x

سليمان الحكيم أيتام على موائد اللئام! سليمان الحكيم السبت 25-06-2016 22:03


لم يدع نظام 30 يونيو نقيصة أو عيباً من نقائص أو عيوب نظام الإخوان المفترض أنه جاء بديلا له إلا واقترفها. فمن دستور تهانى الجبالى استل قانون أحمد الجمال لتنظيم الصحافة والإعلام. ومن قانون عبدالمجيد محمود استولد قانون هشام جنينة، ومن حصار المحكمة الدستورية ومدينة الإنتاج الإعلامى استنبط حصار نقابة الصحفيين.

ومن حازمون إلى «المواطنون الشرفاء» ومن الحارة المزنوقة خرجت علينا «جماعة أهل الشر» بأصابع تلعب وعقول تتآمر، ومن التفريط فى السيادة على سيناء إلى التفريط فى السيادة على تيران. وأخيرا وليس آخرا استبدال كارتونة الإخوان الرمضانية لاستمالة الفقراء، وحشدهم أمام صناديق الانتخابات بكرتونة «وطنية» احتشد لها الجميع من مؤسسات الدولة وأجهزتها بما فيها الأجهزة السيادية بجلالة قدرها.

هكذا لم يتغير شىء مما اقترفه نظام الإخوان «العميل» والخائن لدى نظام 30 يونيو «الوطنى» «الثورى». وكأن ما حدث فى 30 يونيو لم يكن ثورة بل كان عملية «تسليم وتسلم» على غرار ما يحدث عند تغيير القيادات فى الوحدات العسكرية. لم يكن ما حدث فى 30 يونيو ثورة شعبية تسعى إلى بديل وطنى لحكم الإخوان الذى كان مجرد «حكم جماعة». ولم يكن حكماً شعبيا يتميز بالمشاركة الديموقراطية. فلا تزال الدولة تستميل شعبها وتتقرب إليه زلفى بالصدقات المعبأة فى كراتين الزيت والسكر. متخلية عن دورها الحقيقى باستمالة الشعب بإصلاحات اقتصادية تتوخى الحرص على الحقوق لتعالج بها التشوهات السياسية التى أدت إلى تفاقم ظاهرة الفقر، وزيادة الأعباء على كاهل الأغلب الأعم من طبقات المجتمع التى باتت ترزح تحت نير الحاجة والعوز.

بالارتفاع الجنونى للأسعار نتيجة لضعف الدولة ورخاوة يدها فى التعامل مع جشع التجار مضافا إلى عجز الدولة نفسها عن اقتحام مجال الإنتاج والانسحاب منه كلية وتركه مستباحا لكل مغامر يسعى إلى الكسب على حساب الفقراء والكادحين. وبدلا من ذلك راحت ترسخ للشحاتة والتسول طريقة وحيدة ومعتمدة لعلاج مشكلة الفقر والفقراء فالأيتام والمرضى والفقراء لم تعد لهم دولة تمد لهم يد المساعدة كما كان يقضى نظام الحكم الرشيد.

وأصبح عليهم أن ينتظروا من يتصدق عليهم من «أهل الخير» لبناء مستشفى لعلاج مرضاهم أو كرتونة لإشباع جوعاهم أو بملابس بالية لستر عراياهم. وكل ما فعله رئيسهم هو مناشدة التجار أن يرأفوا بهذا الشعب بعد أن أعيته الحيل بكل فريقه الحكومى أن يرأف هو بهذا الشعب ويحنو عليه. وهكذا ظل النظام نفسه أسيرا لكل ما شاب أنظمة الحكم السابقة من عيوب ونقائص دون أن يستوعب الدرس من أسباب سقوطها والثورة عليها!.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية