نظمت ثلاث منظمات حقوقية مائدة حوارية، الأحد، تحت شعار «مجتمع بلا ختان» أطلقها الاتحاد العام لنساء مصر بالمشاركة مع المبادرة المصرية للحقوق الشخصية ومركز قضايا المرأة، لاستعراض ظاهرة ختان الإناث وتأثيرها على المجتمع.
وتناول اللقاء مناقشة الأضرار النفسية والصحية لعملية الختان، وكذلك جهود المجتمع المدني في مواجهته، إضافة إلى خطة مستقبلية للقضاء على الختان.
وتناولت ورقة المبادرة المصرية للحقوق الشخصية مقترحات تعديلات قانونية لمواجهة الختان، كما تضمنت ورقة مركز قضايا المرأة تجاربه القانونية لمواجهة الختان.
وقالت الدكتورة هدى بدران، رئيس الاتحاد العام لنساء مصر، إن ظاهرة ختان الإناث مازالت مستمرة وهناك حاجة لتغيير المفاهيم والطرق لمكافحة الظاهرة، قائلة «نسعى لمجتمع بلا ختان وبقالنا أكتر من ٤٠ سنة بنحارب الظاهرة، ومفيش فايدة».
وأضافت «بدران، أنه يجب تغليب القانون لمحاربة الظاهرة، وتغيير المفاهيم الثقافية ليعي المجتمع خطورة تلك العادة، لافتة إلى أن من ضمن الثقافات السائدة أن مفهوم جسد المرأة ملك لأسرتها أو المجتمع، وهو ما يتجسد في مفهوم الشرف والطهارة، وأردفت «نختصر المرأة في جسد له وظيفتان، الإنجاب وإشباع الغريزة الجنسية للرجل».
وتابعت رئيس الاتحاد العام لنساء مصر، أنه لابد من قانون رادع وتغليظ عقوبة ختان الإناث، بالإضافة إلى حملات توعية بالقرى، وتوظيف الجانب الثقافي في التوعية بخطورة الظاهرة.
وقالت الدكتورة فاطمة خفاجي، عضو الاتحاد العام لنساء مصر، إن بتر الأعضاء التناسلية وهو الاسم العلمي لختان الإناث يعتبر انتهاكًا لحقوق الإنسان وتمييزًا خارقًا ضد الإناث تحت ستار استخدام التفسير الديني أو الثقافي أو التقاليد، مؤكدة أن ختان الإناث يؤثر سلبا على الصحة الجسدية والنفسية والعقلية للفتيات.
وأضافت «خفاجي» أن الاعتقاد بأن ختان الإناث وسيلة للتحكم في الغرائز الجنسية اعتقاد خاطئ، لافتة إلى أن منظمة الأمم المتحدة للطفولة «يونيسيف» قدرت أعداد الفتيات اللاتي ختن في عام ٢٠١٦ بحوالى ٢٠٠ مليون فتاة، موضحة أن عادة الختان منتشرة فيما يعرف بالحزام الأفريقي ولا تنتشر في العالم الإسلامي إلا في بضعة بلاد قليلة كمصر والسودان ولا تمارس في سوريا والأردن والسعودية.
وأشارت عضو الاتحاد العام لنساء مصر، إلى أن عدد النساء المختتنات في مصر يبلغ ٢.٢٧ مليون امرأة، لافتة إلى أنه طبقا للمسح الديموجرافي لعام ٢٠١٤ فإن ٩٢٪ من النساء اللاتى سبق لهن الزواج في الفئة العمرية ما بين ١٥ و٤٩ سنة خضعن للختان.
وقالت عزة سليمان، رئيس مؤسسة قضايا المرأة المصرية، إن هناك تهاونا في عقاب الأطباء الذين يجرون الختان، مهاجمة نقابة الأطباء لتخاذلها عن اتخاذ الإجراءات القانونية تجاه الأطباء مرتكبي جريمة ختان الإناث.
وأضافت رئيس مؤسسة قضايا المرأة المصرية، خلال كلمتها بمؤتمر مجتمع بلا ختان أنه لابد من تكاتف المؤسسات التعليمية والدينية والأزهر والإعلام لمواجهة الظاهرة.
وشهدت مائدة الحوار «مجتمع بلا ختان»، إلقاء إحدى السيدات قصيدة بعنوان «لا وألف لا لختان الإناث وعايزين مجتمع بلا ختان يا ناس ومشاركة مجتمعية ليها أساس».