مالها عقدة الخواجة يا حمادة؟.. تبنت وزارة الصناعة مؤخراً حملة إعلانية لتشجيع المنتج المصرى وحث المشترى المصرى على شراء منتج بلده.. هذا كلام جميل كلام معقول مقدرش أقول حاجة عنه، لكن بصراحة إن أجود ما فى الموضوع كله كان الحملة الإعلانية فقط!.. أفكار الإعلان مبتكرة وتوظيف مصطلح «عقدة الخواجة» توظيف عبقرى، لكن هل المنتج المصرى بنفس جودة وابتكار حملته الإعلانية؟!..
والإجابة هى «بالطبع لأ» بنفس سلاسة وتلقائية راقية إبراهيم عندما قالتها لمحمد عبدالوهاب وكأنها بتقوله «بالطبع لأ يا مغفل، إنت اتعميت؟».. وزارة الصناعة اجتهدت بشدة فى البحث عن وكيل إعلانى لكنها لم تبذل أى جهد فى التأكد من جودة المنتج المصرى، وأنه أصبح عن حق جديراً بالتنافس مع المنتج المستورد.. ودعنى هنا أحكيلك يا حمادة عن تجربتى الشخصية مع سيارتى التى كنا نستوردها من الخارج ثم تولت الهيئة العربية للتصنيع تصنيعها منذ عام واحد فقط.. ولأننى تعودت على هذه الماركة من السيارات منذ سنوات فقد قمت بالفعل بحجز الموديل الجديد الذى بدأوا تصنيعه محلياً، وياريتنى ما اشتريتها يا حمادة.. أذكر أن ابنى «حسن» كان يحذرنى بشدة من تلك الخطوة، وحدد مصدر خوفه من فكرة تصنيعها محلياً وتنبأ بأنها من المستحيل أن تكون هذه السيارة بنفس جودة سيارتى السابقة التى كان يتم استيرادها.. ويا شماتة الواد حسن فىَّ!.. كأنه يا حمادة حين حذرنى كان بيشوف الفنجان، فرغم أننى تسلمت السيارة منذ عام واحد فقط إلا أن مشاكلها بدأت من أول يوم!!.. المذهل هو أننى فى مشكلتها الأخيرة والتى كانت أصعب مشاكلها، ذهبت بها للهيئة ففوجئت بهم يوجهوننى بالذهاب لورشة الوكيل فى أبورواش، لأن السيارة تحتاج للعرض على جهاز لا يملكونه فى الهيئة بينما الوكيل يملكه فى ورشته!!.. هنا يا حمادة، تذكرت المبدع الراحل ممدوح عبدالعليم فى دوره الشهير «رامى قشوع» عندما أخبره المجرم أنه يعرف كيف يركب القنبلة لكنه «مابيعرفش يوقفها» فبدأ رامى قشوع يصرخ هستيريا «مابيعرفش يوقفها مابيعرفش يوقفها».. كان هذا حالى عندما اكتشفت أن الهيئة العربية للتصنيع بتعرف تصنع العربية لكنها ما بتعرفش تصلحها ما بتعرفش تصلحها!.. إذن فالكروَتة والطلسقة امتدت لكل المصنعين المصريين حتى تلك الجهات التى كان اسمها وحده ضماناً للجودة!.. زمان فى الستينيات كانت كل البيوت يتم تجهيزها من الهيئة العربية للتصنيع.. جميع الأدوات المنزلية حتى الشوك والمعالق والسكاكين كان يشتريها المصريون بمنتهى الثقة من الهيئة.. وبالفعل، إنت كنت تشترى البوتاجاز من الهيئة العربية للتصنيع وتنساه لسنوات وسنوات لأنك لا تواجه أى مشاكل معه.. أجهزة الهيئة كانت هى أغلى المقتنيات فى البيوت المصرية زمان، فما الذى حدث؟.. هل يوجد الآن من هوحريص- زى زمان- على أن يكون جهاز بيته من الهيئة العربية للتصنيع؟.. فى رأيى أن أى فراق بين اتنين حتى الطلاق لا يحدث فجأة، بل هو نتيجة لتراكمات وتراكمات.. كما أن أى فراق بين اتنين لا يحدث لمجرد إن حد دخل بينهم، فالعلاقة لو كانت وطيدة لا تنكسر حتى لو الجن الأزرق دخل بينهم، وبالتالى فإن الطلاق الذى حدث بين المشترى المصرى والمنتج المصرى لم يكن السبب فيه دخول منافسين على الطريق، لكن المصنع المصرى هو الذى اجتهد فى تطفيش الزبون!.. يا راجل، ده إحنا البلد الوحيد فى العالم التى يعرض بائعوها أسوأ بضاعتهم وقت الأوكازيونات، بل إن البائع يقوم بإلصاق أسعار أعلى من الأصلية ليوهمك أن هناك تخفيضاً بينما الحقيقة أنه يبيع بالسعر المعتاد حتى أثناء الأوكازيون.. وطبعاً لا توجد أى رقابة من الوزارات المعنية للتأكد أن الأوكازيون ليس كده وكده!.. طبعاً لن نتحدث عن رداءة المنتج ومحاولة التوفير فى التكلفة على حساب الجودة، والغريب أنه على الرغم من أن البائع والوزارات المعنية عارفين إن المنتج مضروب وعارفين إنك عارف إن المنتج مضروب وعارفين إنك عارف إنهم عارفين إن المنتج مضروب وعارفين إنك عارف إنهم عارفين إنك عارف إنهم عارفين إن المنتج مضروب إلا أنهم لا يستحون أن يرفعوا الأسعار عند هبوط الجنيه رغم رداءة المنتج!.. لذلك يا حمادة عندما تطالعك الإعلانات تحثك على شراء التكييفات المصنعة محلياً بدلاً من المستورد فتذكر جيداً إننا ما بنعرفش نصلحها ما بنعرفش نصلحها!
www.facebook.com/ghada sherif