سادت الأوساط القبطية حالة من الغضب الشديد بعد إعلان العشرة المعينين بالمجلس، ورغم زيادة عدد الأقباط المعينين من 5 فى الدورة البرلمانية الماضية إلى 7 أقباط فى المجلس الحالى، إلا أن الغضب القبطى جاء لتعيين جمال أسعد، المفكر القبطى المعروف بمعاداته للكنيسة وهجومه على شخص البابا، بالإضافة لاستبعاد جورجيت قللينى بسبب دفاعها عن قضايا الأقباط.
فى البداية أكد جمال أسعد، أحد المعينين، أنه يسعده ويشرفه اختيار رئيس الجمهورية له، وأشار إلى أنه كان نائباً سابقاً بالانتخاب، وبالتالى يعرف جيدا قضايا الشعب، خاصة الفقراء الذين يمثلهم، وأشار إلى أنه تم اختياره كسياسى مصرى وليس قبطياً، وسيعرض ويتناول قضايا جميع المصريين وليس الأقباط فقط.
من جهة أخرى، أكد مصدر مسؤول فى الكنيسة القبطية أن تعيين جمال أسعد خبر سيئ جداً لأنه ضد الكنيسة ويهاجم الرموز الكنسية، وعلى رأسهم البابا شنودة الثالث، وأشار المصدر إلى أن اختيار أسعد ربما يستهدف توجيه رسالة من النظام للكنيسة بعد أحداث العمرانية وإسقاط كل الرموز القبطية.
وقال ممدوح رمزى، المحامى القبطى، إن التعيينات كشفت التوجه الحكومى لإقصاء الأقباط عن العملية السياسية واختيار وتكريم المعارضين للكنيسة وللأقباط، مشيراً إلى أن من تم اختيارهم لا يمثلون الأقباط ولا قضاياهم، وأكد أن النظام يتحدى الأقباط بشكل فاضح، وأشار رمزى إلى الأداء البرلمانى للأقباط فى الدورة السابقة، لافتاً إلى أن إسكندر غطاس لم يقدم أى شىء خاص بالأقباط على عكس جورجيت قللينى التى دافعت ببسالة عن الأقباط فى مذبحة نجع حمادى فكان جزاؤها عدم اختيارها مرة أخرى وهى وكل المعارضين الشرفاء من الأقباط.
ومن جانبه، أكد ماجد حنا، محامى الكنيسة القبطية، أن الاختيارات مخيبة للآمال إلا قليلا منها وأن النظام يوجه رسالة للأقباط مفادها أن من يرفع صوته أو يده يتم إقصاؤه واختيار جمال أسعد كنوع من الضغط من قبل النظام على الكنيسة، واتضح أن باقى الاختيارات عشوائية وغير منطقية ولا تعبر عن رغبة الأقباط وكأن الحزب الوطنى يعيش فى كوكب آخر. وعبر الدكتور نجيب جبرائيل، رئيس منظمة الاتحاد المصرى لحقوق الإنسان، عن دهشته من القرار الجمهورى بتعيين سبعة أقباط غالبيتهم من أصحاب المعاشات الذين تجاوزوا السبعين من العمر والبعض الآخر ممن اعتاد مهاجمة الأقباط، وأضاف جبرائيل: ما كنا ننتظر مثل هذا، وتساءل عن سبب هذه الاختيارات بعد أن تم تهميش الأقباط فى الحزب الوطنى، وفى سائر أحزاب مصر، وهل هذه التعيينات تعكس أموراً أخرى فى ذهن الدولة بعد كثرة مطالبة الأقباط بحقوقهم المنقوصة، وأشار إلى أن التعيينات الأخيرة جاءت لاستفزاز الأقباط.