x

وزير الثقافة: نمر بمرحلة صعبة.. والتعليم الأزهري يحتاج إعادة نظر

الجمعة 26-08-2016 23:29 | كتب: عماد خليل |
المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة - صورة أرشيفية المصرى اليوم تحاور«حلمى النمنم»،وزير الثقافة - صورة أرشيفية تصوير : فؤاد الجرنوسي

قال الكاتب الصحفي حلمي النمنم وزير الثقافة، أنه «لا يوجد مجتمع مائل للعنف أو السلام بطبعه، فالعنف غريزة من الغرائز المجتمعية، وأشار إلى أن توغل التعليم الأزهري سبب من أسباب العنف ويجب إعادة النظر فيه، ويحتاج للتغيير»، مضيفًا أن «الجامعات المصرية من أكثر الجامعات سرقة للأبحاث العلمية، وأن المجتمع المصري في تاريخه موجات من العنف».

وأضاف خلال منتدى حوار الثقافات «السلام المجتمعي حول دور المجتمع المدني في مواجهة العنف»، والذي أقيم في مددينة الإسكندرية، صباح اليوم، «نحن في لحظة يوجد بها عنف، بأشكاله المختلفة، فإحصائيات المركز القومي للبحوث تؤكد ارتفاع العنف الأسري والاجتماعي في العقود الأخيرة، فضلا عن العنف الديني، فمنذ منتصف السبعينيات، انتشرت موجات إرهابية، نتجت عن فهم خاطئ للدين».

وتابع النمنم: «عنف مجموعات المتأسلمين، ظهر نتيجة تراكمات اجتماعية وسياسية، وتراكمات في الفهم للوصول للنصوص الدينية، وفي الشهور الأخيرة هناك بعض مظاهر الاحتدام الطائفي، في المنيا وبعض المحافظات، على الرغم من أن واحدة من إيجابيات ثورة 25 يناير أنها قضت على موجات الفتنة الطائفية عندما رأينا في ميدان التحرير لحظات انصهار ما بين كل أبناء المجتمع، ورأينا المسيحين المصريين خرجوا من نطاق الكنيسة إلى حضن الدولة المصرية».

واستكمل وزير الثقافة: «مصر في الأربعينيات عاشت نفس المواجهة وآخر سنوات الملك فاروق رغم أن النظام ضعيف، لكنه نجح في مواجهة الظاهرة، وهو الأمر نفسه في عام 54 ، حين كان النظام السياسي هش جدا، إلا أن الدولة تمكنت من مواجهة التنظيمات الإرهابية، وحاليا كل يوم وزارة الداخلية والقوات المسلحة تواجهان التنظيمات الشرسة».

وأضاف النمنم: «حتى نتغلب على العنف، لابد أن نتخذ خطوات هامة، لأن لدينا مشكلة ثقافية وتعليمية كبري، فهناك ضرورة إلى تطوير التعليم الأزهري، والذي ينافس بقوة التعليم المدني، ولابد من إعادة النظر فى كل ما يتم تدريسه للأطفال، ولابد من عودة إرسال البعثات العلمية في العلوم الإنسانية بالجامعات المصرية، لأن بسبب توقف الجامعات المصرية عن إرسال بعثات للخارج أصبحنا في عزلة تاريخية عن العلوم الإنسانية العالمية، ونعيش على تراث الأجيال السابقة من الباحثين».

وقال الوزير: «تجربة الصراع الثقافي في الثمانينيات أحدثت فجوة واسعة بين ما هو مدني وما هو ديني، وعلينا أن نستعين بتجربة الأربعينيات عندما انشغل المثقفون والكتاب أنفسهم بالفقه الإسلامي، وقدموا فيه الكثير مثل الدكتور طه حسين (الفتنة الكبرى)، ومحمد حسين هيكل (حياة محمد، في منزل الوحي)، ولكن مع الأسف الشديد في العقود الأخيرة لم يحافظ المتعلمين على هذه المعادلة، وحدث تباعد شديد أدى إلى صراعات وسوء فهم نعيشه، وتم استغلاله من جماعات التيارات الدينية المتشددة، وأنا أعتبرهم جميعا ينبعوا من شجرة واحدة».

وأكد الوزير، ان خطاب الرئيس عبدالفتاح السيسي، حول تجديد الخطاب الديني، لابد أن يقترن بالتطبيق العملي، وليس التجديد النظري فقط، فعندما تم اتخاذ قرار دخول الفتاة المصرية الجامعة، كان نوعا من التجديد، ودخول المرأة العمل، تجديدا، وعندما فتح العمل السياسي للمرأة كنائبة ووزيرة، كان تجديدا، لكن هذا الحال تراجع».

واختتم كلامه قائلا: «صحيح فى عنف وجرائم لكن ليس هذه هي المرة الأولى التي تعيشه مصر، ففي خلال ثورة 19، كان هناك من يطالب بالاستقلال والدستور، وكانت هناك ريا وسكينة، وعشرات العصابات الشبيهة بها، نحن نمر بفترة صعبة، لكن الشعب والدولة المصرية قادرة على أن تتغلب عليها».

فيما قال الدكتور عمار على حسن: «لم يشغل البشر بعد الله والحب، أكثر من العنف، فقد صاحب وجود الإنسان منذ بدء الخليقة، ورأينا صراع القبائل وصراع الدول على المواد الخام وطرق التجار، فضلا عن صراع الطبقات، وهناك صراع الهوية الدينية والذي يعد أشد الصراعات فتكا، على الرغم من أن الله عندما أنزل الأدديان، أنزلها لإسعاد البشر ونشر المحبة والسكينة».

وأضاف حسن: «الإضرابات والمظاهرات والحرب تعد نوعًا من أنواع العنف، لهذا فإن العنف ليس شرا خالصا فإذا كان هناك عنف مدمر يجب تجنبه، فان قليل من العنف يأتي بالعدالة».

وتابع: «لا يمكن أن نتحدث عن مواجهة العنف الاجتماعي قبل الحديث عن تعسف السلطة، لأن هذا العنف، ينتج عن قرارات السلطة، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن نتحدث عن مجتمع بلا عنف، فالمدينة الفاضلة خيال، لهذا فإن الحديث لابد أن يدور حول مجتمع قليل العنف».

واستكمل عمار: «القضاء على العنف لن يكون مرة واحدة، وإنما بالتدرج والزحف حتى نحقق مجتمع السكينة، ولا يجوز القول أن هذا المجتمع عنيف، فهذه مسألة نسبية، ولابد من الاستفادة من الخبرات الإنسانية في مواجهة العنف، مع التأكيد أن مخاصمة العلم غاية في الخطورة».

واختتم كلامه قائلا: «مواجهة العنف ليس مسئولية الشرطة والقوات المسلحة وحدها، وإنما لابد من مشاركة خبراء التعليم والفلاسفة والمجتمع المدني والأحزاب، فلكل منهم دور، حتى نستطيع حشد كل الإمكانات مع التأكيد أن قوة الدفع الراغبة في التغيير للأفضل لن تتوقف وأن العودة إلى الماضي مستحيلة».

شارك في الندوة كل من الكاتب صلاح سالم والدكتور أندريا زكي رئيس الطائفة الإنجيلية، والدكتور عمار على حسن، وأدارها الكاتب حامد أبوأحمد، وكان من الحضور الدكتور فتحي أبوعيانة، والدكتور طلعت عبدالقوي والنائبة نشوى الديب.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية