x

محمد أمين أوراق مصر وأزمة ريجينى! محمد أمين الأحد 10-07-2016 21:22


فى فقه الأولويات، أيهما أولى بزيارة سامح شكرى: تل أبيب أم روما؟.. هل الأولى أن يبحث عن سلام دافئ، أم يسعى لإطفاء حريق مشتعل؟.. صحيح أن الزيارة تأتى فى توقيت مهم، كما قالت الخارجية، وصحيح أن تنشيط السلام مهم، وصحيح أن سامح شكرى يسعى لمعرفة نتائج زيارة نتنياهو لدول حوض النيل.. لكن حين تكون هناك كارثة من المهم أن تتوجه لها كل طاقات الدولة المصرية أولاً!

فلا مانع أن نسير فى مفاوضات السلام اليوم قبل الغد، لكن السلام حباله طويلة جداً.. فقد مرت عقود دون أن يتحقق السلام، وأظن أننا كنا نفعل ذلك فى أوقات الفراغ السياسى، وحين يكون عندنا وقت للتسالى.. أما الآن فنحن فى أمس الحاجة للوقت، حتى نحتوى الأزمة مع إيطاليا، خاصة بعد هذا التصعيد المباشر.. وكان ينبغى أن تكون البوصلة فى وزارة الخارجية تجاه روما، وليس تل أبيب!

السؤال مرة أخرى: من الذى كان ينبغى أن يتوجه إلى روما، السفير محمد العرابى كرئيس للجنة العلاقات الخارجية، أم السفير سامح شكرى كوزير للخارجية؟.. عن نفسى أثمِّن تحرك البرلمان طبعاً.. ولا أمانع فى تحرك العرابى.. لكن ما الذى كان يمنع من تحرك رسمى وشعبى وبرلمانى؟.. القصة ليست فى التهديد بوقف تصدير قطع غيار حربية.. القصة فى التصعيد، وكنا نظن أن العملية انتهت!

فهل عندنا أوراق ضغط فى الأزمة؟.. بالتأكيد عندنا.. وهل عندنا أوراق لم نستغلها؟.. بالتأكيد عندنا.. إذن عندنا مشكلة فى إدارة الأزمة.. وعندنا مشكلة فى شرح القصة.. وعندنا شعور بأننا نكتفى باستقبال أطراف أوروبية والسلام.. المهم أن تكون عندنا مبادرات.. المستشار عدلى حسين قال لـ«الوطن» إن الاتحاد الأوروبى غير متعاطف معنا، وإن السيسى قلب عليهم الترابيزة.. فهل الحكاية هى الثورة؟!

وربما أتساءل بهذه المناسبة: لماذا لا نستفيد من جهود المجتمع المدنى؟.. لماذا لا نستفيد بخبرة سياسية وقانونية مثل عدلى حسين؟.. الرجل يعرف دهاليز السياسة الإيطالية ويرتبط بعلاقات شخصية ورسمية مع مسؤولين وبرلمانيين وتنفيذيين منذ سنوات.. ثم إنه تلقى خطاباً من السفير الإيطالى السابق أنطونيو بادينى بأن تكون هناك مجموعات عمل لاحتواء الأزمة.. فلماذا لا نستخدم كل الأوراق؟!

الغريب أننا لم نستعن بأوراقنا فى الداخل فقط، أيضاً لم نستعن بعلاقات مصر مع فرنسا.. لم نطلب وساطة فرنسية، مع أن فرنسا ربما تكون مستعدة.. فى الداخل اسمع عدلى حسين يقول إنه مستعد لتنظيم لقاءات مع وزيرى العدل والداخلية الإيطاليين، باعتباره رئيس لجنة الشراكة الأورومتوسطية.. فلماذا لا نفعل مثلاً؟.. لماذا لا تستفيد الدولة بكل الأوراق؟.. لماذا لا يطلب الرئيس زيارة نظيره الإيطالى؟!

لا تستبعدوا وجود «أياد إخوانية» كما يقول السفير محمد العرابى، ولا تستبعدوا تحركاً قطرياً أو تركياً وراء التصعيد.. معناه أننا فى حاجة إلى وسطاء أو مساع حميدة، ولو كان بالسعى لدى بابا الفاتيكان.. الوساطة الدبلوماسية ليست عيباً ولا حراماً، مع ذلك لم نمارسها، لا فى سد النهضة، ولا أزمة ريجينى!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية