الليلة سيلعب الأهلى أمام الإسماعيلى.. والزمالك سيواجه المصرى.. ووفق أى حسابات ورؤى كروية فنحن أمام مباراتين مهما كانت نتيجتهما مهمة وبالغة الحساسية وقد تتغير بسبب نتيجة أى مباراة منهما حسابات وتوقعات لقب دورى هذا الموسم، إلا أنهما فى النهاية مباراتان لكرة القدم وليس أى شىء آخر.. ليست المباراتان مواجهة ثأرية أو نارية بين القاهرة ومدينتى الإسماعيلية وبورسعيد على شاطئ قناة السويس..
ليست المباراتان حرباً لاستعادة مدينتى الإسماعيلية وبورسعيد لحقوق سياسية واقتصادية واجتماعية وإنسانية غابت أو ضاعت أو تأجلت سنة وراء أخرى.. فلا الأهلى أو الزمالك هما المسؤولان عن كل وأى أزمة حياتية فى المدينتين الجميلتين المنفيتين غالباً مثل معظم المدن المصرية شمالاً وجنوباً.. وانتصار الإسماعيلى على الأهلى أو انتصار المصرى على الزمالك سيبقى فى النهاية وبشكل واضح ومؤكد انتصاراً كروياً ممكناً وجائزاً ويستحق كل فرحة واحتفال.. لكنه ليس الانتصار الذى سيحسم وينهى الأزمات والمعاناة التى لا يواجهها الناس فى الإسماعيلية وبورسعيد فقط.. وقد يتخيل البعض أن هذا الكلام لا ضرورة له أو مبرر أو حتى معنى ونحن نتحدث عن كرة قدم.. لكننى لا أظن ذلك ولا أشارك هؤلاء آراءهم ووجهات نظرهم..
فهناك حالة من الاحتقان نتيجة إصرار البعض على إشعال مزيد من النيران التى لا ضرورة لها ولا يحتاجها أى أحد.. حالة احتقان وإصرار على غرس كراهية القاهرة وأهلها ومسؤوليها وأنديتها تحت جلد وفى عقل وقلب كثير من شباب الإسماعيلية وبورسعيد.. ويتجسد ذلك فى هتافات وتصريحات وتعليقات شديدة العداء للناديين القاهريين.. وبالطبع كان من الطبيعى والمتوقع أن يكون المقابل هو تصريحات وهتافات مضادة من أهل القاهرة.. أو جمهور الأهلى تحديداً.. ولست هنا أقول إن البداية كانت هناك فى الإسماعيلية أو بورسعيد وإن العشاق هناك هم الذين بدأوا بالتصعيد وإشعال النار.. فالنار مشتعلة هنا وهناك طول الوقت وتجد دائماً من يزيدها اشتعالاً، سواء هناك أو هنا.. كما أنه من الضرورى أيضاً التأكيد على أن خسارة الأهلى الليلة قد تعنى احتمال ضياع لقب البطولة لكنها أبداً لن تعنى خسارة شرف أو كرامة وكبرياء واحترام..
أيضاً خسارة الإسماعيلى لا تعنى أى إهانة أو إساءة للإسماعيلية وأهلها.. كما أن خسارة الزمالك الليلة قد تعنى ضياع الأمل فى المحافظة على اللقب دون أن يخسر الزمالك مكانته الرائعة وتاريخه الجميل أو تعنى عدم احترام لاعبيه الرائعين وقيادته الفنية التى أثبتت طيلة الفترة الأخيرة تألقها وجدارتها بهذه المسؤولية.. خسارة المصرى فى المقابل لا تعنى عدم دوام تقدير واحترام الرائع حسام حسن الذى أعاد للمصرى كل المجد الكروى القديم والمكانة التى يستحقها نادٍ بتاريخ ومشوار المصرى.. وأعرف أن هذا الكلام قد لا تكون له أى مساحة وسط الصخب الحالى، لكنه لابد أن يقال لأن الكرة المصرية لن تخسر شيئاً إن لم يفز الأهلى أو الزمالك بالدورى أو تراجع ترتيب المصرى والإسماعيلى.. لكنها ستخسر كل شىء إن لم تمر مباراتا الليلة بسلام وأمان.