x

سليمان جودة القصة نفسها تتكرر! سليمان جودة الخميس 28-07-2016 21:20


يملك فتح الله جولن خمس مدارس فى المغرب، منها اثنتان فى طنجة، ويطلق على المدارس الخمس: مدارس محمد الفاتح.. وفى كل بلد حول العالم، يسمى مدارسه اسماً مختلفاً!

ولايزال «جولن» يملأ صحافة الدنيا هذه الأيام، لا صحافة مصر وحدها، ولا صحافة المغرب بمفردها، لأنه الرجل الذى يتهمه أردوغان بأنه كان وراء محاولة الانقلاب عليه، مساء 15 من هذا الشهر!

وهو مقيم فى الولايات المتحدة منذ عام 1999، ولايزال أردوغان منذ نجاته من محاولة الانقلاب، يطالب واشنطن بتسليمه، وقد بعث وزيرى العدل والداخلية إلى أمريكا، من أجل عرض هذا الطلب، ولكن الأمريكان يقولون الكلام نفسه الذى يرددونه فى مثل هذه الحالة، مع أردوغان ومع غير أردوغان.. يقولون: سوف نبحث الطلب وفق الإجراءات القانونية المتبعة عندنا!.. وهو كلام يعنى فى مضمونه أن يبحث أردوغان عن موضوع آخر يتكلم فيه!

وإذا تصور الرئيس التركى، للحظة واحدة، أنهم سوف يسلمونه عدوه اللدود، فهو واهم جداً، وساذج للغاية، وهو أيضاً يثبت أنه لم يفهم الأمريكان بعد!

وإذا كان هناك شىء لافت فى هذا الملف، فهو أن حكاية فتح الله جولن بين الأمريكيين والأتراك تشبه تماماً حكاية الشيخ عمر عبدالرحمن بيننا وبين الإدارة الأمريكية، فى تسعينيات القرن الماضى!

إن عمر عبدالرحمن لايزال يقضى عقوبة السجن فى الولايات المتحدة، بتهمة أنه كان وراء واحدة من العمليات الإرهابية هناك، ولكنه فى التسعينيات كان ورقة رائجة فى العلاقات بيننا وبينهم، وكانت مصر تطلب تسليمه، وكانت واشنطن تقول مع كل طلب منا إنها سوف تنظر فى الأمر وفق الإجراءات القانونية المتبعة عندها، وكنا نصدق ذلك، أو حتى لا نصدقه، ولكن النتيجة كانت واحدة، وهى أن الشيخ عمر بقى هناك، وأنه ظل ورقة من أوراق الضغط السياسى الشديد على حسنى مبارك فى حينه، كما أن «جولن» الآن هو ورقة الضغط نفسها على أردوغان!

وقد جاء وقت بدا فيه الشيخ عمر أنه من طول الشد والجذب بيننا وبين الأمريكان حول تسليمه أو عدم تسليمه، سوف يأتى إلى القاهرة فاتحاً ذات لحظة، وكأنه الخمينى قادماً من باريس إلى طهران فى عام 1978!.. وإذا قرر أحد أن يعود إلى الصحافة الأمريكية، وما كانت تكتبه عن الشيخ عمر وقت اشتداد الجدل حول طلب تسليمه لنا، فسوف يرى أن صحافتهم كانت تصوره على أنه بديل حسنى مبارك، وعلى أنه هو الرجل الذى يهدد حكم مبارك، وعلى أنه هو الذى يجعل مبارك لا ينام.. والقصة ذاتها تتكرر هذه الأيام مع جولن وأردوغان.

الأمريكان هم الأمريكان!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية