تلقى مرشحو الحزب الوطنى ونوابه المنشقون، نتائج الجولة الأولى بملامح ملؤها الدهشة والاستنكار، وإن كان بعض مرشحى الحزب الذين خسروا من الجولة الأولى، سواء من النواب السابقين أو غيرهم، أعلنوا التزامهم الحزبى، ورضاهم بالنتيجة النهائية، إلا أن معظمهم أكد أن التزوير ضدهم كان واضحاً وجلياً، ووثقوا بعض وقائعه، وهددوا بملاحقة المزورين قضائياً، وطالبوا بإنصافهم وإعادة ما سموه «حقهم المسلوب». فى هذه الحوارات، يتحدث 5 من الخاسرين، أول المنشقين عن الحزب الوطنى، من ضمنهم النائب السابق مجدى خطاب، وكذلك النائب السابق نشأت القصاص، الذى عرف إعلامياً بـ«نائب الرصاص»، وإسماعيل هلال، مرشح الحزب على مقعد الفئات فى إمبابة، ونائبه لمدة 3 دورات متتالية، الذى خسر فى الجولة الأولى أمام محمد عبدالعال، رئيس حزب العدالة الاجتماعية، بالإضافة إلى عمر الطاهر، وكيل اللجنة التشريعية فى الدورة السابقة، ومحسن فوزى، مرشح الحزب على مقعد العمال فى عابدين، الذى خسر الجولة الأولى أمام رجب هلال حميدة، مرشح حزب الغد، وفى هذه الحوارات، أشار القصاص وفوزى إلى وقائع تزوير واضحة مورست ضدهما، بينما أكد خطاب وهلال أنه تم إقصاؤهما نتيجة صفقات النظام مع المعارضة
«نائب الرصاص» : أحدهم تساءل عن «منفّذ»خطة السيطرة على المقاعد
شنّ النائب السابق حسن نشأت القصاص، الشهير بـ«نائب الرصاص»، هجوماً عنيفاً على انتخابات مجلس الشعب، واتهم أحمد القصلى، زميله بالحزب الوطنى، الفائز بمقعد الفئات، بقيادة أكبر عملية تزوير، وشراء للأصوات، ودلل القصاص على ذلك بثمانى بطاقات كانت بحوزته من إحدى لجان قسم ثالث التى تم منع مندوبيه من دخولها. وأدان القصاص أمانة الحزب بالمحافظة، وأكد أنه لن يصمت على ما حدث.
وفى حواره مع «المصرى اليوم» تساءل: «كيف يحصل النائب على واحد وعشرين ألف صوت فى دائرة أولى العريش فى حين حصل الرئيس مبارك على أربعة عشر ألف صوت فقط على مستوى محافظة شمال سيناء كلها فى انتخابات 2005، هل القصلى أكثر شعبية من الرئيس مبارك نفسه؟».
■ سألناه بداية: كيف ترى فوز منافسك أحمد القصلى عليك فى الجولة الأولى؟
- لقد قام بدفع رشاوى للقائمين على كل اللجان، قالها مندوبوه ولم يستحوا، إنهم قاموا بشراء اللجان لصالح القصلى، وإنه وزع أموالاً على المندوبين والمشرفين، وقام بإعطاء خمسمائة جنيه لأحد المندوبين الخاصين به، وسلمناها للحزب.
■ هل ارتكب تجاوزات محددة دفعتك إلى توجيه هذه الاتهامات له؟
- قام المرشح بوضع سواتر ترابية على الطرق المؤدية للجانه الانتخابية حتى يحجز مؤيدى المرشحين الآخرين، ويعرقل الأمن، وكشفنا هذه التجاوزات التى رآها الجميع، وحاول مندوبو القصلى افتعال مشاجرات مع المندوبين ليتم طردهم ويقوموا بالتزوير.
■ ما تقييمك للانتخابات بشكل عام؟
- هذه مهزلة كبرى، فقد تم استبعاد القضاة من الإشراف على العملية الانتخابية واستبدالهم بموظفين من الحكومة، أى موظفين لدى الدولة، فجاءت الانتخابات غير نزيهة بالمرة، فكيف يشرف عمال شركة المياه أو عمال شركة الكهرباء على الانتخابات؟!.. إنهم موظفون فقراء فى الدولة، كيف تطلب منهم أن يُظهروا حيادية أو مهنية فى الإشراف على الانتخابات، ولقد تم شراؤهم فى كل اللجان، وأنا شاهد على ذلك.
■ هل لديك أدلة على وجود تجاوزات فى لجان معينة؟
- لدى أدلة على الطريقة التى تم بها تزوير الانتخابات، حيث قام المرشح بملء بطاقات انتخابية خارج اللجنة، ثم تم تهريبها فى (كولمان مياه) للشرب وتم ضبطها ومعى الدليل، وبلّغت الحزب ولن أسكت.
■ هل اقتصر ما تسميه «التزوير» على مندوبى أحمد القصلى دون المرشحين الآخرين؟
- فى لجنة الكاشف رأيت مندوبه بعينى يملأ عشرين استمارة تصويت لصالح مرشح الوطنى الثانى فى الدائرة، وتحت مرأى ومسمع رئيس اللجنة، اشتبكت معه وصارت معركة وتدخل الأمن لتهدئة الأمر، بعدها عرض علىّ رجال «الكاشف» أن نتقاسم أوراق التصويت، فقلت لهم: «حد الله.. فأنا لا أقبل بالتزوير».
■ إلى أى مدى يتحمل الحزب الوطنى مسؤولية سقوطك؟
- أشهد أنه فى اجتماع لقيادات الحزب الوطنى على مستوى شمال سيناء تساءل أحدهم عمن سينفذ خطة الحزب بالسيطرة على كل المقاعد وإدارة العملية لصالح الحزب فى سيناء، ورد الدكتور منير الشوربجى، أمين الحزب بشمال سيناء «أنا هذا الشيطان» قالها ضاحكاً أمامى مفاخراً بكل تلك التجاوزات.. لن أقوم بفضح النائب الفائز من أجل الحزب فلن أحرج قيادات الحزب العليا لأننى متأكد من أن هذه توجهات المرشح المنافس وليس الحزب، فقيادات الحزب الوطنى لم يطالبونا بإفساد الانتخابات، ولم يصرحوا بالتزوير.
مجدى خطاب: «الوطنى» أسقطنى مجاملة لـ«سميح» ضحية الشورى
أعرب مجدى خطاب المرشح المستقل، وأول نائب منشق عن الحزب الوطنى عن شعوره بالأسى والذهول من خسارته فى انتخابات مجلس الشعب، مشيراً إلى أن إسقاطه فى الانتخابات جاء مجاملة من الحزب الوطنى لمرشحه أحمد سميح تعويضاً له عن صفقة انتخابات الشورى الماضية، وقال خلال هذا الحوار إنه أقام دعوى قضائية ببطلان الانتخابات، والإعادة.
■ ما الشعور الذى انتابك لحظة إعلان خسارتك فى الانتخابات أمام أحمد سميح مرشح الوطنى؟
- شعرت بالحزن الشديد وأصابنى الذهول، لأننى نائب فى مجلس الشعب لعدة دورات وهذا ليس من فراع، ولى شعبيتى وجماهيريتى اللتان أعتمد عليهما.
■ ماذا حدث يوم الانتخابات أدى إلى هذه النتيجة؟
- تزوير وتسويد اللجان فى كل المدارس لصالح مرشحى الحزب الوطنى، حيث تعمدت الشرطة تعطيل الناخبين عن الإدلاء بأصواتهم لصالح المرشحين المستقلين وأحزاب المعارضة والإخوان، بالإضافة إلى «تقفيل» كامل لبعض اللجان لصالح مرشحيه فاقدى الشعبية بما يمكنهم من الفوز فى المعركة الانتخابية.
■ هل كان لانشقاقك عن الحزب باعتبارك «أول منشق» دور فى خسارتك؟
- لا، لأننى أعلنت أننى مرشح مستقل على مبادئ الحزب الوطنى، ولكن تسويد اللجان كان معداً سلفاً لصالح مرشحيه الذين سماهم فى المجمع الانتخابى فقط، ورغبة من الحزب فى عدم تكرار سيناريو انضمام المستقلين كما حدث فى انتخابات 2005.
■ هل تعتبر أن تحالفك مع مرشح الإخوان على مقعد العمال أحد أسباب خسارتك؟
- هذا صحيح ولكن للعلم أنا لم أتحالف مع مرشح الإخوان المسلمين، رغم أن له شعبية كبيرة فى الدائرة، ويملك كتلة تصويتية ترجح كفته، ولكن مرشح الإخوان بديهياً لن يتحالف مع مرشح الحزب الوطنى، وبالتالى فأنا البديل فى هذه الحالة وليس لى دخل فيها، وتخوف الحزب الوطنى من سقوط مرشحيه لصالح مرشح منشق وآخر مستقل هو ما دفعه إلى التزوير.
■ هل الحزب الوطنى جامل أحمد سميح على حسابك؟
- نعم.. وكان ذلك واضحاً فى ترشيح الحزب له واستبعادى من الترشيح رغم ما أملكه من رصيد من الخدمات، وما قدمته للحزب طوال فترة تواجدى فى مجلس الشعب، إلا أن الحزب أراد تعويض سميح عن الصفقة التى أبرمها الحزب مع موسى مصطفى موسى، رئيس حزب الغد، حيث تمت التضحية بأحمد سميح، مرشحه فى انتخابات الشورى السابقة، وسمى من وقتها بـ«ضحية الشورى».
■ هل تنوى اتخاذ خطوات محددة تجاه ما حدث يوم الانتخابات؟
- أقمت دعوى قضائية أمام القضاء الإدارى لوقف انتخابات جولة الإعادة فى الدائرة ضد وزير الداخلية واللجنة العليا للانتخابات، خاصة بعد أن قررت لجنة الفرز - متعمدة - استبعاد 4 صناديق من الفرز بزعم وجود زيادة فى عدد الأصوات على أسماء الناخبين الموجودة فى الكشوف.
إسماعيل هلال: سأرسل شكوى للرئيس مبارك أقول فيها «عايز حقى»
بعد تمثيله لأهالى إمبابة على مقعد الفئات بمجلس الشعب لمدة 3 دورات متتالية، خسر النائب إسماعيل هلال الانتخابات أمام محمد عبدالعال، رئيس حزب العدالة الاجتماعية وقال هلال، مرشح الحزب الوطنى، إن الحكومة عقدت صفقة مع مرشح العدالة لتمنعه من الترشح فى انتخابات الرئاسة وترضيه بكرسى فى البرلمان.
وأكد هلال، فى حوار مع «المصرى اليوم»، أن رد فعل الأهالى بعد هذه النتيجة تشبه ثورة الشعب المصرى أيام حرب النكسة عام 67، لأنهم يشعرون بأن نائبهم القوى الذى يحافظ على حقوقهم خسر معركة الشعب بأيدى الحكومة.
■ ماذا تقول بعد خسارتك فى انتخابات الشعب؟
ــ أولا أريد أن أنبه الجميع إلى أننى لم أخسر فى معركة الشعب، لأن مرشح حزب العدالة الذى فاز بالمقعد لا توجد له قاعدة شعبية فى الدائرة، ولكنه فاز بصفقة رخيصة مع الحكومة، وأنا فى انتظار رد الحزب الوطنى لكى أفهم هذه النتيجة، وحتى يصلنى الرد أقول «حسبى الله ونعم الوكيل فى اللى ظلمنى.. وسقّطنى فى الانتخابات.. وسآخذ حقى يوم القيامة من اللى زوروا النتيجة».
■ ما ردود أفعال الأهالى فى إمبابة بعد هذه النتيجة؟
ــ رد الفعل كان أشبه بثورة غضب الشعب المصرى أيام حرب النكسة عام 67، لأنهم شعروا بأن نائبهم القوى الذى يحافظ على حقوقهم، وقام بتعيين 50٪ من شباب الدائرة فى وزارة الكهرباء وخلافه، خسر معركته بأيدى الحكومة.
■ ما طبيعة الصفقة التى يمكن أن تعقدها الحكومة مع منافسك؟
ــ أشيع فى الدائرة قبل الحسم بيومين أن الحكومة ستعطى مرشح حزب العدالة كرسى فى البرلمان، لكى تمنعه من الترشح فى انتخابات الرئاسة المقبلة، خاصة أنه أعلن رغبته فى ذلك الأمر، ولكن فى كل الحالات أريد التأكيد على أن الحكومة ظلمت أهالى إمبابة بهذه النتيجة، لأن مرشح العدالة لن يستطيع تقديم الخدمات التى كنت أقوم بها.
■ هل كانت فترة مرضك أحد أسباب خسارتك؟
ــ مرضى لم يتسبب فى خسارتى لأننى والحمد لله «وقفت على رجلى» قبل بدء المعركة، وتجولت فى الدائرة وسط عدد كبير من الأهالى.
■ ما خططك فى الفترة المقبلة.. وهل ستتخذ خطوات لإرجاع ما تعتبره حقك المشروع؟
- أنتظر رد الحزب كما قلت فى بداية الحوار، وبعدها سأقوم باتخاذ الإجراءات القانونية، وستكون أول خطوة تقديم شكوى للرئيس مبارك، رئيس الحزب الوطنى، أقول فيها «عايز حقى» لأنك لا ترضى بالظلم الذى وقع علىّ»، وأنا مطمئن إن حقى «هيرجعلى لحد عتبة باب البيت» خاصة أن الرئيس مبارك صاحب كلمة حق وكلمته تمشى على الجميع.
وإننى أوجه رسالة إلى صفوت الشريف، الأمين العام للحزب الوطنى وأحمد عز، أمين التنظيم، وزكريا عزمى، رئيس ديوان رئيس الجمهورية، أقول لهم فيها: «أنا تعرضت للظلم ولا يرضيكم أن يضيع حقى وحق أهالى إمبابة بسبب مرشح ليست له شعبية فأرجو الوقوف بجوارى».
عمر الطاهر: أنا ضحية الالتزام الحزبى
قال عمر الطاهر، نائب الحزب الوطنى السابق، أحد من خسروا الانتخابات فى الجولة الأولى على مقعد الفئات بدائرة الرئيسية بقنا، إنه ضحية للالتزام الحزبى، مشيراً إلى أن الانتخابات فى الصعيد يحكمها الالتزام القبلى وليس الحزبى، ولكنه أعطى الأولوية للالتزام الحزبى. قال الطاهر لـ«المصرى اليوم»: «لم يحدث تزوير فى الانتخابات، وسأظل منتمياً للحزب الوطنى، ولو قلت عكس ذلك سأكون منافقاً» وكشف عن تلقيه اتصالاً من المهندس أحمد عز، أمين التنظيم بالحزب الوطنى، عقب إعلان النتيجة. وأرجع خسارة المعارضة إلى ضعف التنظيمات الحزبية الأخرى، مطالباً بوضع قيود على المرشحين، بحيث لا يترشح لانتخابات مجلس الشعب إلا المنتمى لأى حزب.
■ ما أسباب خسارتك فى الانتخابات؟
- خسرت مقعدى فى مجلس الشعب لأننى فضلت الالتزام الحزبى على الالتزام القبلى، حيث يعتمد الصعيد على الالتزام القبلى ولا يعرفون الالتزام الحزبى، ومنافسى كان ملتزماً قبلياً لذلك نجح، وعلى الحزب الوطنى أن يضع فى اعتباره مستقبلاً مسألة الانتماء القبلى الذى يتحكم فى الكثير من دوائر الصعيد.
■ لماذا لم تلتزم قبلياً حتى لا تخسر الانتخابات؟
- أنا أتشرف بانتمائى للحزب الوطنى، لأننى أؤمن بمبادئ هذا الحزب وخططه الإصلاحية، ولا أعتبر القبلية حزباً أخوض الانتخابات تحت مظلته.
■ ما رأيك فيما يتردد عن تزوير الانتخابات؟
- أولاً الشرطة كانت فى منتهى الحياد، ولم تتدخل فى عمل اللجان، كما أن لجان دائرتى لا تحتمل أى نوع من التزوير، ولو كانت الانتخابات تمت تحت الإشراف القضائى لكان الحزب الوطنى حصل على نفس النتيجة، وأى تجاوزات حدثت فهى من المرشحين أنفسهم.
■ ما تفسيرك لحصد الحزب الوطنى معظم مقاعد الجولة الأولى؟
- الحزب الوطنى يمتلك تنظيماً قوياً تحت قيادة المهندس أحمد عز، هذا الرجل يمتلك عقلية منظمة ومرتبة جداً، وخسارة المعارضة فى الانتخابات ترجع إلى تنظيمها الضعيف، على عكس تنظيم الحزب الوطنى القوى مادياً وبشرياً، كما أن فوضى الترشيحات هى التى قضت على الأحزاب، لذلك أطالب بإضافة فقرة للمادة الخامسة من الدستور تحظر ترشح أى شخص غير منتم للحزب، وحتى نستطيع بذلك غلق الطريق أمام الجماعات المحظورة.
■ ما ردود أفعال قيادات الحزب بعد خسارتك المقعد الذى شغلته الدورة الماضية؟
- كلمنى المهندس أحمد عز وقال لى «ماتتضايقش، وأنا أحييك على التزامك الحزبى»، كما تحدث إلىّ بعض قيادات الحزب فى المحافظة لمواساتى، والكل يعرف أننى ضحية للالتزام الحزبى.
■ هل ستستمر فى التزامك الحزبى بعدما حدث؟
- أنا أتشرف بالعمل تحت مظلة الحزب الوطنى، ولو قلت غير ذلك سأكون منافقاً، وسأظل أمارس نشاطى السياسى داخله.
■ رغم اعترافك بأن الالتزام الحزبى هو السبب فى سقوطك؟
- لو أن الحزب حاسب غير الملتزمين أعتقد أن الأمر سيتغير، ولو استطاع الحزب أن يواجه مسألة الالتزام الحزبى، وينظر إلى الأمور الأخرى الخاصة بالقبلية فسأخوض الانتخابات مستقبلاً.
محسن فوزى: تصورت أن النظام لا يبيع أبناءه.. ولكنه باعنى لصالح «حميدة»
أعرب محسن فوزى، مرشح الحزب الوطنى على مقعد العمال بدائرة عابدين والموسكى، عن دهشته من نجاح منافسه رجب هلال حميدة الذى وصفه بـ«الكرباج» الذى يضرب المعارضة داخل المجلس، معتبرا نفسه ابن النظام وخدمه سنين طويلة، ولم ينتظر منه إسقاطه فى الانتخابات.
■ بماذا تصف يوم الانتخابات؟
- كان يوماً غريباً وعصيباً، وكانت هناك فئة منظمة مكونة من مجموعة من البلطجية «رجال وسيدات»، استقلوا سيارات الميكروباص، وكان يقودها أشخاص تفتح لهم الأبواب المقفلة، ويكفى القول إن اللجان الانتخابية فى الموسكى التى يبلغ عددها 20 لجنة، لم تكن لها علاقة بالانتخابات وعلاقتها الوحيدة كانت باللهو الخفى والبطاقات التى تم تسويدها مسبقاً، فقد تم وضع 15 ألف بطاقة انتخابية داخل الصناديق، منها أكثر من 13 ألف بطاقة لإنجاح رجب هلال حميدة، والباقى للتغطية على عملية التسويد من خلال إعطائها لأى مرشح آخر.
■ كيف يحدث ذلك معك وأنت مرشح الحزب الوطنى والمنافس كان مرشحاً لحزب معارض؟
- النية كانت مبيتة، واكتشفت ذلك يوم الانتخابات نفسه، بعد أن تم وضع بيانات رجب حميدة فى المسلسل رقم 21 المقرر عليه جمال حنفى، مرشح جماعة الإخوان، الذى تقدم بطلب فى اللحظات الأخيرة لاستبدال رقمه فى استمارة الانتخابات، ومن المعروف أن رجب هلال حميدة يستخدمه النظام والحزب الوطنى، كـ«كرباج» لضرب المعارضة داخل المجلس، خاصة التى تهاجم الحكومة فى بعض القضايا، لتوصيل رسالة إلى وسائل الإعلام خاصة الخارجية، بأن المعارضة المصرية تضرب نفسها بنفسها.
■ لماذا لم تستطع حماية الصناديق الانتخابية من عمليات التسويد؟
- أولاً أنا المرشح الوحيد الذى امتلكت 74 مندوباً داخل اللجان يوم الانتخابات، ورغم أننى مرشح الحزب الوطنى، فإنه تم حجز التوكيلات الخاصة بالصناديق، وتم تسليمها إلينا يوم الانتخابات الساعة الثامنة صباحاً، بعد دخول الصناديق اللجان الانتخابية، ومع بدء عملية التصويت اكتشفت وجود 8 مندوبين داخل كل لجنة من خارج الدائرة، وليست لهم علاقة بأحد المرشحين المتنافسين، والأهم من ذلك أن حميدة لم يستخرج توكيلاً واحداً، وكان على ثقة كبيرة بنجاحه، وبعدد الأصوات التى سوف يحصل عليها.
■ ومن فعل ذلك؟
- أنا أسأل قيادات الحزب الوطنى: لماذا فُعِل بى ذلك؟ وأقول لتلك القيادات هل تم اختيار معارض- إن كان كذلك- بدلاً منى وأنا ابن النظام، وخدمته فترة كبيرة من حياتى؟! تاريخ حميدة الذى يدعى أنه معارض يؤكد أنه لا يمتلك سوى الدفاع المستميت عن الحكومة، والهجوم على المعارضة فى أى وقت يطلب منه ذلك.
■ وما موقف مرشح الحزب الوطنى على مقعد الفئات من هذا الأمر؟
- كان يعلم ما سوف يحدث، ويعرف تماماً أن النية كانت مبيتة للإطاحة بى، وأعتقد أنه حصل على معلومات من جهة ما، تفيد بذلك، وتبين هذا الأمر من خلال عدم التنسيق معى فى اللقاءات الجماهيرية والمؤتمرات الانتخابية، فى الوقت الذى يدير فيه حميدة الانتخابات بطريقة إعلامية لم يكن حريصاً فيها على الحصول على أصوات الناخبين بقدر ثقته بأنه ناجح، وجماهير عابدين تعلم ذلك جيداً.
■ هل ندمت على تلك التجربة؟
- كنت أتصور أن النظام لا يبيع أولاده، وأنا أحدهم، لكن حدث ما حدث، غير أننى أملك تسجيلات صوتية تتعلق بالموافقة على اختيارى أو الإطاحة بى، سوف أكشف عنها فى وقت قريب، والعديد من المقربين منى نصحونى بعدم خوض التجربة، لكننى تصورت أن النجاح والسقوط فى تلك الانتخابات بإرادة الناخبين وبأصواتهم، وإذا كانت الانتخابات المقبلة سوف تحددها إرادة الناخبين فسوف أخوض التجربة، وإن كانت غير ذلك فلن أفعل.