x

أحمد شوبير هزيمة الأهلى وإمكانيات يول والمشوار الأفريقى أحمد شوبير الأحد 19-06-2016 22:28


أقر وأعترف بأننى أكثر شخص فى مصر فوجئ بهزيمة الأهلى أمام المصرى، وبعدها أمام زيسكو الزامبى، بل إننى كنت فى مؤتمر إعلامى فى ألمانيا قبل مباراة المصرى والأهلى، وعندما سألنى أحد الزملاء: ماذا تتوقع اليوم؟ قلت: إن الأهلى سيحتفل بالفوز ببطولة الدورى العام.

وبصرف النظر عن أنى لم أشاهد المباراة فإننى شاهدت مباراة الأهلى وزيسكو الزامبى، وصُعقت من هذا المستوى المتواضع للنادى الأهلى، وطبعاً لا أحب أعذار الصيام وشدة الحرارة وظلم الحكام..

وغيرها من هذه الأعذار الواهية، فالمشكلة داخل الفريق فنية بحتة، وليس بالضرورة عند إعلان فوز الأهلى بالدورى بعد أيام أن نتجاهل هذه المشكلة، ففوز الأهلى بالدورى لم يعد مشكلة على الإطلاق، لأن الأهم الآن لدى جماهيره هو العودة للتتويج الأفريقى والمشاركة فى كأس العالم للأندية من جديد، وهى البطولة التى يعشقها جماهير الأهلى، والحقيقة أن الإعلام بكل أنواعه لم يقصر على الإطلاق مع الأهلى وإدارته وجهازه الفنى الجديد، بل العكس، أرى أننا ربما نكون قد أسرفنا فى المديح لمارتن يول بعد تعاقد الأهلى معه، فالفريق الذى بدأ بداية جيدة معه وصل الآن إلى مرحلة تنذر بالخطر، لأن جماهير الأهلى لم تعتد أبداً أن ترى مرماها يهتز 3 مرات فى مباراة واحدة، فما بالك أن هذا حدث فى مباراتين: الأولى محلية أمام المصرى والثانية أفريقية أمام فريق لم نسمع به من قبل وسط عمالقة أفريقيا، بل إن القدر كان رحيماً جداً بفريق الأهلى وهو يلاعب هذا الفريق، لتواضع طموح لاعبيه، فاكتفوا بإحراز 3 أهداف فقط فى شباك الأهلى، ولو أن الأهلى كان يلاعب فريقاً آخر من شمال أفريقيا لكانت كارثة حقيقية.. إذن المطلوب الآن أن يراجع الجهاز الفنى حساباته من جديد، وأن يفكر فى الطريقة الأفضل واللاعبين المناسبين للمرحلة القادمة أفريقياً ومحلياً إن كان يريد العودة للبطولات من جديد، فمثلاً لا أرى مبرراً واحداً لكل هذا التجاهل للاعب بمثل إمكانيات عمرو جمال، ولا أفهم أن يبقى عماد متعب بعيداً عن الفريق حتى فى المباريات الودية، ثم أدفع به فى مباراة سارت عكس اتجاه التيار فى زامبيا، مع تغيير غريب لطريقة اللعب أكثر من مرة، ولا أفهم الإصرار على تغييرات محفوظة للجميع، كان لها دور أساسى فى الخسارة فى زامبيا.. الفرصة مازالت سانحة وبقوة للأهلى للفوز ببطولة الدورى العام، وهو أمر مازلت أؤكد أنه قريب جداً من النادى الأهلى، ولكن الأهم هو معالجة الأخطاء بعد الاعتراف بها، والعدالة فى إعطاء الفرص للاعبين، وإنهاء المسابقة المحلية بأفضل صورة، ثم التركيز لعبور المحطة الأفريقية التى أصبحت تمثل خطورة على الأهلى، خصوصاً بعد نجاح الوداد المغربى فى الفوز خارج ملعبه على أسيك الإيفوارى، ليعلن نفسه مبكراً منافساً قوياً على البطولة الأفريقية.

■ ■ ■

مازالت الجماهير هى الهاجس الأول للجميع، سواء داخل المباريات أو خارجها، ليس على مستوى مصر فقط بل امتد الشغب ليصبح عالمياً، وكنا قد اعتقدنا أننا ودَّعنا إلى غير رجعة ظاهرة الهوليجانز الإنجليزية، إلا أننا يبدو كنا نحلم، فعادت الأجيال الجديدة للظهور من جديد من خلال يورو 2016 فى فرنسا، ويبدو أن هؤلاء المتهورين والمتعصبين قد استغلوا مناخ القلق الذى تعيشه فرنسا فقرروا أن يكون لهم دور مساند لهذا الإرهاب من خلال الشغب والمظاهرات والإخلال بالنظام، وطبعاً شاركت بعض الجماهير الاشتراكية، مثل الروس والتشيك، فى إطلاق شرارة الشغب داخل المدرجات، فشاهدنا لأول مرة منذ فترة بعيدة ضرباً وركلاً وشماريخ داخل الملاعب، وبعضاً من الاحتكاكات بين رجال الشرطة والمشجعين، ولكن المهم كيف تصدت الدولة (فرنسا) والمسؤولون لهذا الشغب.. أولاً فى فرنسا كانت العقوبات رادعة، فأحكام السجن لم تتأخر على الإطلاق، فبعد أسبوع واحد صدرت الأحكام ضد مشجعين روس، يعنى أجانب، بالسجن لفترات تتراوح بين سنة وثلاث سنوات.

ورغم الاعتراضات المتكررة من جانب الحكومة الروسية، بل استدعاء السفير الفرنسى فى روسيا، فإن الفرنسيين صمموا على تطبيق القانون بكل قوة، وهو ما كان له الأثر الواضح فى عودة الهدوء إلى الشارع والكثير من الملاعب، ناهيك عن الترحيل الفورى لعدد من المشجيعن من البطولة لإعادة الانضباط والاحترام دون أن نسمع كلمة واحدة عن حقوق الإنسان وحقوق المشجعين، فقط عن القانون وصرامته وقوته فى مواجهة الخروج عن النص، ثم ما أعجبنى أكثر هو تصريح مدرب كرواتيا عندما أعلن أن المشجعين الذين ألقوا الشماريخ على أرض الملعب هم «إرهابيو كرة القدم». لم يخف الرجل ولم ينافق، بل قال ما رآه واجباً لوقف هذه الظاهرة السيئة التى باتت تهدد حلاوة ومتعة كرة القدم، وإننى على يقين بأننا سنقرأ بعد أيام قليلة قرارات تأديبية قاسية ضد كل من خرج عن النص، نحو معاقبة كل من حاول الخروج عن القانون.. إذن القانون هو الأساس، وبالتالى سيتم حل الأزمة مهما زاد حجمها، وذلك بسبب سرعة الحسم، والضرب بيد من حديد على يد كل مشاغب، وأيضاً وجود مدرب محترم مثل آلتى سانتيش، مدرب كرواتيا، الذى يؤكد أن ما يحدث من الجماهير هو الإرهاب بعينه، لم يخش الرجل عقاب الجماهير له فى بلاده عقب البطولة، ولم يخف من هجوم عدد من الصحفيين الموالين لهذه الجماهير عليه، بل كان قوياً شجاعاً عندما طالب الجميع بالتصدى لهذه الظواهر السلبية. ولعلى أتساءل لأننى من متابعى كل المنافسات الرياضية على مستوى العالم: لماذا لا نرى مثل هذه الظواهر فى ملاعب كرة السلة الأمريكية مثلاً، التى تكون ممتلئة عن آخرها بالآلاف من المشجعين فى تنافس شرس، والأمر نفسه فى البيسبول، وبدلاً من أن نذهب بعيداً عن كرة القدم لماذا لا نراها فى الملاعب الإنجليزية أو الإسبانية أو الإيطالية رغم شراسة المنافسة، ورغم أن ظاهرة التشدد خرجت أصلاً من إيطاليا. السبب واضح وواحد: أن هناك قانوناً يُطبَّق بقوة، وأحياناً بعنف، لذلك أصبح الخوف هو السائد من سيادة القانون، التى نراها بالفعل على أرض الواقع، وليس فقط فى تصريحات السادة المسؤولين تليفزيونياً وإعلامياً، أما فى الحقيقة فلسان حال كل واحد منهم يقول: «أنا مبسوط كده.. أنا مرتاح كده»، ويغلق بابه على نفسه عملاً بالمثل القائل: «الجمهور اللى ييجى منه الريح امنعه واستريح»، وهى السياسة التى أصبحت الأسهل الآن لدرجة مبالغ فيها جداً، وعواقبها فى النهاية ستكون وخيمة على الجميع.. افتحوا الأبواب والنوافذ ولكن مع تطبيق القوانين واللوائح، اجعلوا الناس يشمون هواءً نقياً ولكن دون الخروج على القانون..

عرِّفوا الناس حقوقهم دون الإخلال بواجباتهم، غيِّروا من أسلوبكم، واجهوا المشكلة بشجاعة وقوة وقانون، اجعلوا النظام والقانون هو العنوان ولكن بآدمية وحرية ومسؤولية، استمعوا إلى صوت الناس وتحاوروا مع العاقلين والنجباء، وابتعدوا عن المتعصبين والجهلاء، أعطوا الشباب الفرصة ولكن دون الإخلال بالأمن والاحترام، نظموا حملة دعائية جميلة مثل حملة الكهرباء وابتعدوا عن الحملات الغريبة، التى لم أر مثلها فى حياتى مثل حملة الفساد، فلم أر أبداً إعلاناً يقول إن الفساد ضرر عليك وضرر علىَّ!! إلا فى مصر، ولا أعرف من العبقرى صاحب هذه الفكرة، وهذا موضوع آخر.. تحركوا بسرعة، أصدروا القوانين.. أو ضعوا اللوائح.. افتحوا الشبابيك، الناس مخنوقة.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية