x

كاتب بريطاني: مصير تركيا في يد أردوغان

الثلاثاء 26-07-2016 02:06 | كتب: أ.ش.أ |
أردوغان يخاطب أنصاره فى إسطنبول  - صورة أرشيفية أردوغان يخاطب أنصاره فى إسطنبول - صورة أرشيفية تصوير : أ.ب

قال الكاتب البريطاني ديفيد غاردنر، إن «تركيا تعيش في صدمة بعد محاولة الانقلاب الفاشلة على أيدي فصيل من الجيش».

وأضاف في مقاله بـ«الـفاينانشيال تايمز»، أن «حملة التطهير التي يشنها الرئيس أردوغان وحزبه الحاكم (العدالة والتنمية) ضد الحركة الإسلامية المعارضة والتي يتهمها أردوغان في الانقلاب، هذه الحملة تبرر لحلفاء تركيا في أوروبا والناتو القلق بشأن ما تتجه إليه أنقرة، وعما إذا كان بإمكان الغرب أن يتخلى عن بلد محوري في أوروبا وآسيا؟».

ونوه «غاردنر» عن أن «الانطباع الذي ساد من قبل أحداث هذه الدراما، هو أن تركيا التي هي بمثابة ذراع شرقية للناتو وبمثابة مرشح لعضوية لاتحاد الأوروبي في منطقة مضطربة- تركيا هذه قد توقفت عن العمل بنظام الفريق؛ لقد وجه المستر أردوغان معظم سياساته الداخلية والخارجية في طريق أسلوب الرئاسة الذي ينتهجه فلاديمير بوتين».

ولفت الكاتب في هذا السياق إلى أن «علاقات تركيا في ظل أردوغان مع حلفائها الغربيين باتت تحكمها النفعية المحضة، وقد فكر أردوغان طويلا فيما إذا كانت مصلحة تركيا ستكون أفضل في ظل تحالفات أخرى، أمثال الاتحاد الاقتصادي الأوراسي الذي هو وليد مخيلة الرئيس الروسي، أو منظمة تعاون شنغهاي، بدلا من الناتو أو الاتحاد الأوروبي الذي لم يضع خططا حقيقية لاعتماد تركيا».

ورأى صاحب المقال أن «رفض قبول فكرة تركيا المسلمة كعضو كامل العضوية من جانب دول الاتحاد الأوروبي بقيادة فرنسا وألمانيا- هذا الرفض ساعد في تحويل وجهة المستر أردوغان بعيدا عن القارة العجوز ... غير أن تركيا بدأت بالفعل في الابتعاد عن الاتحاد الغربي عام 2013 عندما فرض النظام الحاكم في تركيا نفسه بالقوة لفترة ثالثة ليجد المستر أردوغان نفسه بحلول ديسمبر في صراع مرير مع فتح الله جولن، الداعية المقيم في الولايات المتحدة»ز

وأكد «غاردنر» أن «ضراوة هذا الصراع الداخلي بين القوى الإسلامية في تركيا قد ألحق أضرارا بالنظام القضائي ودمّر تآلف الجيش- باعتقال واحد من بين كل ثلاثة من جنرالاته، بتهمة مناصرة جولن والضلوع في محاولة الانقلاب».
ولفت الكاتب في هذا الصدد إلى أن «الجيش التركي الذي هو ركيزة الجمهورية المدنية التي بناها مصطفى كمال أتاتورك من أنقاض الامبراطورية العثمانية- هذا الجيش هو ثاني أكبر جيوش حلف الناتو، وإن الحلفاء الغربيين لتركيا لينظرون بعين قلقة إلى سقوط ثلث جنرالات هذا الجيش في قبضة إسلاميين... أما المستر أردوغان ودائرته، فيشيرون بإصبع الاتهام إلى الولايات المتحدة، حيث يعيش جولن في بنسلفانيا».

ورصد الكاتب «اتهام عدد من الوزراء ووسائل إعلام موالية لأردوغان- اتهامهم لأمريكا بالوقوف وراء الانقلاب، مروجين لـسيناريو اشتغل عليه اردوغان كثيرا: في نهاية عام 2014، على سبيل المثال، صرح الرئيس في مؤتمر إسلامي بأن الغربيين قد (يُظهرون لنا الصداقة ولكنهم يرومون موتنا)».

وأكد صاحب غاردنر أن «أردوغان عنيد دائما لكنه براجماتي أحيانا فيما يتعلق بالبحث عن القوة، إنه يقبض على مستقبل تركيا في يديه.»

واختتم قائلا، إن «الحقيقة الواضحة هي أن أولويات المستر أردوغان ليست الغرب، وإنما الحرب على أنصار فتح الله جولن والمسلحين الأكراد، وليس الحرب على تنظيم داعش الذي لا يعدو في نظر أردوغان وحزبه الحاكم (العدالة والتنمية) أكثر من مجرد تهديد أمني بينما يرون في أنصار جولن»دولة موازية«ويعتبرون الأكراد المسلحين بمثابة تهديد وجودي».

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية