x

نيوتن شركة إدارة مياه النيل نيوتن الجمعة 08-07-2016 22:00


«من السماء نزلتَ أم فُجّرت من.. عُليا الجنان جداولًا تترقرقُ».

ليس هناك أفضل من هذا الوصف الذى قدمه أحمد بك شوقى فى قصيدته التى بعنوان: «أيها النيل». ليست القصيدة الوحيدة التى كتبها عن النيل. ولا ينافسها فى حلاوتها سوى ما قاله شاعر النيل نفسه حافظ إبراهيم. قبلهما كُتبت القصائد فى النيل وبعدهما نظم الشعراء أيضا قصائدهم تغزلا فى هذا النهر العملاق. آخرهم الشاعر الكبير فاروق جويدة. «أنا الزمان وما برحت مكانى.. فأنا الخلود وما لديكم فانِ».

أقل ما يمكن أن يُقال عن تعاملنا مع مياه النيل الآن أننا نتعامل معها بتخلف يقترب من الجريمة الكاملة.

المياه ستكون محل صراعات وحروب فى المستقبل. يمكننا تجنب هذا المصير. إذا أحسنَّا التصرف. إذا أحسنَّا إدارة مواردنا من مياه النيل. لا يُعقل أن نستمر فى إهدار 85 فى المائة من المياه على الرى بالغمر. الأولوية الآن تغطية الترع المكشوفة. تحويل نظام الرى التقليدى إلى نظام حديث بدلا من ذلك النظام المعمول به منذ أيام محمد على باشا. تعدادنا السكانى تجاوز تسعين مليون نسمة. كل ستة أشهر يزداد تعدادنا مليون نسمة إضافية.

المياه بمقابل. هذه هى القاعدة. يجب أن يحاسب كل مواطن حسب استخدامه. حسب إنتاجه. فكميات المياه التى سيحصل عليها كيف يقوم توظيفها فى نوع من زراعة المحاصيل؟. كميات المياه التى يحتاجها هذا النوع. ثم عائد ذلك المحصول على الوطن. هل يتم تصديره؟ هل يوفر عملة صعبة؟ هل يُستخدم فى سد احتياجات أساسية تُغنينا عن الاستيراد؟ إذا كان الاستيراد تكلفته أكثر. ربما نحتاج لشركة لإدارة مياه النيل. عدد المساهمين فيها 90 مليون مصرى. اقتراح من خيالى. فلا مفر من اعتبار النيل أولوية قصوى بالنسبة للمصريين. هو أهم من النفط بالنسبة للسعودية. فالمملكة كانت موجودة قبل النفط. ستظل موجودة بعده. لكن مصر بغير النيل. أمر لا يمكن تخيله. فإذا كانت المياه تساوى الحياة. إذن نهر النيل هو حياة مصر وسر وجودها. من الآن فصاعدا علينا التعامل مع النيل بجدية أكثر. باهتمام وقدسية مثلما كان يفعل الفراعنة وزيادة.

فى أمريكا حيث لا توجد ندرة مياه. لكن عندما تتعرض ولاية لمشكلة مياه يُمنع غسيل السيارات. قد يستمر هذا الأمر شهورا. نحن لا نستطيع أن نتكلم فى ذلك الآن فى مصر. ولا عن غسيل سياراتنا كل صباح بمياه شرب صالحة للاستخدام الآدمى. ولا عن الحنفيات المعطلة. ربما فى مرحلة لاحقة. مشكلتنا الأكبر فى الرى بالغمر.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية