x

«التصويت الإلكتروني».. وسيلة لمنع مشاكل الانتخابات أم سبب جديد لها؟

الثلاثاء 30-11-2010 11:35 | كتب: شادي زكي |

على الرغم من أن مصطلح «نظام التصويت الإلكتروني»  Electronic voting Systemقد يبدو للوهلة الأولى مصطلحاً حديثاً، فإنه في الحقيقة تم استخدامه بشكل علني منذ عام 1838، ففي ذلك العام قامت حركةChartism  في المملكة المتحدة البريطانية بالمطالبة بتوفير الحق المدني في التصويت للانتخابات البرلمانية، بغض النظر عن العرق أو الجنس أو الملكية، وأعلنت عن طريقة إلكترونية للتصويت عن طريق ماكينات اقتراع تعمل ميكانيكيا وذلك لضمان النزاهة والسرعة في التصويت.

الماكينات كانت عبارة عن صناديق كبير مقسمة إلى أجزاء بأسماء المرشحين، كل منتخب يأخذ كره حديدية صغيرة يضعها في الجزء المخصص للمرشح الذي ينتخبه، وتدفع الكرة عدادا ميكانيكيا يحتسب عدد مرات دخول الكرة في القسم الخاص بكل مرشح. لكن الفكرة رفضت وقتها، وفشلت الحركة في إقناع البرلمان الإنجليزي باعتماد هذه الطريقة في تسجيل الأصوات.

مصطلح «نظام التصويت الإلكتروني» يشمل معناه العديد من الطرق الإلكترونية التي تستخدم في الانتخابات وأهمها نوعان، الأول يعتمد على طريقة إحصاء عدد الأصوات المسجلة على الورق بطريقة إلكترونية. ويتم ذلك غالبا عن طريق توزيع استمارات إلكترونية مثقوبة يقوم الناخب بتسويد خاناتها، ويحصي جهاز كمبيوتر عدد الخانات، وهذه الطريقة تطورت بمرور الزمن وأطلق عليهاPunched card systems. وأول نجاح فعلي لتلك الأجهزة كان في عام 1965 على يد جوزيف هاريس، عندما طور آلة يمكن الاعتماد عليها فعليا في عملية الانتخابات، وذلك اعتمادا على تكنولوجيا Port-A-Punchمن شركة IBMللكومبيوتر أطلق عليهاVotomatic system.

ومن الممكن أن نقول إن مدينة جنيف السويسرية تعتبر الدائرة الانتخابية الأولى في العالم التي تستخدم نظام التصويت الإلكتروني بشكل موسع، وبدأت المدينة في تطبيق نظامvotomatic system . فمنذ 2003 أصبح بإمكان الناخبين الإدلاء بالأصوات عبر الإنترنت في الانتخابات البرلمانية. وارتبط التوجه نحو استخدام هذا النظام جزئيا بظروف خاصة بجنيف على وجه الخصوص، حيث يحتاج المواطنون للتصويت من 4 إلى 6 مرات في العام، بدلا من التصويت مرة واحدة كل عامين أو أكثر، كما هو العرف في دول أخرى. وذلك بسبب النظام الانتخابي في جينيف، وهو نظام أقرب إلى «الديمقراطية المباشرة»، حيث يصوت المواطنون أكثر من مرة.

 وفي الانتخابات الرئاسية الأمريكية عام 2000 تم استخدام النظام نفسه، وأحدث التصويت بتلك الطريقة ضجة واسعة، وسط مخاوف من «التلاعب» بسبب عيوب في تصميم الاستمارة الإلكترونية.

أما النوع الثاني من التصويت الإلكتروني فيعتمد على استخدام أجهزة كمبيوتر وماسحات ضوئيةScanners  وكل ما توفره التكنولوجيا الجديدة من أنظمة وأجهزة لعد وإحصاء الأصوات أوتوماتيكيا دون استخدام أية أوراق. وهو ما يطلق عليه نظام الانتخاب الإلكتروني المباشرDirect Recording Electronicأو كما يعرف اختصارا بـDRE. ويحتوي هذا النظام على طريقتين، الأولى هي التصويت عبر الإنترنت عن طريق وضع معايير لمنع التزوير، منها حماية النظام الانتخابي بمضاد للفيروسات، وتعيين كلمة سر أو كود مميز لكل ناخب لا يمكن التلاعب به.

والطريقة الثانية، يقترع الناخبون فيها من خلال وضع علامات بأصواتهم مباشرة من خلال شاشة تعمل باللمس كمثال أو الضغط على أزرار معينة على شاشة إلكترونية تبين للمستخدمين لمن يعطون صوتهم، ويتم تسجيل بيانات الناخبين على أجهزة الكمبيوتر في مراكز الاقتراع، وفي نهاية فترة التصويت، يتم تجميع البيانات في جهاز مركزي لاحتساب الأصوات دون تلاعب.

والنظام السابق معمول به في عدد من الدول نذكر منها بلجيكا والبرازيل والهند وفنزويلا والولايات المتحدة الأمريكية وسويسرا وفرنسا وألمانيا والنرويج ورومانيا والفلبين.

يمكن القول إن هناك مجموعة من المزايا والعيوب لاستخدام نظام التصويت الإلكتروني في أي عملية انتخابية، وإذا بدأنا بالمزايا التي يوفرها النظام، فأولاها توفير الراحة للناخبين مما يشجع على مشاركة أكبر عدد ممكن، حيث يمكن توفير إمكانية التصويت من أي مكان عبر الإنترنت، الميزة الثانية هي توفير تكاليف الاقتراع، حيث يتم إلغاء التعامل الورقي، مما يخفض أيضا عدد العاملين في العملية الانتخابية، خاصة في مرحلة الفرز التي يقوم بها الحاسب الآلي. الميزة الثالثة هي إتاحة الفرصة لذوي الاحتياجات الخاصة للمشاركة، وكذلك للناخبين المقيمين في دول أخرى.

العيب الأساسي في نظام التصويت الإلكتروني هو التلاعب في النتائج إلكترونيا عن طريق فيروس ، يمكن «الهاكر» من التحكم في عدد من الأصوات وتوجيهها لصالح مرشح بعينه. وعلى الرغم من خطورة هذا العيب إلا أن العديد من الدول تحاول أن تستخدم النظام الإلكتروني، وتحاول دولة مثل بلجيكا أن تتجنب هذا العيب بتوفير بطاقة ذكية للناخبين، توضع عليها علامة إلكترونية عند التصويت للاحتفاظ بنسخة احتياطية من الأصوات في حالة التشكيك في النتيجة أو تلف أجهزة الكمبيوتر.

هل تعتقد أن نظام التصويت الإلكتروني من الممكن أن يصبح الحل الأمثل للتخلص من المشاكل الانتخابية.. أم سيكون المسؤول عنها؟

شاركنا برأيك

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية