قبل 3 سنوات، وفى مثل هذا اليوم تماماً، كانت أبصار المصريين شاخصة باتجاه شاشات التليفزيون، وكأن الجميع فى انتظار الخلاص، لحظة فارقة فى تاريخ مصر، سطرها الملايين الذين نزلوا إلى الشوارع قبل يومين من هذا التاريخ، وكان لسان حال الشارع يقول: أعيدوا لنا بلدنا، أعيدوا لنا مصر التى حاولتم أن تختطفوها وتضعوها فى خندقكم الضيق القاصر، نريد مصر بكل أطيافها ورموزها، بمسلميها ومسيحييها، بعاداتها وتقاليدها الراسخة منذ آلاف السنين.
اجتمعت كل أطياف الشعب لتستعيد مصر من قبضة الجماعة الباغية، التى احتكرت السلطة ورفضت أن تتشارك فى أى من عناصرها، محاولات رخيصة لأخونة المجتمع ومؤسسات الدولة، محاولات أخرى بائسة للسيطرة على الدولة بالقمع والإرهاب، فكان لسان حالهم يقول بالعربى الصريح: «إما نحكمكم أو نفجّر لكم البلد»، محاولات تعيسة وتصرفات أكثر بؤساً وتعاسة، استشفها ملايين المصريين، بل عانوا منها، فقرروا أن يقولوا «لا للإخوان، ونعم لدولة المصريين بكل أطيافهم»، نستعيد معاً هذا اليوم، كما استعدنا معاً مصر من قبضة الجماعة الإرهابية وزبانيتها، إنه يوم عيد بحق، وانتصار لصوت الملايين الهادرة التى تشربت بمعنى وروح الهوية المصرية، ورفضت أن تقايضها بأى ثمن، أو تتركها فى يد الفئة الباغية.
لكن بعد 3 سنوات كاملة من إزاحة حكم جماعة الإخوان، يقفز السؤال: هل حققت 30 يونيو الغايات التى خرج من أجلها الشعب إلى الميادين، أم أنها ضلت الطريق، بعد أن تقاذفتها الأمواج، ما جعلها تجنح عن أهدافها.
قالت المستشارة تهانى الجبالى، مؤسس التحالف الجمهورى، نائب رئيس المحكمة الدستورية سابقاً، إن البرلمان أساء إلى ثورة 30 يونيو بسبب عدم جديته فى استخدام دوره الرقابى فى محاسبة الحكومة بل الانحياز لها، الأمر الذى أقلق الشعب المصرى من الدولة، مؤكدة أنها وضعت آمالاً جديدة على انتخابات محلية قادرة على إصلاح ما أفسده مجلس النواب.المزيد
قال عدد من أعضاء مجلس النواب، أن أبرز مكتسبات ثورة 30 يونيو هى القضاء على الفتنة التى سببتها جماعة الإخوان، خلال العام الذى حكم فيه محمد مرسى، بالإضافة إلى استكمال مؤسسات الدولة الديمقراطية، فيما عاب النواب على دولة ما بعد 30 يونيو تراجع ملف الحريات، لكنهم برروا ذلك بالتحديات التى تواجهها الدولة بسبب الإرهاب.المزيد
غم إشادة الأحزاب باستعادة الموجة الثورية التى أطاحت بالرئيس المعزول محمد مرسى، فى 30 يونيو 2013، والتأكيد على أنها أعادت الدولة التى كانت مسروقة تحت ما وصفوه بحكم المرشد العام لجماعة الإخوان، إلا أن هناك كثيرا من الانتقادات وجهتها بعض الأحزاب سواء كانت ممثلة فى مجلس النواب بقوة أو غير ممثلة، فبينما اعتبر حزب الوفد، صاحب ثالث أكبر كتلة برلمانية بالمجلس، أن البيروقراطية هى أهم العيوب التى لم تستطع 30 يونيو القضاء عليها، اعتبر حزب مستقبل وطن، الذى يمثل الكتلة الرئيسية فى ائتلاف الأغلبية (دعم مصر) بمجلس النوب، أن التراجع الاقتصادى الناتج عن توقف السياحة والعمليات الإرهابية على رأس المساوئ التى خلفتها 30 يونيو، فيما أكد حزب التحالف الشعبى أن أكثر ما يعيب نظام ما بعد 30 يونيو هو التهميش وإقصاء الأصوات المعارضة.المزيد
اعتبر الكاتب الصحفى مكرم محمد أحمد، نقيب الصحفيين الأسبق، أن سقوط جماعة الإخوان، وسقوط حكمها لمصر أهم إيجابية على الإطلاق لثورة 30 يونيو، وتسبق كل الإيجابيات التى حدثت بعدها، مؤكدًا أن الثورة نجحت فى بلورة إرادة هذا الشعب فى التغيير، وأنه موجود، وحاضر، وجاهز، وأنه مُصرّ على التغيير، لاسيما أن كل ما كان يبدو مقدسًا سقط أمام إرادته.المزيد
هناك 3 أنواع من الرجال فى أوطانهم: الأول محايد برجماتى، مصلحته الذاتية فوق كل اعتبار. لا تراه سوى فى الفرح والسعادة. عندما تكون الأحوال فى بلاده متسمة بالرخاء والعيش فيها يطيب إذا حدث العكس فإنك لن تجده. يلحق بأول طائرة، يغادر على الفور. النوع الثانى منافق لكل عصر ولكل زمن، ولكل مسؤول، لا يتوقف عن حلب بلاده وسرقتها وامتصاص أبناء وطنه فى الغنى والفقر، فى السراء والضراء. يتبوأ مناصب عليا. سلاحه النفاق. إنه أقوى على مصر وأشد خطرا من سلاح الأعداء.المزيد
استطلعت «المصرى اليوم» آراء النقابات المهنية حول أبرز ما تم تحقيقه منذ سقوط حكم الإخوان وما لم يتم تحقيقه فى الوقت الراهن، إذ اتفقت الغالبية منها على تحسين الأوضاع الأمنية وإتمام استحقاقات خارطة الطريق وإنشاء مشروعات عملاقة، إلا أنها رأوت أن وضع الحريات يحتاج لتحسين مع الاهتمام بإقرار التشريعات الجديدة التى نص عليها الدستور، واعتبار النقابات المستشار الأول للدولة.المزيد