هو عالم جليل جمع بين الحسنيين: المكانة العلمية الرفيعة عربياً ودولياً، وروح التدين والروح الوطنية قولا وفعلا هو رائد الفلك في مصر والعالم العربي، وهناك أكثر من موقف يدلل على وطنيته، ولعل الأشهر هو أنه، بعد حصوله على وسام الامبراطورية البريطانية في العلوم من الطبقة الممتازة عام 1946، قام بإعادته لبريطانيا لمشاركتها في العدوان الثلاثى على مصر.
الدكتور محمد جمال الدين الفندي المولود في 13 مارس 1913، الحاصل على بكالوريوس في الطبيعة الخاصة مع مرتبة الشرف من جامعة القاهرة 1935، ودبلوم الأرصاد الجوية من جامعة لندن عام 1938، ودكتوراة في فلسفة الطبيعة الجوية 1926، وعمل في كلية العلوم بجامعة الإسكندرية مدرساً للطبيعة وأستاذ مساعد طبيعة جوية، ثم أستاذ كرسى حتى 1956، ثم أستاذ طبيعة جوية بكلية العلوم جامعة القاهرة، ثم رئيس قسم الفلك والأرصاد الجوية بها حتى 1973، ثم استاذاً متفرغاً ثم غير متفرغ بدءاً من 1973، وهو عضو المجمع المصري للعلوم.
حظي الدكتور «الفندي» بالكثير من مظاهر التقدير المحلي والعالمي، فغير الوسام البريطاني حصل على جائزة الجمعية المصرية للعلوم الرياضية والطبيعية عام 1948، وجائزة الملك فاروق التشجيعية في العلوم الطبيعية 1950، ووسام العلوم والفنون من الطبقة الأولى 1983،، ومما لا يعرفه البعض عن الدكتور «الفندي» نجده لدى ابنته (الدكتورة جيهان الفندي)، فقد عرفنا منها مثلاً أنه كان عضواً في هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، وعضو مجلس جامعة الأزهر، ورئيس لجنة خبراء العلوم بالمجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، ورئيس الجمعية العلمية المصرية.
وكان أول من أنشأ قسمي الفلك والأرصاد الجوية في الجامعات المصرية وبعض الجامعات العربية ومن أوجه النشاط العلمي التي شارك فيها «الفندي» وفق ما ذكرته الدكتورة «جيهان»، أنه كان أول من اهتم بدراسة تلوث الهواء، ولعب دوراً مهما في نشر وتبسيط الثقافة العلمية، وله نحو 40 مؤلفاً، بين العلوم والدين والترجمة، وكان أكد في كثير من مؤلفاته أن الإسلام لا يتعارض مع العلم بل يحض عليه ويشجعه وظل الفندى طاقة خلاقة وعالماً معطاء وحركة دائبة حتى في شيخوخته وإلى آخر يوم في حياته إلى أن لقى ربه «زي النهاردة» في 26 يونيو 1998.