يحتاج الأزهر الشريف إلى إصدار «الكتاب الأبيض» الذى يشرح استراتيجية الأزهر ورؤيته العالمية للإسلام والمسلمين.. على غرار «الكتاب الأبيض» الذى تصدره وزارة الخارجية فى الصين واليابان.
■ ■ ■
يشارك فى تحرير الكتاب الأبيض نخبةٌ من «الأزهريين» و«غير الأزهريين».. من ذوى الباع فى العلوم الشرعية والسياسية وعلوم الاقتصاد والاجتماع والعلوم الأخرى.. وهو بمثابة خريطة طريق للدين فى خضمِّ الدنيا.. وعرض لاستراتيجية الدفاع والهجوم.. فى معركة «الإسلام الحضارى» مع المخاطر الكبرى:
1- التطرف السنى 2- التطرف الشيعى 3- المذاهب الهدّامة 4- الإلحاد
الهدف ألا يصبح الأزهر عنوانًا على مشروع «الإسلام الوسطى».. بل يصبح الأزهر بمنهجه الوسطى عنوانًا على الإسلام.. بحيث يدرك أكثر من مليار مسلم حول العالم أن الإسلام هو ما يقدمه الأزهر.. وأن ما تقدمه القوى الأربع المذكورة يحمل الغرض والهوى والسياسة.
■ ■ ■
يجب الاعتراف بأن الأزهر ليس بالقوة الكافية لخوض المعركة مع القوى الأربع التى تهدِّد مستقبل الإسلام والمسلمين.
ويمثل الاعتقاد بأن الوضع فى الأزهر فى أفضل أحوالِه.. وأنَّه ليس فى الإمكان أبدَع مما كان.. نموذجًا للتفكير الذى يفتقد المعرفة والإخلاص.. أو هُما معًا.
■ ■ ■
إن «إصلاح الأزهر» أو «تحديث الأزهر» من أجل «عولمة الأزهر» هو أمر أساسى قبل الخوض فى الحديث عن صورة الأزهر فى الخارج.. ذلك أن المشكلة لا تكمن فى «صورة الأزهر».. بل تكمن فى «قوة الأزهر».. ويجب أن تسبق «القوة» «الصورة».. وليس العكس.
وما لم يحدث ذلك الترتيب.. ستصبح محاولات تحسين صورة الأزهر نوعًا من الترويج المؤقت، والدعاية المحدودة.. التى تنتهى بنهاية تمويل حملة العلاقات العامة المخطط لها.
■ ■ ■
يحظى الأزهر الشريف باستقلالية كبرى، واهتمام واحترام كبيرين.. وهو ما يجعل مهمة «تحديث الأزهر.. بالأزهر، ومن الأزهر، وللأزهر» مهمةً يسيرة.
■ ■ ■
يحتاج الأزهر إلى هيكلة كاملة للجهاز الإعلامى، وإلى تأسيس مؤسسات عالمية كبرى تكون قواعد عولمته وسيادته.
من دار نشر عالمية إلى مركز دراسات عالمى، ومن بوابة إلكترونية كبرى إلى خوض معركة «الإسلام الرقمى» بأقصى قوة وسرعة.. ومن تأسيس «منظومة فكرية».. ثم تأسيس «منظومة بشرية» تحمل رسالة «المنظومة الفكرية».. إلى تأسيس «منظومة إعلامية» تتولى تقديم «المنظومة الفكرية» عبْر «المنظومة البشرية».. فالترتيب المنطقى الذى لا بديل عنه: «الفكر».. «الدعاة».. «الإعلام».. ولابد أن يسبق «القائم بالاتصال» عملية «الاتصال».. ولابد أن تسبق «المعرفة والفكر» والمضمون الذى يتوجّب نقله.. دور «القائم بالاتصال».. أو «الداعية».
■ ■ ■
إن المكانة الكبرى التى يحظى بها منصب الإمام الأكبر شيخ الأزهر، والمكانة الشخصية السامية التى يتمتع بها فضيلة الإمام الدكتور أحمد الطيب.. إنَّما تسهل كثيرًا عملية «تحديث الأزهر».. ودفعه من النقطة الحالية إلى النقطة المنشودة.
وإن التقاعس فى استثمار اللحظة الفارقة هو إهدارٌ للفرصة.. وتعطيلٌ للمسيرة.. وتعقيدٌ لمستقبل الإصلاح.
■ ■ ■
لقد تشرّفتُ بالعمل مع فريقٍ بارعٍ من المثقفين والأكاديميين والإعلاميين.. من أجل وضْع المسودة الأولى لهذا «العمل الضرورة». وقد انتهيْنا من الأوراقِ التى تصل إلى (129) ورقة.. على نحوٍ يساعد كثيرًا فى فتح الطريق لأعمالٍ قادمةٍ تصوغ خريطةَ طريقٍ كاملة للأزهر الشريف.
تمثّل الأوراق التى قدّمناها إلى فضيلة الإمام الأكبر بعنوان «الكتاب الأبيض للأزهر الشريف».. أفكارًا واضحةً ومحددةً.. لهيكلة الإعلام بالأزهر، وكذلك «مأسسة الأزهر».. وإعادة عولمته بما يناسب تاريخه ويوازى مكانته. وهى كلها أوراقٌ.. تحتاج إلى «ورش عمل».. لإعادة تحريرها.. لكنها تمثل نقلةً مؤكدةً.. عمّا هو قائمٌ وسائدٌ.
حفظ الله الجيش.. حفظ الله مصر