مبروك.. انتصرت منظومة القمح الفاسد. انتصرت علينا جميعاً. انتصرت على من سعى لتغييرها. على من حاول إصلاحها. انتصرت على وزير التموين د.خالد حنفى. انتصرت لمافيا توريد القمح المستورد ضمن القمح المحلى. استطاعت النفاذ من ثغرة الدعم. لن تتوقف. هذه البداية لإيقاف عجلة الإصلاح التى بدأت فى الدوران. بعد أن استعنا بصندوق النقد.
بالأمس تقدم الوزير باستقالته. الضغوط كانت من كل اتجاه. حرب شعواء انطلقت ضد الوزير. لم تتوقف لحظة. مشروع الوزير لإصلاح منظومة القمح. رفضها 60 نائبا. حتى الآن لم نعرفهم. لم يتم إعلان الأسماء.
الحكومة أرادت أن تريح من الصداع. سارعت بقبول الاستقالة. راحت جوقة حماية الفساد تصفق وتغنى وترقص. انتصروا فى المعركة الأولى. خلى لهم الطريق. أصبح مفتوحا أمامهم. انسحب من كان يقف فى طريقهم. وافقت الحكومة على خروجه. بدلا من أن تدعمه.
أخشى أن تتخذ الحكومة مواقف مشابهة. أرى أن موقفها ليس إيجابيا. فالمعركة من أجل الإصلاح بدأت. لم تنته. الطريق طويل. فيه الكثير من العراقيل والصعاب. فواجب الحكومة أن تدافع عن الشرفاء فيها. تدافع عن خطتها للإصلاح. فلم تدخل عش الدبابير بعد. المعركة الكبرى مؤجلة. وهى معركة إصلاح منظومة الدعم بالكامل. الرئيس فى أكثر من مرة بدا متألما من تضخم الدعم عاما بعد عام. الفاتورة أصبحت كبيرة للغاية، لم تعد الدولة تقدر على تحملها. رغم ذلك الدعم يسير فى اتجاه واحد رايح فقط. لا يعود علىّ بأى صورة من الصور. لا فى التعليم، ولا فى الصحة، ولا فى المواصلات. فهو أكذوبة نخدع أنفسنا به قبل أى أحد آخر.
يأكل أكثر. يستهلك أكثر. يهمل فيما جاء رخيصاً مدعماً. المأساة أن معظم الدعم يذهب بطريق غير مباشر للمنتج المصرى أو الأجنبى. هو لديه عمال. لا يدفع لهم رواتب. إنما يدفع بالكاد الفارق بين ما يناله العامل من الدعم وما يبقيه على قيد الحياة.
للأسف ظهرت الدولة أمس بوجه ضعيف. استسلمت بسرعة شديدة. لم تدافع عن وزير أراد الإصلاح والتغيير. ليس أكثر.