تبدأ الأحد فى العاصمة الرواندية، كيجالى، أعمال القمة الأفريقية الـ27 بمشاركة عدد من الزعماء والرؤساء الأفارقة على رأسهم الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى وصل إلى العاصمة الرواندية كيجالى، ظهر السبت.
وقال السفير علاء يوسف، المتحدث الرسمى باسم رئاسة الجمهورية، إن مشاركة الرئيس فى القمة تأتى فى إطار الأولوية التى توليها مصر لتعزيز مشاركتها فى العمل الأفريقى المشترك وتطوير علاقاتها بمختلف الدول الأفريقية، إيماناً منها بوحدة المصير وضرورة العمل على تضافر جهود دول القارة من أجل دفع عملية التنمية الاقتصادية والاجتماعية بما يلبى طموحات الشعوب الأفريقية.
وأضاف «يوسف» أن أهم الموضوعات المطروحة على جدول أعمال القمة الافريقية يتمثل فى مناقشة خطط التكامل والاندماج الأفريقى والعمل على الانتهاء من المفاوضات الخاصة باتفاقية إنشاء منطقة التجارة الحرة الأفريقية، فضلاً عن موضوعى إصلاح مجلس الأمن وانتخابات مفوضية الاتحاد الأفريقى، وأنه من المنتظر أن يشارك الرئيس فى الجلسة المغلقة التى يعقدها رؤساء الدول والحكومات قبل الافتتاح الرسمى لأعمال القمة لمناقشة هذه الموضوعات، مشيرا إلى أنه من المقرر أن تناقش القمة الأفريقية موضوعات تمكين المرأة الأفريقية والعمل على النهوض بأحوالها، لاسيما وأن القمة تُعقد تحت شعار «العام الأفريقى لحقوق الإنسان مع التركيز بصفة خاصة على حقوق المرأة»، احتفاءً بالذكرى الثلاثين لدخول الميثاق الأفريقى لحقوق الإنسان والشعوب حيز التنفيذ.
من جانبه، أكد المهندس ابراهيم محلب، مساعد رئيس الجمهورية لشؤون المشروعات القومية والاستراتيجية، أن مصر تضع أفريقيا على رأس أولوياتها فى مجال تشييد البنية التحتية والإنشاءات، خاصة بعد السمعة الطيبة التى حصلت عليها بعد تولى شركة المقاولون العرب بناء مبنى وزارة الدفاع الرواندية بكيجالى، مشددا على أن مصر لديها خبرة كبيرة فى مجال البناء والمقاولات والإنشاءات فى القارة الأفريقية.
وأكد سامح شكرى، وزير الخارجية، أن مفوضية الاتحاد الأفريقى لم تبلغ مصر بتلقيها أى طلبات من إسرائيل للحصول على صفة مراقب بالاتحاد، مضيفا «لا يوجد مؤشر يدل على تقدم إسرائيل للحصول على صفة مراقب بالاتحاد».
وأضاف «شكرى»، فى تصريحات صحفية، على هامش مشاركته فى القمة الأفريقية بكيجالى: «لم نلمس أن ذلك الموضوع محل تقدير بالقمة الأفريقية العادية السابعة والعشرين» منوها بأنه اتصل الجمعة برئيسة المفوضية الأفريقية التى أبلغته بعدم تلقى المفوضية اى طلبات من إسرائيل للحصول على صفة مراقب.
وحول نتائج زيارته الأخيرة إلى إسرائيل، قال شكرى: «جاءت من أجل تحقيق طموحات الشعب الفلسطينى، وهذا ما يطالب به الشعب المصرى حكومته، بأن تكون الحكومة المصرية داعمة للقضية الفلسطينية، ومن هنا جاء الترحيب الفلسطينى بمصر وقدرتها على أن تطرح على إسرائيل محددات الموقف الفلسطينى بوضوح، بما فيه إقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية، فهذا هو دور مصر ومسؤوليتها وبما يتواكب مع سياستها».
واعرب وزير الخارجية عن اهتمام الرئيس السيسى بالاستماع إلى كثير من القادة الأفارقة، وتوضيح رؤية مصر لهم، مما يعطى أهمية أكبر للمشاركة فى القمة الأفريقية، ومواجهة التحديات التى تواجه القارة.
وأوضح أن ترتيبات كافة اللقاءات الثنائية تتم مع وصول جميع الرؤساء والتعرف على برامجهم، وأن هناك رغبة من الرئيس بالاتصال بأكبر قدر من الرؤساء الأفارقة.
وحول قضية إجراء انتخابات المفوضية الأفريقية، قال وزير الخارجية إن هناك اهتماما بالحفاظ على القواعد المنظمة لعمل الاتحاد الأفريقى، ومن ثم الإقدام على إجراء انتخابات المفوضية الأفريقية، خلال هذه القمة، والتى يجب أن يحصل المرشح فيها على ثلثى الأصوات، وأنه إذا لم يحصل عليها تعاد الانتخابات أكثر من مرة، وإذا استمر ذلك، يتم عقد الانتخابات فى القمة الأفريقية الـ28 فى أديس أبابا يناير 2017.
وأكدت السفيرة نميرة نجم، سفيرة مصر لدى رواندا، أن زيارة الرئيس السيسى الحالية إلى العاصمة الرواندية كيجالى لرئاسة وفد مصر فى اجتماعات الدورة السابعة والعشرين لقمة الاتحاد الأفريقى، تعد تاريخية بكل المقاييس، لانه أول قائد مصرى يزور رواندا، وأن هذا ما جعل الزيارة تحظى باهتمام خاص من الجانب الرواندى قيادة وشعبا.
وأضافت «نجم»، فى تصريحات صحفية أدلت بها للوفد الإعلامى المرافق للرئيس السيسى فى زيارته الحالية لرواندا، أن جدول الزيارة مشحون للغاية نظرا لحرص القيادة المصرية ومعظم نظرائها الأفارقة على عقد مباحثات ثنائية للتشاور فى مستجدات الأوضاع الإقليمية والمحلية، ولا سيما ذات الانعكاس المباشر على الأوضاع السياسية والاقتصادية والأمنية بالقارة السمراء وعلى رأسها ظاهرة الاٍرهاب التى أصبحت تهدد العالم كله خلال الفترة الماضية.
وقالت سفيرة مصر بكيجالى: «رغم الطفرة الحقيقية فى علاقات مصر مع الدول الأفريقية بصفة عامة ودول حوض النيل بصفة خاصة خلال الأعوام الأخيرة فى ظل الدعم الحقيقى والواضح من القيادة السياسية المصرية لهذا المسار، إلا أنه مازال أمامنا الكثير لنقوم به من أجل تقوية الروابط المشتركة فيما بيننا وخلق مصالح مشتركة حقيقية يستفيد منها الشعب المصرى وكافة شعوب القارة»، داعية رجال الأعمال المصريين إلى ضخ المزيد من الاستثمارات فى أفريقيا باعتبارها قارة «بكر».
وتابعت: «الجانب الاقتصادى ليس وحده السبيل لحل قضايا شعوب أفريقيا، وهناك أبعاد مهمة جدا نحتاج إلى تعزيزها وهى الثقافة والتنمية» مشيرة إلى أنها تسعى جاهدة مع أجهزة الدولة المختلفة لتأسيس مركز ثقافى مصرى، بالعاصمة الرواندية بحيث يكون مركز إشعاع حضاريا وفكريا للشعب الرواندى.
وعلى الجانب التنموى، أوضحت السفيرة نميرة نجم أن هناك أثرا كبيرا من الممكن أن يحدثه تأسيس مستشفى او على الأقل إنشاء عيادة مصرية فى كيجالى وإيفاد أطباء مصريين لها من كافة التخصصات وبخاصة علاج السرطان وأمراض الكبد والكلى وغيرها.