دون أى إشارة للضجة على تسريبات موقع «ويكيليكس» المستمرة للوثائق الدبلوماسية الأمريكية، أكد الرئيس الأمريكى باراك أوباما أن الولايات المتحدة ستواصل توثيق علاقات دبلوماسية «صريحة»، وعلى قدر عال من الثقة مع دول العالم. قال أوباما، خلال استقباله فى وزارة الخارجية، الاثنين، إن الإدارة الأمريكية تسعى إلى إقامة عهد جديد من الحوار فى العالم يستند على المصلحة والاحترام المتبادلين، مضيفاً أن هذا الأمر «يتوقف على الثقة والصراحة التى تعد جوهر الدبلوماسية الأمريكية». وشدد الرئيس الأمريكى على أن الالتزام الأمريكى تجاه الدبلوماسية سيبقى حجر الزاوية فى السياسة الخارجية الأمريكية وأنه لن يتغير، نظراً لأنه أمر جيد لأمريكا والعالم.
وعلى غرار طريقة «ويكيليكس»، أسست مجموعة «دبليو إيه زد» الإعلامية الألمانية، الاثنين، أول موقع لصحيفة ألمانية على الإنترنت لتحميل وثائق، مجهولة المصدر، تكشف عن معلومات سرية وجرائم.
قالت المجموعة إنه فى إمكان مستخدمى الموقع، الذى بدأ عمله منذ الأحد الماضى، تحميل أو إرسال مستندات عن مظالم دون الكشف عن هويتهم، فيما أكد رئيس المجموعة، ديفيد شرافان أن الموقع «لا يعتزم نشر كل شىء دون مراجعة، إلا أنه يتلقى المستندات والوثائق بشكل عام كنقطة بداية لعمليات إعادة بحث».
فى المقابل، قال النائب السابق لمؤسس ويكيليكس، دانيال دومشيت – بيرج، إنه سيطلق موقعاً منافساً فى وقت قريب، وسيكون أكثر شفافية من الموقع الأساسى، ويحمل اسم (أوبن ليكس) أى (التسريبات المفتوحة).
واتهم دومشيت، الذى تورط سابقاً مع مجموعة قرصنة إلكترونية ألمانية فى ناد تخريبى، «ويكيليكس» بأنه لم يعد منفتحاً كما فى السابق خلال الشهور الأخيرة وفقد وعده بأن يكون مصدرً مفتوحاً للمعلومات.
ولفت دومشيت- بيرج ، إلى أن موقع «أوبن ليكس» يخطط لتوفير كل الوسائل لنشر المعلومات المسربة دون أن يكون بحد ذاته الناشر، وسيتم بدأ النشر التجريبى فى بداية عام 2011.
وفيما يتعلق بردود الأفعال الداعمة لـمؤسس «ويكيليكس»، أعلن مدراء وسائل الإعلام الأسترالية وقوفهم إلى جانب أسانج، الأسترالى الجنسية، مؤكدين أنها ستتصدى بقوة لأى منع أو ملاحقات تتعلق بنشر وثائق الموقع. وفى رسالة مفتوحة إلى الحكومة، اعتبرت وسائل الإعلام أى محاولة لإغلاق ويكيليكس بالقوة أو تهديد الذين ينشرون هذه التسريبات بملاحقات أو الضغط على الشركات لكى توقف أنشطتها التجارية مع ويكيليكس بأنها تهديد خطير للديمقراطية التى تستند على أساس الصحافة الحرة والجريئة.
وضمن مسلسل الشهرة العالمية التى يحظى بها أسانج منذ إطلاقه التسريبات، اختارت النسخة الإيطالية من مجلة «رولينج ستونز» الأمريكية أسانج «نجم الروك لعام 2010». و قارنت المجلة بين أسانج الأسترالى الجنسية، ونجم موسيقى الروك البريطانى ديفيد بويى.
يأتى ذلك فى الوقت، الذى حاول فيه آسانج مؤسس «ويكيليكس» إقناع محكمة ويستمينستر خلال جلسة الاستماع، الثلاثاء، بالإفراج عنه بكفالة بعد أسبوع من إلقاء القبض عليه فى لندن، وقال فى بيان أصدره من السجن، أملاه على والدته، إنه سيواجه أى محاولات لترحيله إلى السويد وربما يلجأ إلى المحكمة العليا فى حالة رفض قاضى المحكمة طلب الكفالة.
وانتقد أسانح شركتى «فيزا وماستركارد» الأمريكيتين لبطاقات الائتمان وشركة بايبال للدفع على الإنترنت لوقفها التحويلات المالية لموقعه، مشددا على أنه مازال ملتزماً بنشر الوثائق، وأن قناعاته لن تضعف فى هذا الشأن على الرغم مما يواجهه.
فيما تواصلت المظاهرات المنددة باعتقال أسانج، حيث تجمع العشرات، مرتدين أقنعة عليها وجهه، أمام السفارة السويدية فى لندن، الاثنين، رافعين لافتات تطالب بالإفراج عنه. وعن التسريبات الأخيرة لموقع ويكيليكس، كشفت عدة وثائق نشرتها صحيفة «آل بايس» الإسبانية عن أن بنك «ميلينيوم .بى سى. بى» البرتغالى عرض على أمريكا التجسس على أنشطة مالية إيرانية مقابل السماح له بالعمل فى إيران، فيما نفى البنك هذه المعلومات، ووصفها بأنها «ملفقة وخيالية». وأظهرت وثيقة أخرى، أن انسحاب القوات الإسبانية من كوسوفا فى مارس 2009، أثار غضب الولايات المتحدة.