لم يشرح الصديق العزيز محمد أبوالسعود، رئيس النادى الإسماعيلى، ويقدم الأسباب التى تجعله يرفض لعب مباراة الأهلى مساء الغد فى استاد برج العرب، ورغم ذلك أعلن أبوالسعود موافقته على لعب المباراة فى الملعب الفرعى لنفس الاستاد.. فقد كنت أتخيل أن إدارة الإسماعيلى مثلاً ترفض اللعب فى برج العرب أو الإسكندرية كلها.. وقد أعلن اللواء محمود يسرى، مدير أمن الإسكندرية، بالمناسبة موافقته على إقامة هذه المباراة فى استاد الإسكندرية إن تعذر إقامتها فى استاد برج العرب.. ومن الممكن أن تقام فى استاد بتروسبورت إذا وافق الأمن.. ولا يرفض الأهلى لعب هذه المباراة فى أى ملعب، وكذلك الإسماعيلى الذى لا يمانع ولا يرفض إلا اللعب فى الاستاد الرئيسى لبرج العرب.. ربما لدى إدارة الإسماعيلى أسبابهم التى لا يريدون إعلانها.. وقد كان من الممكن تخيل أنهم يشعرون أن الأهلى لا يخسر حين يلعب هناك فى برج العرب وأن الدولة كلها تجامل الأهلى وتضطهد الآخرين وتجبرهم على اللعب فى برج العرب حتى لا يفوز إلا الأهلى.. لكن المباراة الأخيرة للأهلى أمام المصرى نسفت هذه الظنون والمخاوف.. وكنت أتخيل أن إدارة الإسماعيلى ستحرص على الهدوء وتسمح للاعبيها بالتركيز والصفاء النفسى استعداداً للمباراة بدلاً من هذا التوتر والصخب.. أما حكاية أنها مباراة الإسماعيلى الذى من حقه اختيار أين سيلعبها.. فهذا كلام نظرى رائع لا علاقة له بالواقع والحقيقة.. فلا الأهلى يختار أو الزمالك أو المصرى أو أى ناد آخر فى دورى لايزال استثنائياً بدون جماهير أو ملاعب طبيعية.. وهذه المباراة سبقتها مباريات أخرى كان أصحابها الزمالك والمصرى وغيرهما ورغم ذلك أقيمت فى برج العرب لدواعٍ أمنية.. كما أن استاد برج العرب ليس ملعب الأهلى أو قريباً منه حتى يتصور البعض أن هناك مقاصد مخفية لجرجرة الفرق الأخرى إلى الإسكندرية وإرغامها على مشقة السفر والانتقال وبالتالى الإرهاق فتخسر أمام الأهلى.. فالأهلى مثل كل الآخرين يسافر نفس المشوار ويواجه نفس المشقة.. والحكاية كلها كانت أزمة غير مفهومة وغير مبررة.. افتعلها بعض عشاق الإسماعيلى المتعصبين والمتطرفين تماماً مثلما قد يصنع بعض عشاق الأهلى الأكثر تطرفاً أزمة أخرى أكبر بلافتة بذيئة غير مقبولة تسىء للإسماعيلية الجميلة وأهلها.. وأصبحنا كلنا أمام حلقة جديدة من مسلسل الكراهية الدائمة المتبادلة بين الجميع.. فليس عندى أى شك فى حب أبناء الإسماعيلية لناديهم والتفافهم حوله، وأتمنى أن يدركوا أن هذا الحب لن يكتمل بكراهية الأهلى.. ونفس الكلام لعشاق الأهلى الذين عزفوا فى استاد التتش قبل يومين قصيدة حب وانتماء تعجز عن وصفها الكلمات ولم يكن هذا اللحن ليكتمل يحتاج لتلك اللافتة أو إهانة أى أحد آخر.. لكنها أصبحت عادتنا الجماعية مؤخراً.. لا نعيش حياتنا العادية حتى تفاجئنا الأزمات والمعارك.. إنما نحن الذين نجرى هنا وهناك نفتش عنها بل نجتهد لنخترعها بمحض إرادتنا إن لم نجدها.. ونحن بالتأكيد لا نحتاج للكراهية حتى نثبت لأنفسنا ولغيرنا أيضاً أننا نحب.