x

حمدي رزق المطبعون يتبعهم الغاوون! حمدي رزق الثلاثاء 16-08-2016 21:30


عجباً جماعة المطبعين.. يبدون نشاطاً ملحوظاً، ولا يخجلون ولا يتوارون، ويبشرون بما كانوا لا يصرحون، طول عمرهم أصوات نشاز فى عزف جماعى يكره إسرائيل، هنيئاً لإسرائيل بهذه الجماعة التى تتطوع باختراق حائط الصد الأخير، وبما لا تقوى عليه أو تحلم به إسرائيل.

انتهزوا حركة «طفولية» من لاعب لا يفقه فى الروح الرياضية شيئاً، لينفذوا بأجندتهم التطبيعية كاملة، ويتحدثوا عن إسرائيل باعتبارها صديقاً، ويرشحوها لنا حليفاً، وجاراً أليفاً، ويعيدوا طرح أسطوانتهم المشروخة عن التطبيع، يخلخلون المصطلح، ويمارون، وينزلون هذه القضية الكريهة على الأرض فى شكل حوارات بريئة، طيبة، خجولة، وهم لا يستحون.

المطبعون يتبعهم الغاوون، خطيرة حوارات التطبيع التى تصطخب بها الساحة المصرية، ما يمكث فى الأرض خطير، حمل سفاح، حديث التطبيع يسرى وتدركه العقول بلا عناء، وعلى أرضية «مخلخلة» من ثابت الثوابت الوطنية الراسخة بأن إسرائيل عدو، وأنها العدو الرئيسى، ولا يغير من هذه العقيدة معاهدات أو زيارات أو علاقات دبلوماسية، للأسف تجد مثل هذه الأصوات شبح استمالة أو استجابة، يغوون قصار النظر بقصار السور عن خيرية التعاون الاقتصادى مع إسرائيل، وأنها بوابة رئيسية لإنقاذ الاقتصاد المصرى من عثرته.

حالة الإيهام بأن إسرائيل أولى بالمصافحة، وأنها لا تطلب الكثير، وتل أبيب منفتحة ونحن المنغلقون، وأن استمرار القطيعة الشعبية لا يخدم أهدافاً عليا، والخسارة كل الخسارة أن تستمر هذه المقاطعة الشعبية التى تفرض آلياتها على العلاقات السياسية والاقتصادية، ولازم دفعة فى عربة العلاقات، ونفخة فى روح الاتفاقيات، كلها تدور فى أفلاك جماعة تروم مكاسب اقتصادية وتستصحب جماعات من المنظرين، ينظرون فى تهاوى جدار التطبيع المنيع، ينقبون الجدار، لعل وعسى يمرقون من «كوة» إلى الصديق!

ماذا قدمت إسرائيل؟.. أَأَعادت أرضاً مغتصبة، كفت عن التهام الأراضى الطاهرة، احترمت عهداً، أوفت بميثاق، احترمت شعب فلسطين وحقه فى الوجود، ذهبت إلى خيار الدولتين، لا شىء تقدمه إسرائيل، ولن تقدم شيئاً، والتطبيع ليس بالمجان، رفض التطبيع شعبياً على الأقل ورقة التوت الأخيرة التى نستر بها عورتنا أمام أنفسنا.

الخطير أنهم ينادون علينا بالتخفف من عبء المقاطعة، والذهاب إلى المصافحة، لن تكلفنا الكثير، والمقاطعة تكلفنا الكثير، وشهدت حواراً أخيراً بين دعاة التطبيع ورحت أتأمل الوجوه، وأسأل نفسى: هل هؤلاء يصدقون ما يقولون؟!، كدت أصرخ فى وجوههم: أنا بكره إسرائيل.

عجباً، إسرائيل بقت حلوة وطعمة وكعكة عليها سكر بودرة، مرارة فى الحلوق، زمان كان لقاء أحدهم بالسفير الإسرائيلى معرة، وعار، وخيانة، الآن يعزفون لحنهم الجنائزى على قارعة الطريق مقالات فى صحف منشورة، وحوارات فى فضائيات مشهورة، وجوه كالحة، دماؤها مالحة.

لله فى خلقه شؤون، والأغرب أن مناهضى التطبيع صامتون، وكأنهم مهزومون، وكأن القضية ضاعت فى لجة ثورات الربيع العربى، تركوا الساحة ليحتلها هؤلاء المزيفون، يبدو أن القضية فقدت ألقها وشرفها، لم تعد تجلب على أصحابها إلا الخسارة والحزن والألم، أما المطبعون فهذا عصرهم، وهذا زمانهم، والريح فى شراعهم.

عندما سلمنا قضية رفض التطبيع لشعبان عبدالرحيم، واستسلمنا لغوايته، وصرنا نردد الشعار «أنا بكره إسرائيل» بديلاً عن العمل السياسى والتجييشى والتوعوى بخطورة التطبيع، وآليات المقاومة والمناهضة والمنافحة عن الحقوق العربية المشروعة، فقدنا أسناننا التى كان يخشاها أمثال هؤلاء المبدورين فى كل الصحف والمواقع، ما كانوا يتجرأون، ويخشون، ولكن برزوا حاسرى الرؤوس كاشفى الوجوه، برز المطبع يوماً.. فى شعار الواعِظينا.. فمشى فى الأرضِ يهذى.. ويسبُّ الرافضين!

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية