نشأ شكري محمود القوتلي في بيت عريق عرف بالصلاح والتقوي والاستقامة، وكانت أسرته نزحت منذ نحو 6 قرون قبل مولده من بغداد إلى دمشق وحظيت بمكانة اجتماعية رفيعة فيها، ونالت تقدير واحترام الملوك والحكام في العالم العربي، حتي إن الخديو إسماعيل مثلما دعا الملوك والرؤساء في افتتاح قناة السويس.
كان من بين من دعاهم من الشخصيات العامة محمد سعيد القوتلي، شقيق جد القوتلي، أما شكري القوتلي فقد ولد في ٢١ أكتوبر ١٨٩١ ونشأ محباً للغة العربية، وبعد حصوله على الابتدائية، التحق بثانوية عنبر في دمشق ثم اشترك في مسابقة للكلية الشاهانية في اسطنبول، وهي أرقي مدرسة للعلوم السياسية والإدارية في الدولة العثمانية، وكان ترتيبه بين المتخرجين الخامس.
وفي أثناء دراسته بالكلية، كان النشاط العربي قد بدأ على نطاق واسع، وبعد أن أتم دراسته، عاد إلى دمشق عام ١٩١٣، واشترك في جمعية «العربية الفتاة» التي تعمل على نشر الفكرة العربية وتدافع عن مصالح العرب وحقوقهم، وأدى نشاطه هو وزملاؤه في هذه الجمعية، إلى القبض عليهم.
وأفرج عنهم ثم قبض عليه ثانية وخشي أن يعترف على زملائه تحت وطأة التعذيب فحاول الانتحار بقطع شريانه وتم إنقاذه من الموت، وأنشأ القوتلي حزب الاستقلال الذي عمل على توعية الشعب وحثه على النضال ضد الاستعمار الفرنسي، فقبض عليه وحوكم عام ١٩٢٠ وصادروا أملاكه فهاجر هو وزملاؤه لمصر.
وحين عاد إلى سوريا عام ١٩٢٤، هب السوريون في ثورة ضد المستعمر وكان القوتلي أحد قادة هذه الثورة، و«زي النهارده» 1 أغسطس ١٩٥٥ انتخب رئيساً للجمهورية، وتوالت الاعترافات باستقلال سوريا.