أفادت بعض وثائق وزارة الخارجية الأمريكية التي سربها موقع «ويكيليكس» السبت عبر صحيفة «لوموند» الفرنسية بأن ممارسات الفساد التي شهدها عهد العاهل المغربي الراحل الملك الحسن الثاني، اكتست بطابع مؤسسي مع نجله الملك محمد السادس.
وذكرت الصحيفة الفرنسية أن الفساد في المغرب احتل جانبا لا يستهان به من برقيات الخارجية الأمريكية القادمة من المغرب، والمسربة من قبل ويكيليكس، يشار فيها إلى أنه يمثل ممارسة واسعة النطاق.
وأوضحت أن الفساد «يؤثر على المدنيين والعسكريين، ويصل حتى إلى القصر الملكي».
وذكرت برقية تعود إلى نوفمبر 2009 أن رجل أعمال أجنبي أكد أن «قرارات الاستثمار الخاص الكبرى تتطلب في المغرب موافقة ثلاثة أشخاص لديهم مكانة متميزة في قلب الملكية»، وشددت أخرى تعود إلى أغسطس 2008 على أن «الفساد أصبح ذا طابع مؤسسي يكتشف في المناصب العليا للقوات المسلحة الملكية وخاصة في الصحراء الغربية».
وذكرت على الخصوص الجنرال عبد العزيز بيناني الذي يقال عنه إنه استغل موقعه من أجل الحصول على أموال قادمة من عقود عسكرية وكذلك أنه يؤثر في «قرارات تتعلق بمجال الأعمال».
وأشارت أيضا إلى أهمية «تجارة المخدرات وغسيل الأموال والفساد» في النمو الاقتصادي لمدينة الدار البيضاء.
يذكر أن «ويكيليكس» نشر مؤخرا أكثر من 250 ألف برقية دبلوماسية أمريكية مصنفة على أنها سرية، وهو ما اعتبرته وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون «هجوما على الدبلوماسية الأمريكية وعلى المجتمع الدولي».
وكان «ويكيليكس» قد كشف منذ نحو شهر عن 400 ألف وثيقة عسكرية سرية عن حرب العراق، تقول إن نحو 70 ألف مدني على الأقل لقوا مصرعهم منذ بداية الغزو عام 2003 وحتى عام 2009، مشيرة إلى أن إجمالي عدد الضحايا من العراقيين يتجاوز المائة ألف، بما يفوق بكثير ما كانت تتحدث عنه الولايات المتحدة.