x

أحمد الشهاوي السَّلخ باسم الدين أحمد الشهاوي السبت 18-06-2016 22:50


تعرَّضت النساء - دون ذنبٍ، أو بذنبٍ يسيرٍ، يمكن الصَّفح عنه أو العفو - طوال التاريخ الإسلامى إلى عذاباتٍ، تفوق الحصر والرصد، تعدَّدت طرائقها، وتنوَّعت أساليبها، واختلفت أدوات تنفيذها، لكنَّ التعذيب كان ينحصر فى شكلين اثنين: الأول تعذيب يُفضِى إلى الموت فى التو، مهما تكُن الوسيلة المُستخدمة، والثانى يشمل الأسلوب الأوَّل مُضافًا إليه الإهانة والفضح والهتك والإشهار وسط الناس، خُصوصًا مع نساء لا حول لهن ولا قوَّة.

فكانت المرأة تُترك لتموتَ صبرًا، أى تُقتل بطريقة الجُوع والعطش، حيث يُمنع عنها الطعام والشراب حتى تهلك، ومن النساء من كانت تبول فى كفِّها، وتشرب بولها، إلى أن تموت فى حبسها، ومنهن من تُركت محبوسةً فى بيتٍ يُطل على حافة النهر، تشاهد من نوافذه جريان الماء أمامها، تتمنى نقطةً من مائه إلى أن تموت عطشًا.

وهناك نساء صُلبن - لارتكاب هفوات قليلةٍ - على جذوع النخيل والأشجار عارياتٍ وهن جائعات، أو عُلِّقن على خشباتٍ، ثم لُجِمن كى لا يتأوَّهن أو يتكلمن أو ينطقن بشىءٍ، أو يشكين من العذاب، ثم أُحرقن بعد طال مقامهن فى الصلب، وذُرِّى رمادهن فى مياه النهر، وهناك من قُتلن سهَرًا، أى تم منعهن من النوم، وكلما تهاوت المرأة من سهرها، ووهَن جسدها، نُغِزتْ بمسلةٍ ذات طرفٍ حاد مُدبَّب فى موطن عفَّتها، أو فى القلب من ثدييها.

وهناك من النساء من كانت تُخيَّر كيف تُقتل، وهى طريقة فيها إنعامٌ شديدٌ فى الإذلال والقهر، حيث من الصعب، بل من المستحيل على الإنسان مهما تكُن إرادته أن يختار طريقة مقتله، وأخريات بُقِرت بُطونهن، خصوصًا الحوامل، وتم إفراغها من الأجنَّة، وحُشيت بالملح والتبن والأوساخ، وتعلَّق على أسوار المدينة، وتُحرق بعد ذلك.

كأن المُتسلِّطين من أولى الأمر يقولون للنساء وهم يقتلونهن بقسوةٍ غير معهُودةٍ، كأنهم يقتلون حيَّاتٍ: «قتلنا الله إن لم نقتلكن قتلةً لم يقتلها أحد من الناس فى الإسلام».

ونقرأ فى «الجامع المختصر فى عنوان التواريخ وعيون السير» لابن الساعى المتوفى عام (674هـ): أن ابن الدباغ قتل سنة 602 هجرية أمَّه، بسبب أنها كتبت له دارًا، فطلب منها الكتاب، فلم تسلمه إليه، فظل يضرب رأسها بالأرض حتى نُثرت دماغها، وماتت، فأُخذ، وحُمل إلى باب الأميرية ببغداد، وضُربت رأسُه بالأرض، وهو يستغيث، حتى مات.

ومن عذابات النساء – أيضًا - أن بعضهن كُن يُربطن فى جذوع شجرتين متقاربتين متجاورتين، ثم يتم شد الشجرتين، فيذهب كل جذعٍ فى ناحية حاملا جُزءًا من جسد المرأة المقصُود قتلها، وقد وقعت حوادث كثيرة مماثلة قبل أن يطوى القرن الثانى الهجرى سنينه.

وفى «بدائع الزهور فى وقائع الدهور» لابن إياس (1448 - 1523 ميلادية)، نقرأ أنه فى سنة 689 هـجرية قد أمر السلطان الأشرف خليل بن قلاوون (666ـ 693هـجرية / 1268ـ 1293ميلادية) الشجاعى أحد قوَّاده بالقبض على حاشية الأمير طرنطاى، ونسائه وسراريه، وأحضر لهم المعاصير، فعصرهم (أى عصر أعضاءهم وأعضاءهن)، وقرَّرهم على الأموال والذخائر.

وفى سنة 905 هـجرية قبض السلطان الملك الأشرف أبوالنصر جان بلاط من يشبك الأشرفى سلطان الدولة المملوكية البرجية (الشركسية) الرابع والعشرين، وحكم ما بين 1500 و1501ميلادية (حكم لمدة ستة أشهر و18 يومًا، ثم قُبض عليه، وخُلِع، وأُمر بخنقه فى سجنه بالإسكندرية) على الطواشى يسأله عن مكان السلطان السابق الظاهر قانصوه الذى كان مختفيًا، فأقر أن زوجته تعرف طريقه، فأرسل إليها السلطان الأمير طراباى، فسألها عنه، فلم تقر بشىء، فأحضر إليها المعاصير، وعصرها فى رجليها، فلم تقر بشىء.

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية