x

سليمان الحكيم ما لم يذكره الرئيس في إنجازاته! سليمان الحكيم السبت 11-06-2016 22:08


فى حواره الأخير بالتليفزيون أفاض الرئيس السيسى فى حديثه عن الإنجازات التى تحققت على يديه فى عامين مضيا من فترة رئاسته. فكان أهم ما ذكره إنفاق تريليون وأربعمائة مليار جنيه على تلك الإنجازات التى تمت حتى الآن. ولكن بالنظر إلى الواقع لا نجد أثرا لكل ما جرى إنفاقه من أموال قد انعكس على حياة المواطنين بالإيجاب. بل على العكس من ذلك. فنسبة البطالة ارتفعت ولم تنخفض. وزادت معدلات الفقر ولم تنقص. بعد دخول شرائح اجتماعية عديدة فى حزام الفقر بعد أن كانت تقف على الهامش منه. وارتفعت أسعار السلع الضرورية خاصة الغذائية منها. وانخفضت قيمة الجنيه إلى الثلث تقريبا فى مقابل ارتفاع سعر الدولار إلى ما يقرب من الضعف كما ارتفعت أسعار الخدمات من كهرباء ومياه وصرف ومواصلات إلى حدود فاقت قدرة المواطن على الوفاء بها. هذه هى إنجازات الرئيس فى الواقع المعاش لأغلب المواطنين. فهل أنفقت الدولة كل تلك المليارات التى ذكرها السيسى فى حواره بهدف الوصول بنا إلى هذا المستوى المتدنى من المعيشة، أم أنها أنفقت لتعود على المواطنين بالرفاه والإنعاش؟ ولماذا يتحمل المواطن كل تلك المليارات ديونا على كاهله وهو الذى لم يفد منها بشىء؟!

لقد وصل سعر كيلو الدجاج- حتى لدى منافذ البيع التابعة للقوات المسلحة والتى كلفها الرئيس بمكافحة الغلاء إلى 27 جنيها وكان سعرها حين تسلم الرئيس مقاليد الحكم أقل من ذلك كثيراً. ليصبح شعار مكافحة الغلاء صرخة فى واد دون أثر لها فى الواقع. ليلحق هذا الشعار بشعارات أخرى أطلقت لم يتحقق منها شىء ذو أثر على حياة المواطنين الذين باتوا لا يجدون من يرأف بهم ويحنو عليهم، خاصة الذين شاء حظهم العثر أن يقعوا فى براثن المرض ليواجهوا الموت بسبب الارتفاع غير المسبوق- وغير المحتمل أيضا- فى أسعار الأدوية. أى أن قبل إنفاق التريليون ومئات المليارات كان سعر الدجاج فى متناول المواطن الفقير كذلك كان سعر الدواء والغذاء. فهل تنفق المليارات من أجل تحسين معيشة المواطن أم من أجل تضييق الخناق عليه؟!

لقد فتح السيسى لنا أبواب الحلم فاندفعنا نطرق أبوابه دون مجيب. فلا عاصمة جديدة تنشأ ولا قطار طائر أو مترو معلق. ولا مناطق صناعية فى الظهير الصحراوى للمدن. ليحل محلها سجون جديدة يجرى إنشاؤها بمعدلات أسرع من إنشاء المدارس والمراكز الصحية. لم تعد مشكلتنا محصورة فى القرى الأكثر فقرا كما كان الحال أيام مبارك. بل أصبحت مشكلتنا فى الدولة الأكثر فقرا والأعلى دينا. رغم ما ننفقه من أموال تسقط ثمارها فى جيوب القلة وأرصدة البعض. فمتى ندرك أن التنمية الحقيقية هى التى ترقى بحياة الكادحين والمهمشين، وليس بحياة المترفين من أصحاب الامتيازات الذين يحظون برعاية السلطة وينعمون فى كنفها؟!

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية