x

حمدي رزق السيسى يعلن ترشحه! حمدي رزق السبت 13-08-2016 22:05


الترجمة الحرفية لكلمة الرئيس عبدالفتاح السيسى فى افتتاح مصنع «إيثيدكو»، صباح أمس، جملة جملة، وكلمة كلمة، وحرفا حرفا، وما تحت السطور، وما بين السطور، هى خطاب ترشح رئاسى بامتياز، خطاب نوايا بالترشح، كشف حساب رئيس يترشح مبكرا، وقبل الترشيح بسنة.

من لسانك أعرف بيانك، والخطاب يبان من عنوانه، وبالفم المليان، وقطعياً، السيسى مرشحاً رئاسياً لدورة ثانية، وموعدنا منتصف يونيو 2018، الجملة تخرج من فمه لتصيب هدفاً، ثم تتكرر كخاتمة لمشروع أو إنجاز، ثم تُعاد وتُستعاد مرات عديدة، فى كلمة قصيرة، السيسى لا يختم ولاية، بل يفتتح الترشيح لولاية جديدة.

الرئيس يقطع الطريق على جماعة البرنامج الأمريكى المهجن إخوانيا، ببرنامج وطنى طموح ربما لم يدخل به ولايته الأولى، دخلها بالحب والثقة، السيسى أدرك أخيرا معنى أن يكون مرشحا ببرنامج، محدد بالمشروع والكلفة، يبدأ من أسفل السلم الاجتماعى ويرتقى إلى أعلاه، يبدأ طريق الترشيح من داخل مصنع جديد تكلفته مليار و900 مليون دولار يكفل فرص عمل لألف عامل.

وكأنه يرد على تخمينة «الإيكونوميست» وأخواتها، ويلقى بقفاز التحدى فى وجوه أجهزة الاستخبارات العالمية التى تكاتفت جميعاً لتشل حركته، وتلزمه بالتخلى، طوعاً أو كرهاً عن ترشحه لولاية ثانية. السيسى يقدم كشف حسابه مبكرا إلى الشعب المصرى وحده، ويضرب موعداً مع الشعب. لاحظ عدد مرات تكرار تاريخ منتصف يونيو، وكأنه على موعد لإعلان ترشحه شعبياً.

السيسى بالأمس غير السيسى فى كل المرات التى تحدث فيها إلى الشعب عبر نافذة مشروع جديد، واثق من النجاح يرد به على مؤامرة التفشيل التى تلوكها العواصم الغربية، يعد بالإنجاز رغم الصعوبات والمعوقات وجفاف التمويل، يقطع وعدا «هسلمكم البلد شكلها كده.. واستلمتها كده»، مستنزفة بحروب أربع، وثورتين، وفساد وإرهاب، ورغم ذلك سأسلمكم بلداً غير البلد، وموعدنا منتصف يونيو 2018.

السيسى هذه المرة لم يرتجل على نحو كامل، جاء مستعدا ومحضرا رسائل أساسية فى ورق صغير، برشامة من صداع الصحافة الأجنبية، رسائل واضحة لا لبس فيها، باقٍ لنهاية فترته لإتمام المشروع الكبير، يثق فى شعبه، ثقة لا نهائية، ويصارحه بالحقيقة، ويطلب منهم العون.

أيضا يرد الصاع صاعين للمتقولين على تهاوى الأداء الاقتصادى، أو كما تقولوا عليه شخصيا، إنه أقل كفاءة فى إدارة شؤون الحكم، يحدد قائمة الأعمال المنفذة، وحزمة المشروعات تحت التنفيذ، وبالكلفة، بالمليار، مشروعات بلد كبير فى زمن قصير، السيسى يضعهم ويضع قرض صندوق النقد فى موقعه من الإعراب، كم تساوى 12 مليار دولار من إجمالى 400 مليار جنيه تم إنفاقها على مشروعات الكهرباء وحدها، لتنور مصر، بند واحد فى كشف طويل.. يطول شرحه.

الرئيس يثبت شجاعة فى مواجهة كهنة الصناديق الغربية، ثقة فى شعبه، يصف الدواء المر، ويذكر أن العلاج تأخر طويلا، وأن الخشية وراء جفاف عروق الاقتصاد المصرى، وهو لا يخشى شعبه طالما صارحه بالحقيقة، السيسى يعلنها لا يخشى شبح مظاهرات الطعام 1977، ووعى درسها جيداً، والصراحة راحة، ولن يرفع سعراً أو يتخذ قراراً فى الخفاء دون إعلان.

السيسى يستشعر حملة التشكيك المهندسة فى أقبية الاستخبارات الغربية، ويسبقها إلى شعبه، بأرقام تبدأ من المرتبات إلى المعاشات، إلى برامج التكافل والتضامن وكرامة، إلى الطرق والكبارى والإسكان الشعبى والاجتماعى والعشوائيات، يقدم كشف حسابه بالأرقام.

ويرد على السؤال الفيسبوكى: ومليارات الخليج راحت فين، وفين إيرادات قناة السويس، وكم بكم يساوى كم؟ حزمة أرقام يرد بها «الإيكونوميست» وأخواتها، لا يقف أمام تخرصاتهم، سيحاسبنى ربنا والشعب والتاريخ ولستم أنتم. ولعلمكم القرارات التاريخية التى خاف السابقون أن يأخذوها لن أتردد ثانية واحدة أن آخذها، وأنتم يا مصريون ستعينوننى عليها، وتحيا مصر ثلاثاً.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية