x

تهانى الجبالى مؤسس التحالف الجمهورى فى حوار لـ«المصرى اليوم»: البرلمان أفسد «مسار الثورة».. والمحليات «طوق النجاة»

السبت 02-07-2016 22:48 | كتب: أسامة المهدي, عمر عبد العزيز |
تصوير : علي المالكي

قالت المستشارة تهانى الجبالى، مؤسس التحالف الجمهورى، نائب رئيس المحكمة الدستورية سابقاً، إن البرلمان أساء إلى ثورة 30 يونيو بسبب عدم جديته فى استخدام دوره الرقابى فى محاسبة الحكومة بل الانحياز لها، الأمر الذى أقلق الشعب المصرى من الدولة، مؤكدة أنها وضعت آمالاً جديدة على انتخابات محلية قادرة على إصلاح ما أفسده مجلس النواب.

وهاجمت «الجبالى» فى حوارها لـ«المصرى اليوم» تصريحات وزير الدولة للشؤون القانونية حول المصالحة مع الإخوان، مؤكدة أنها تحتاج إلى مساءلة سياسية له لإنهاء «إهانة للشعب المصرى»، منوهة إلى أن مكافحة الفساد من الأهداف التى لم تحققها الثورة رغم مرور 3 سنوات، مطالبة بإتاحة الفرصة بشكل أكبر للشباب.. وإلى نص الحوار:

■ ما تقييمك لنتائج ثورة 30 يونيو بعد مرور 3 أعوام عليها؟

- ثورة 30 يونيو نجحت فى إنقاذ الشعب المصرى من مصير أسود ربما لو استمر حكم الإخوان عاما واحدا لكانت له كوارث وأزمات كنا سنعانى منها لسنوات طويلة وعلى رأسها أنها نجحت فى تجنب سيناريو تقسيم الشرق الأوسط عن طريق بث النزاعات العرقية والدينية والمذهبية داخل نسيج الشعب المصرى، كما أن الثورة نجحت فى إسقاط دستور 2012 الذى رسخ هذا التقسيم.

■ معنى ذلك أن دستور 2012 كان جزءا من مؤامرة إخوانية لترسيخ هذا التقسيم؟

- هناك إنجاز وأنا أعتبره الأهم من بين قرارات 3 يوليو وهو سقوط دستور 2012 لأنه دستور من مادته الأولى إلى الأخيرة يحمل كارثة إلغاء مفهوم الدولة المصرية وتفكيك مؤسسات الدولة لصالح مشروع سياسى إخوانى وإيجاد بديل لمؤسسات الدولة الوطنية التى يمكن أن تعوق مشروعها وهى الشرطة والجيش والقضاء ووضع فكر جديد قائم على تخريب الوطن بأسس جديدة ومبادئ جديدة على أساس دينى وعقائدى.

■ هل الشعب يشعر بتلك النتائج؟

- بالطبع الشعب الذى نزل بعد ثورته، ونزل أمام لجان الاقتراع للانتخاب، لديه شعور بأنه حقق إرادته بعد عام من مقاومة الإخوان لإسقاط حكمهم، والآن الشعب لديه إصرار وعزيمة لتحقيق نهضة البلاد والالتفاف حول النظام لتحقيق المشروعات القومية.

■ هل تعتقدين أن الموقف الدولى تغيير الآن إبان الثورة؟

- من النتائج التى حققتها الثورة ووجد الرئيس عبدالفتاح السيسى مساندة قوية فيها هى التحرر من القيود الغربية، فمنذ 1975 وحتى ثورة 30 يونيو ونحن كما قال الرئيس الراحل أنور السادات إن أوراق اللعبة فى يد أمريكا، لذا يعتبر إنجازا أننا نجحنا فى الخروج من تحت عباءتها ووضعنا رؤية للتعامل مع العالم وفق مصالحنا والآن نحن أحرار فى جلب أسلحتنا كيفما نشاء مستفيدين من تغير خريطة القوى الدولية.

■ ما الذى لم يتحقق حتى الآن من أهداف الثورة؟

- بالطبع مكافحة الفساد الذى ثار عليه الشعب خلال ثورة 25 يناير، وكان من أولى مقدماتها، وهناك العديد من الصعوبات التى تواجه النظام الحالى للتحول الاقتصادى والاجتماعى، فهؤلاء يعرقلونه بسبب تعارضه مع مصالحهم، كما تسبب نظام مبارك فى إضعاف الحياة النقابية للعمال والفلاحين والنقابات المهنية، وهو ما يؤثر حالياً على مسار التطور الديمقراطى، وهناك غياب لدور الشباب، وليس لديهم منظومة أو كيان يضع استراتيجية واضحة للاستفادة من طاقاتهم وتوفير وتحقيق طموحاتهم، ولدينا هزيمة ثقافية على مستوى الهوية والتعليم والإعلام.

■ ما الذى تأملين تحقيقه فى ذكرى ثورة 30 يونيو المقبلة؟

- إتاحة الفرصة بشكل أكبر للشباب، وإعادة انتخابات النقابات، وإيجاد حراك لها يسمح بتحولها إلى كل شكل أكثر ديمقراطية، وتوعية المواطنين بأن الصندوق والبرلمان هما آخر طرف الخيط لتحقيق الديمقراطية، وأنه وجب على الدولة أن تعمل على تهيئة المناخ والبيئة للتحول الديمقراطى، خاصة أن مصر تقف على أبواب الجمهورية الثالثة.

■ ما رأيك فى أداء الرئيس والحكومة؟

- أولا: الرئاسة نجحت فى الملف الخارجى وتصحيح وجهة نظر العالم عما يحدث فى مصر، أمام مؤامرة دولية نجحت فى استخدام وتسخير الآلة الإعلامية الجبارة لتشويه صورة مصر، وما زال يحاك ضدنا لكن الرئيس السيسى ثبت أقدام مصر.

ثانيا: هناك غضب ضد الحكومة، وأعتقد أن مشكلة الحكومات التى أعقبت الثورة من حكومة حازم الببلاوى وحتى حكومة المهندس شريف إسماعيل أن من يتحكمون فى ملفها الاقتصادى وزراء ينتمون إلى «النيو ليبرالية» الذى تبرأ منه تيار المحافظين الجدد الذى اخترعه وأكد فشله اقتصاديا لأنه قائم على 3 أركان الاقتراض حتى أمر الرئيس السيسى بوقفه قبل وضع دراسة السداد؛ وبيع أصول الدولة بمنطق أن تدير الحكومة ولا تملك، أما الركن الثالث فهو إقامة سياسات نقدية قائمة على فكرة الجباية، وربط الدولار بالجنيه دون محاولة فك هذا الارتباط.

■ هل تعتقدين أن هناك فجوة بين اتجاهات ورؤى الرئيس والحكومة نحو الملف الاقتصادى؟

- بالطبع هناك فجوة خاصة أن الرئيس مؤمن بمقولة أحب أن أكررها أن مصر تحتاج إلى الإبداع لا الاتباع، فكافة النظريات والتجارب الأجنبية ليست واجبا مقدسا لابد أن نأخذ به لإنجاح بلدنا وهناك رواد هم الأقدر والأفضل على وضع استراتيجية وروشتة مصرية للتقدم والنهضة، كما أن الفجوة ظاهرة فى أداء الرئيس الذى يصحح ويدخل دائما لتحقيق العدالة الاجتماعية والدفاع عن البسطاء.

■ ماذا عن مدى رضائك عن مجلس النواب؟

- غير راضية بالمرة عن أداء البرلمان بل على العكس، مجلس النواب عكس كل أمراضنا السياسية وهناك علاقة حميمة بينه وبين الحكومة وبدلا من أن يكون أداة رقابة ومحاسبة، والآن كل الشرفاء والوطنيين تؤرقهم تلك العلاقة الحميمية غير مفهومة وعدم وجود مسألة حقيقية ومحاسبة للحكومة.

الأمل الآن فى المحليات لإيجاد مراقبة حقيقية وشعبية لإصلاح ما أفسده البرلمان فى إيجاد صور من المحاسبة للحكومة فى القرى والنجوع والمدن.

■ ما تقييمك لتصريحات المستشار مجدى العجاتى وزير الدولة للشؤون القانونية حول المصالحة مع الإخوان؟

- تلك التصريحات استفزت كل وطنى، وهو خطأ سياسى كبير ويستوجب مساءلته السياسية أمام الرأى العام، وتصريحاته الأخيرة شابها الخلط بين المحاسبة السياسية والجنائية خاصة أن هناك حتى الآن خلايا نائمة معادية للنظام تعمل على إفراغ شحنة المصداقية عنه أمام الشعب والعالم ولا أستبعد مثلاً أن تكون أزمة تسريبات الثانوية العامة من فعل تلك الخلايا خاصة أن عددا منها فى مناصب عليا داخل مؤسسات الدولة ولا داعى لذكر أسمائهم.

■ معنى ذلك أنك ضد أى محاولة للإخوان للتصالح؟

- التصالح مع التنظيم جريمة وإهانة للشعب المصرى وشهداء مصر، لكن فى حال وجود أشخاص لم يرتكبوا أى مخالفات جنائية وليس لدينا مشكلة مع هؤلاء بشرط التخلى عن هذا التنظيم وعن مشروعه التخريبى. وأنا سعيدة وفخورة بمشاركتى فى ثورة 30 يونيو، ولو عاد بى الزمن سأشارك مرة أخرى بنفس الحماس والمسؤولية.

■ هل تعانى جبهة 30 يونيو من التفكيك الآن؟

- الحديث عن التفكيك يعتبر إهانة للشعب الذى نزل إلى ميادين مصر، ولا يمكن أن تقتصر جبهة 30 يونيو فى أفراد، فهى تضم كافة أفراد الشعب المقاوم لظلم الإخوان، أما عن الخلاف وليس التفكيك فهو وارد لأن جبهة 30 يونيو تضم من أقصى اليمين إلى أقصى اليسار وبالتالى ستجد الخلاف.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية