تحت الشمس الحارقة، في قرية «أبوالمطامير» بالبحيرة، يقوم رجال ونساء يغطون رؤوسهم بـ«شال» ليحميهم من الشمس، بجمع العنب لإنتاج «نبيذ الفراعنة» في كولة ليست في فرنسا وإنما في مصر البلد المسلم.
وبحسب صحيفة «لاكسبريس» الفرنسية، فإنه منذ 2000 كان هناك مصنعان في مصر يريدان إعادة صناعة النبيذ في بلد أغلب سكانه من المسلمين.
ويقول اللبناني لبيب كلاس، مدير أحد المصنعين، الذي يسمى «كروم النيل»: «ما فعلناه حيال إعادة تصنيع النبيذ المصري قصة جميلة ويعتبر إنجازا جيدا».
وأضاف أن المطاعم الراقية في القاهرة ليس أمامها سوى تقديم نبيذ مصري لزبائنها، مشيرًا إلى أن السبب في ذلك هو بلوغ الرسوم الجمركية على النبيذ المستورد 3000% ما يجعل استيراده صعبا.
وفي أواخر يوليو، تفقد كلاس حصاد 170 هكتار من الكروم المزروعة في بعض الأراضي الصحراوية المستصلحة شمال القاهرة.
ويعتقد جان بابتيست أنسيلوت، مؤسس مشروع «واين إكسبلوريرز» الذي يقوم بأول إحصاء عالمي للدول المنتجة للنبيذ، أنه يمكن للمصريين الآن التمتع بأنواع جيدة من النبيذ، موضحا أنه بعد عقود استطاعت الشركة إنتاج نبيذ للفقراء بعد سخرية النخبة المصريين والأجانب.
ومنذ عام 2000، كانت الشركتان المصنعتان للنبيذ في مصر، «كروم النيل» و«جناكليس» تستوردان النبيذ من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا، وقفًا للخبير فيوجنير فيمينتينو.
ويقول فيمنيتنو إن فن زراعة العنب الذي ينتج منه النبيذ في مصر كان متواجدا منذ عام 3000 قبل الميلاد، وتم الاهتمام به خلال الاستعمار البريطاني، ولكن تم إهماله بعد ثورة يوليو ضد النظام الملكي، فيما يؤكد صانع النبيذ الفرنسي، ساستيان بودري، أنه يتم الآن توفير عشرات الأنواع من الخمور من النبيذ المصري المصنوع في الأسواق المصرية بالألوان الوردي والأحمر والأبيض، موضحا أنه تم زرع العديد من حقول الكروم في قرية «أبوالمطامير» ويتم تعبئته في مصنع «جناكليس».
ويؤكد بوردي أن هناك تحديات عديدة تواجههم بسبب درجات الحرارة الحارقة وندرة هطول الأمطار، وقال: «عندما تكون درجة الحرارة 50، فالإنسان يفكر كيف يحمي نفسه من أشعة الشمس كي يعيش وليس لإنتاج السكريات والعطور».
وتنتج الشركة أكثر من مليوني لتر من الخمور يتم توزيع ما بين 700- 800 ألف لتر للجمهور، فيما يتم توريد الباقي إلى الفنادق، من أجل جذب السياح بعدما أصبحت مصر مهجورة منهم، خلال السنوات الـ6 الأخيرة عقبت الثورة، لذلك تسعى صناعة النبيذ لاستيعاب السياح مرة أخرى لمصر.
ونقلت الصحيفة عن شاكر نوال، أحد مديري التسويق في المصانع المنتجة للنبيذ، أن 70% من السياحة تميل إلى تواجد النبيذ في البلاد، وإذا لم يأتوا فسنصدر النبيذ لهم، وقال إنه على الرغم من ذلك لا يمكن أن تنافس مصر الدول الغربية في صناعة النبيذ أو حتى لبنان التي تنتج أكثر من 8 ملايين زجاجة نبيذ سنويًا.