أكد الدكتور علاء النهرى، نائب رئيس المركز الإقليمى لعلوم وتكنولوجيا الفضاء بالأمم المتحدة، ممثل مصر بلجنة الاستخدامات السلمية للفضاء الخارجى بفيينا، أن صور الأقمار الصناعية أوضحت ارتفاع منسوب المياه في بحيرة ناصر جراء فيضان العام الحالى، الذي بدأ أول مايو الماضى حتى منتصف أغسطس الجارى، بمقدار 4 أمتار في البحيرة، مقارنة بمنسوب المياه بعد انتهاء موسم فيضان العام الماضى.
وأضاف «النهرى»، لـ«المصرى اليوم»، أن كل متر ارتفاع في مياه بحيرة ناصر يعادل نحو 5 مليارات متر مكعب، بما يعنى زيادة حجم المياه بالبحيرة بنحو 20 مليار متر مكعب خلال 3 شهور، ويمثل ثلث الكمية المتوقع تخزينها في البحيرة، مشيرا إلى أنه متوقع وصول أمطار إضافية ضِعف الكمية في الفترة من أغسطس حتى أكتوبر من العام الجارى، لتصل حصتنا إلى 60 مليار متر مكعب من المياه.
وأوضح أن بحيرة ناصر قلت مساحتها من 5169.1 كيلومتر مربع إلى 4619.5 كيلومتر بسبب السحب الشديد من مخزون البحيرة لتغطية الاحتياجات المائية، بعد موسم شحيح جدا في الفيضان لعام 2015.
ونفى «النهرى» ما تردد عن امتلاء مفيض توشكى بالمياه بسبب امتلاء بحيرة ناصر خلف السد العالى، مؤكدا أن «المفيض» ظهر ممتلئا بالمياه في موسمى 1998 و1999 إثر الفيضان العالى، وفى نوفمبر 2000 كانت البداية في تقلص مساحة البحيرات المتكونة في منخفضات توشكى، وفى ديسمبر 2002 كانت بداية اختفاء مفيض توشكى، وخلال العام الماضى اكتمل اختفاء المياه في «المفيض»، وكذلك في بحيرات منخفض توشكى إيذانا ببدء موجة من الجفاف وتذبذب المياه في بحيرة «السد».
كما نفى ما تردد على مواقع التواصل الاجتماعى من تسبب الأمطار الغزيرة وفيضان إثيوبيا في تحطم بوابتين بسد النهضة، وقال: «السد الإثيوبى لم يكتمل بناء الإنشاءات اللازمة لتأمين تشغيله».
وأضاف: «رغم اكتمال المحور الأفقى لجسم السد في يونيو الماضى إلا أن أعمال التعلية لم تنته بعد»، مشيرا إلى توقف البناء نتيجة الأمطار الرعدية الغزيرة، وسيمتد إيقاف العمل لمدة أخرى تصل إلى 5 شهور لحين انتهاء موسم الأمطار على الهضبة الإثيوبية.
ولفت إلى أن سد النهضة ليست له أي صلة بتذبذب ونقص منسوب المياه في بحيرة ناصر، لكن التغيرات المناخية كان لها الدور الأكبر في تذبذب إيراد نهر النيل من المياه، حيث يمكن أن يرتفع فجأة بنسبة تصل إلى 90%، كما حدث هذا العام بسبب اختلال توزيع أحزمة المطر كميًّا ومكانيًّا.
وأشار إلى أن سقوط الأمطار الغزيرة على أجزاء من السنغال ومالى وجنوب موريتانيا خلال يوليو الماضى تُتوقع معه زيادة أعداد الجراد، التي قد تؤثر سلبا على زراعة المحاصيل بالبلدان المتأثرة بالفيضانات.
وكشف أحدث صور الأقمار الصناعية الملتقطة في 13 أغسطس الجارى حجم الأمطار الرعدية على الهضبة الإثيوبية، وتصل إلى 3990 ملليمترا، علما بأنها العام الماضى سجلت أمطارا بواقع 2100 ملليمتر.
وأوضحت الصور حجم الأمطار الرعدية على بحيرة تانا، منبع النيل الأزرق، أكبر بحيرة في إثيوبيا (تقع في الشمال الغربى للمرتفعات الإثيوبية)، منذ أوائل يوليو الماضى، بما يقرب من 150% من مياه الأمطار زيادة على معدلها الطبيعى، ومن المتوقع أن يزيد هطول الأمطار بشكل مرتفع جدا على غرب إثيوبيا خلال الأسابيع المقبلة.