x

«اليونان» قبلة أثرياء مصر فى العيد وشرم الشيخ والغردقة «موضة قديمة»

الخميس 07-07-2016 20:21 | كتب: يوسف العومي |
ناجي عريان - صورة أرشيفية ناجي عريان - صورة أرشيفية تصوير : other

لم تعد المدن السياحية كشرم الشيخ، والغردقة، والساحل الشمالى، ومدن البحر الأحمر، أماكن ملائمة لأثرياء مصر وكبار موظفى الدولة لقضاء إجازاتهم فيها، خاصة فى أشهر الصيف وفى الأعياد، وبدأت منذ فترة بدعة جديدة لبعضهم هى قضاء إجازات الصيف والأعياد فى مدن وجزر دولة اليونان. لم يقتصر الأمر عند هذه الظاهرة التى ستقضى على ما تبقى من الاقتصاد المصرى، الذى وصل إلى مرحلة الموت الإكلينيكى، بل ما زاد الطين بلة، أنه فى الوقت الذى امتلأت فيه الشوارع بأرباب الأسر الذين يمدون أيديهم للصدقات والحسنات لسد بعض من قوت يومهم، راح أثرياء مصر يقيمون حفلات زفاف وخطوبة وأعياد ميلاد تتكلف ملايين الجنيهات فى اليونان، تتحدث عن ترفها وبذخها وكالات الأنباء والصحف العالمية، فضلاً عن نشاطهم فى شراء الشقق والفيلات والقصور هناك، وكأنهم يخرجون ألسنتهم لبسطاء وفقراء هذا البلد الذين قضى عليهم الغلاء والفقر والحاجة، فيما تحولت المزارات السياحية المصرية إلى «موضة قديمة».

ناجى عريان، الخبير السياحى المصرى، الموجود حالياً باليونان، يقول إن هناك عدة أمور مساعدة على انتشار هذه الظاهرة، يأتى فى مقدمتها أن الأسعار فى اليونان تقل بمقدار الثلثين عن مثيلتها فى مصر، وأى أسرة تستطيع استئجار شقة فى العاصمة أو فى أى مدينة يونانية ساحلية بمبلغ يتراوح ما بين 400 إلى 500 يورو فى الشهر، أضف إلى ما سبق أن أسعار المواصلات الداخلية والسلع الغذائية والمطاعم وأماكن الترفيه تقل أسعارها بنِسَب كبيرة، وهذه الأسعار تجدها أيضا فى عمليات التسوق، وكل ما سبق يناسب الأسر المصرية المتوسطة التى تأتى لليونان.

أما أغنياء المصريين فإنهم يشترون الشقق والفيلات، وبعضهم يمتلك الآن قصوراً، فأسعار الشقق تتراوح ما بين 200 إلى 250 ألف يورو وهو سعر يوازى سعر شقة فى التجمع الخامس، لكن الشقة فى اليونان تمنح مالكها إقامة هناك بشكل دائم، وإمكانية دخول دول الاتحاد الأوروبى بلا تأشيرة، هذا الأمر غير متوفر فى مصر، ولم ننتهج هذا النهج إلا فى مكان واحد وهو مدينة الجونة، التى يشكل الأجانب خاصة كبار السن غالبية سكانها، وهذا الفكر المسمى ببيوت الإقامة يجلب سياحة لأى بلد تطبقه بدون أن تتكلف شيئاً فى الدعاية والترويج، نظراً لأن من يملك منزلا فى أى مكان يذهب إليه فى عطلاته، وقد يدعو معه أصدقاءه، وكل هؤلاء يحدثون حركة تنشيط فى البلد سواء للمطاعم ووسائل المواصلات وحركة التسوق والبيع والشراء.

وأضاف «عريان» أن السبب الثانى فى توجه المصريين إلى اليونان هو أن الحوادث الإرهابية والحروب الداخلية فى منطقة الشرق الأوسط أثرت على المناخ العام، وتأثرت الحركة السياحية فى بلدان المنطقة بلا استثناء.

أما الخبير السياحى، أشرف الخادم، فقال إن هناك عددا من المميزات تمتلكها اليونان، ونحن لا بد أن نسراع فى تبنيها لوقف هذه الظواهر المدمرة للاقتصاد وهى رخص الأسعار هناك بمقدار الثلثين عن مصر، فضلاً عن كثرة وسائل الترفيه، وجودة الخدمات، وثقافة النظافة، وسهولة التنقل البحرى بين الجزر، والتسهيلات فى الاستثمار والعلاج والسياحة العلاجية، كل هذه الأسباب التى أهملناها بعدما قطعنا فيها شوطا كبيرا ستساعد على انتشار هذه الظاهرة، وإلى وقت قريب كانت زيارة شرم الشيخ من ضمن طقوس الزواج فى مختلف بلدان العالم، خاصة فى جنوب أوروبا وبلدان المغرب العربى، فقضاء شهر العسل أو إقامة حفل الزفاف فى شرم الشيخ كان موضة لوقت قريب، لكن هذا الأمر يمكن استئنافه من جديد بتقديم بعض العروض ودعاية مختلفة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية