x

نيوتن كان يقصد تقريب الطبقات وليس تقليبها نيوتن السبت 09-07-2016 21:09


مشكلاتنا متراكمة. بعضها فوق بعض. لا تحتمل المزيد. هذه المشكلات فى كل مناحى الحياة. فى التعليم. فى الصحة. فى المواصلات. فى الزراعة. فى الصناعة. وغيرها. هذه المشكلات لا تتحملها حكومة شريف إسماعيل. ولا حكومة أحمد نظيف. ولا حتى الإخوان. كل مشاكلنا أقدم من ذلك. إنها من عهد عبدالناصر. قصده كان مختلفاً تماماً. كان يقصد تقريب الطبقات. اختصر الطريق. أزال طبقة بالكامل. ليبرر ذلك أدانها. جرَّمها. لم يكن عبدالناصر يعلم حين تبنى شعار العدالة الاجتماعية أن سياساته التى انتهجها سوف تؤدى بنا إلى العداوة الاجتماعية.

للعدالة الاجتماعية تعريفات عديدة عند علماء الاجتماع. أبسطها أنها إتاحة الفرص بالتساوى لجميع أبناء الوطن. من يجتهد يفوز. من يسبق تكون الفرصة من نصيبه. عمل عبدالناصر على تمييز طبقات بعينها. مكَّن أبناء الضباط الأحرار. وكبار رجاله وموظفيه. حرم باقى المجتمع من الحصول على الفرص ذاتها التى تتاح لهؤلاء. ليس هذا فحسب، بل قام بتجريد آخرين من نجاحهم. سلبهم الفرص التى حصلوا عليها بمجهوداتهم. استولت الدولة على ممتلكاتهم وأموالهم. تحت شعار التأميم. تسربت بعض أموال هؤلاء من بين أيدى لجان الحراسات. انتقلت من أصحابها الحقيقيين الأصليين الذين ماتوا كمداً وغماً إلى طبقة طفيلية. حصلت على ثروات لم تستحقها يوماً. لن يغفر التاريخ لنا هذه الجريمة. أروقة المحاكم لم تخل بعد أكثر من 6 عقود من هذه القضايا.

ومازال التشهير برجال الأعمال هو الوسيلة بدلاً من احترامهم وتقديرهم مثلما هو حاصل فى أوروبا وأمريكا. يدرسون تجاربهم. تتعلم الأجيال الشابة من نجاحاتهم. أمثال بيل جيتس. ستيف جوبز. الملياردير ران فلوران الذى ظل مالكاً ورئيساً لشركة بولو لمدة 45 عاماً. واليوم قام بتعيين شاب عمره 41 عاماً.

جيلز كيبل كاتب فرنسى مرموق. فى كتابه البديع «النبى والفرعون» قال إن مجتمع عبدالناصر. هو مجتمع الكم، وليس الكيف. مجتمع غاب عنه أهم شيئين. الإتقان والتسامح.

نعم كمجتمع فقدنا التسامح. طردنا الأجانب. الذين كانوا فى كل قرية ومدينة يعيشون بيننا. يساهمون فى الاقتصاد الوطنى. ثم لاحقنا أبناء الوطن. بتهمة أن هذا لديه ثروة. هذا رجل قانون. هذا إقطاعى. هذا كاتب. لاحقنا الكثيرين من أبناء الوطن بحجج متنوعة. وضعناهم فى السجون. واستمرت ملاحقاتنا حتى اليوم لم تنته. من يومها ونحن مجتمع يأكل نفسه. يطرد أبناءه. طالما أنهم حاولوا التميز. أو الاجتهاد. لا يسلم من الأذى إلا من سار فى القطيع. حتى السادات فى واحد من خطاباته قال: نجحت فى إصلاح أشياء كثيرة وفشلت فى إزالة الحقد من طوائف المجتمع. هذا الأمر تحتاج إزالته لمجهود كبير. كما بُذل مجهود كبير لغرسه فى النفوس. هل ترى الدولة أن هناك مشكلة فى هذا الجانب من حياة المصريين، أم لا؟. إذا كان الرد بالإيجاب، فما هى خطة الإصلاح؟

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية