضن بها على أسماك الترعة، خاصة في موسم الجفاف، وانخفاض منسوب المياه في الترع مع شدة البرودة في فصل الشتاء. وتلك الأيادي لا تتجمد مع برودة الشتاء، فقد تدربت كثيرًا على القيام بدور «الكماشة» تحت المياه شديدة البرودة، كما أنهن يسبحن في المياه بكامل ملابسهن، ويخرجن بينما تتسرب منهن المياه، لبيع الأسماك الطازجة في الحال. فزبائن الصيادات الثلاث يستطيعون الاستدلال على وجودهن بالمكان من آثار أقدامهن، التى تظهر بوضوح على الطريق من الترعة إلى طريق المنصورة- دمياط، حيث تترك جواربهن المبللة أثراً واضحاً على التراب، فهن لا يملكن شادراً لبيع الأسماك، لذا يكتفين بالتلويح بأسماكهن لسائقي السيارات.