x

بعد «انتقام» أردوغان.. هل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي «حلما مستحيلا»؟

الخميس 28-07-2016 14:10 | كتب: محمد عبد الجواد |
أردوغان يبكي أثناء تشييع جنازة مستشاره: سنواجه الحشاشين وأكفاننا في أيدينا.. «فيديو» - صورة أرشيفية أردوغان يبكي أثناء تشييع جنازة مستشاره: سنواجه الحشاشين وأكفاننا في أيدينا.. «فيديو» - صورة أرشيفية تصوير : آخرون

أثارت الإجراءات التي أقدمت عليها السلطات التركية مؤخرًا، خاصة إغلاق عدد من المؤسسات الإعلامية والصحفية في أعقاب محاولة الانقلاب الفاشلة التي شهدتها البلاد في 15 يوليو الجاري، قلق الاتحاد الأوروبي الذي انتظرت أنقرة على أبوابه ما يقارب من 53 عامًا أملاً في تحقيق حلمها بأن يُسمح لها بالدخول.

وبدا تحفظ الاتحاد الأوروبي جليًّا في وصفه للإجراءات التي اتخذتها السلطات التركية بعد محاولة الانقلاب العسكري، بـ«غير المقبولة»، ودعوته السلطات التركية إلى احترام سيادة القانون وحقوق الإنسان والحريات الأساسية، وتحذيره لها من أن إعادة العمل بعقوبة الإعدام التي أثارتها تركيا بعد الانقلاب الفاشل ستضع حدًّا لآمالها بالانضمام إلى هذه الكتلة، وتأكيده على أنه يراقب عن كثب وبقلق التطورات في تركيا، بحسب بيان صادر عن مسؤولة السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي، فيديريكا موجيريني.

ما دفع نائب رئيس الوزراء التركي، نعمان قورتولموش، إلى إرسال تطمينات للاتحاد بشأن هذه الإجراءات، بتأكيده على أن تطبيق حالة الطوارئ لا يتعارض مع الاتفاقية الأوروبية لحقوق الإنسان، ولن يؤثر بأي شكل من الأشكال على الحياة اليومية للمواطنين، ولن يمسّ الأمور المتعلقة بالحقوق الأساسية والحريات.

لكن الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، بدا أكثر حدة في لهجته عندما ندد بالانتقادات الموجهة للحكومة التركية، ووصفها بـ«المتحيزة» و«المتحاملة»، بل وراح يربط بين هذه الانتقادات ورفض الاتحاد لانضمام أنقرة إليه، عندما قال في تصريحات لقناة «فرانس برس 24» الفرنسية: «يدلون بتصريحات متناقضة، إنهم منحازون ومتحاملون وسيظلون على أحكامهم المسبقة إزاء تركيا، مضى علينا 53 عامًا ونحن ننتظر على أبواب أوروبا»، بحسب الترجمة الفرنسية لأقواله.

لتتخذ بعدها السلطات التركية قرارًا بإغلاق أكثر من 80 مؤسسة إعلامية، بينها 3 وكالات أنباء و16 قناة تليفزيونية و23 محطة إذاعة و45 صحيفة يومية، في إطار حملة «التطهير» التي تقوم بها عقب محاولة الانقلاب الفاشل، وفق ما نقلت محطة «سي.إن.إن تورك»، وذلك بعد يوم واحد فقط من صدور مذكرات اعتقال بحق 42 صحفيًّا، من أبرزهم المعلقة الإخبارية، نازلي إليجاك، البالغة من العمر 72 عامًا.

ويعلّق بشير عبدالفتاح، الباحث في مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، على مدى تأثير هذه الإجراءات على انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، في تصريحات لـ«المصري اليوم»، قائلاً: «فرص تركيا للانضمام للاتحاد الأوروبي حتى قبل المحاولة الانقلابية كانت متواضعة إن لم تكن معدومة، وهي تدرك جيدًا أنها لن تحصل على العضوية الكاملة لأسباب ثقافية واقتصادية، والمحاولة الانقلابية ستؤثر على المفاوضات بشأن الانضمام وليس على الانضمام نفسه، لأن أنقرة على علم بأنها لن تحصل على العضوية الكاملة، فالرئيس الفرنسي الأسبق، فاليري جيسكار ديستان، قال في السابق: (الاتحاد الأوروبي ناد مسيحي وتركيا كمجتمع مسلم لن تشعر بالارتياح في أوروبا)».

ويضيف «عبدالفتاح»: «قد تحصل تركيا على وضع معين ولكن لن تحصل على العضوية الكاملة، والمحاولة الانقلابية وما استتبعها من إجراءات قد تؤثر على سير المفاوضات، وهو ما كان أردوغان لا يريده ليسوق مفاوضات الانضمام محلياً وإقليمياً ودولياً، وفي النهاية يظل حصول تركيا على العضوية الكاملة بالاتحاد الأوروبي ضربًا من ضروب المستحيل».

وعن تأثير هذه الإجراءات على مستقبل «أردوغان»، يتابع الباحث بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، قائلًا: «أردوغان نجا من المحاولة الانقلابية، لكن الإجراءات التي يقوم بها لمعاقبة الانقلابيين لن تؤثر فقط على انضمامه للاتحاد الأوروبي بل قد تدمر نظامه السياسي بأكمله، لأنه ببساطة خلط ما بين الانتقام من المعارضة وتصفية خصومه وبين كيفية الحيلولة دون وقوع مثل هذه الانقلابات مرة أخرى، وهذا قد يؤجج الشارع والمعارضة ضده».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية