هو ابن الخليفة محمود بن عبدالحميد وهو مولود في (٢٣ أبريل ١٨٢٣) صعد إلى أريكة الخلافة بعد أبيه محمود الثانى، وكان ترتيبه بين السلاطين العثمانيين الواحد والثلاثين وفى أول عهده سلم قائد البحرية العثمانى أحمد باشا قطع الأسطول إلى محمد على، فخشيت الدول الأوروبية أن يتقدم محمد على، ويحتل إسطنبول، وعقدوا اتفاقية لندن ١٨٤٥ للحد من نفوذ محمد على ولتتيح لهم التدخل وتحريض السكان.
كان السلطان قد جلس على تخت أجداده العظام وسنه ١٨سنة وكانت الأحوال في ارتباك وفى اليوم الثانى من جلوسه وصل خبر واقعة نزيب وانكسار الجنود العثمانيين أمام الجيش المصرى وبعد عشرة أيام وصل خبر تسليم القبودان فرارى أحمد باشا الدوننما العثمانية (الأسطول البحرى) لمحمد على باشا في الاسكندرية ولكن هذه الأخبار لم تؤثر في السلطان، لأنه كان جسوراً مقداماً وعبدالمجيد الأول هو الحادى والثلاثون في ترتيب سلاطين الدولة العثمانية وهو ابن محمود الثانى بن عبدالحميد الأول.
ووقعت في عهده أحداث كثيرة ومتلاحقة وتسارعت وتيرة التسلط الأوروبي للسيطرة على أملاك الدولة العثمانية، وقد استهل عهده بحادثة كانت ذات أثر بعيد، حيث قام قائد البحرية العثمانية «أحمد باشا» بتسليم قطع الأسطول العثمانى كلها لمحمد على والى مصر وذلك بسبب ظنه أن محمد على أحق وأجدر بالدفاع عن الدولة العثمانية وأيضًا بسبب خلافه مع الصدر الأعظم «خسرو باشا».
وقد أدت هذه الحادثة إلى إثارة مخاوف الدول الأوروبية من عودة القوة للدولة العثمانية إذا تولى أمرها رجل قوى وطموح مثل محمد على، وأيضًا تخوفت إنجلترا وفرنسا بالخصوص من تدخل روسيا بالدولة العثمانية فقامت الدول الأوروبية بالضغط على محمد على وإرغامه على الانسحاب من الشام وتقليم أظافره التي طالت عن الحد المسموح به.
وفى عهده أيضًا وقعت الفتنة الطائفية العاتية في الشام بين الدروز والموارنة واستفادت الدول الأوروبية من هذه الفتنة بشدة وتدخلت فرنسا بجيوشها في الشام وألزمت الدولة العثمانية بتعيين حاكم مسيحى ومنح أهل جبل لبنان استقلالاً ذاتيًا وأيضا تم في عهده صدور الخط الهمايونى. وقد توفى السلطان عبدالمجيد الأول «زي النهارده »، ٢٥ يونيو من عام ١٨٦١م.