تابع الرئيس عبدالفتاح السيسى والمهندس إبراهيم محلب، مساعده للمشروعات القومية، الثلاثاء، تنفيذ أول عملية لاسترداد أراضى الدولة التى تم الاستيلاء عليها بالإسماعيلية، ضمن برنامج الخصخصة الذى شهدته مصر فى عهد الرئيس الأسبق مبارك.
أخبار متعلقة
وكان اللواء ياسين طاهر، محافظ الإسماعيلية، قد تلقى تكليفا رئاسيا بالتحفظ على أراضى الدولة، التى تم تخصيصها بحق الانتفاع للمستثمر «هانى سرور»، الذى اشترى مصنع «تليمصر»، على مساحة 43 ألف متر، تطل مباشرة على بحيرة التمساح وقناة السويس، وكان مخصصًا لإنتاج الأجهزة المنزلية والتليفزيونات، وتوقف عن العمل منذ تم بيعه، ما تسبب فى تشريد آلاف العمال.
وتمكن المحافظ، برفقة اللواء على العزازى، مدير الأمن، واللواء جمعة توفيق، حكمدار المحافظة، وأكثر من ألف من الجنود والضباط، من دخول المصنع والتحفظ على الأرض التابعة للمحافظة، والتى استولى عليها المستثمر، بعد إخطاره رسميًا بتسليم الأرض للجهة المالكة لها، وهى المحافظة.
وقالت مصادر أمنية إن الأرض تضم ملعبًا للكرة ومساحات شاغرة ومبانى أقامها المستثمر على الأرض، رغم أنها لم تدخل فى صفقة البيع، بالإضافة إلى نادٍ اجتماعى.
والتقى المحافظ عمال المصنع، الذين لم يتجاوز عددهم 50 عاملًا، وقال لهم إنهم لا علاقة لهم بتسلم الأرض، وإن المحافظة حريصة على حقوقهم، وإن الأرض تابعة للمحافظة، فيما تجمع المئات من المواطنين، وأطلقت النساء فى الشرفات الزغاريد، ورددن هتافات: «تحيا مصر». وقال المحافظ، لـ«المصرى اليوم»، إن الرئيس يتابع استرداد أراضى الدولة، ويؤكد أنه لا تهاون فى هذا الملف.
وأضاف أنه أخطر المستثمر بإخلاء المكان وتسليمه، وتم التنفيذ على الفور، وإنذاره بإخلاء عدد من المبانى وتسليمها بالقوة الجبرية، مؤكدا أن التجاوزات التى تمت بالماضى غير مسموح بها إطلاقا، وأن الأرض ملك الشعب.
وتابع أنه من الممكن تخصيص الأرض التى تم استردادها لإقامة الجسر العالمى، الذى يربط بين طريق عزالدين إلى البلاجات أو إقامة فنادق عالمية تطل على القناة وبحيرة التمساح أو إسكان للشباب، واصفا استعادة الأرض بأنها «حدث تاريخى». من جانبه، قال اللواء على العزازى، مدير الأمن، إن قوات الأمن استعادت الأرض، وإنها البداية نحو مزيد من استرداد الأراضى المملوكة للدولة.
وقام العمال التابعون للمحافظة باستخدام «الشنيور والصاروخ» فى قطع الجنازير الخاصة بأبواب المصنع والنادى، فيما رفض المحافظ طلب المستشار القانونى للمستثمر بالانتظار، قائلا: «الأمر انتهى، فبالنسبة لى التنفيذ، وقدامك المحكمة لو ليك حق. لو سمحت اتفضل برة».
ووصف نواب المحافظة استرداد المحافظة للأرض بأنه «إنجاز»، موجهين الشكر للرئيس السيسى والمحافظ، وقال النائب أشرف عمارة إن الأهالى طالبوا كثيرًا باسترداد الأرض دون جدوى حتى تم التنفيذ، أمس، وأضاف سامى هاشم ومحمود عثمان، نائبا الدائرة الأولى التى يقع المصنع فيها، أن اليوم هو عيد لكل الإسماعيلية، وقالا إنهما سيرسلان برقية شكر للرئيس على هذا الإنجاز الذى عجز المحافظون السابقون عن تنفيذه.
ومن المقرر أن يزور الرئيس عبدالفتاح السيسى محافظة الإسماعيلية، صباح غد الخميس، لتفقد سير العمل بالمشروعات القومية العملاقة ونسب تنفيذها على أرض الواقع.
وقالت مصادر بالمحافظة إن الرئيس سيتفقد العمل بمشروع نفق السيارات، الذى يتم حفره أسفل قناة السويس لربط سيناء بالوادى، بجانب تفقده مشروع مدينة الإسماعيلية الجديدة جوًا، كما يتفقد خلال الزيارة بدء تشغيل أول ماكينة بمشروع أنفاق القناة، وهى واحدة من ضمن 4 ماكينات تم استيرادها من ألمانيا خصيصاً لحفر نفقى الإسماعيلية وبورسعيد.
من جانبه، قال اللواء أركان حرب كامل الوزير، رئيس الهيئة الهندسية للقوات المسلحة، إنه تم تركيب أول قطعة خرسانية بمدخل نفق الإسماعيلية، حيث كلفت الهيئة الهندسية شركتى «بتروجت» و«كونكورد» بتكوين تحالف لتنفيذ نفقين للسيارات، إضافة إلى نفق للسكك الحديدية أسفل قناة السويس، لربط سيناء وشرق القناة بالوادى والدلتا، وتسهيل حركة العبور من وإلى سيناء، وإحداث التنمية الحقيقية والمنشودة لتلك المنطقة، بالتوازى مع ما يجرى تنفيذه من أعمال تنمية غرب خليج السويس وشرق التفريعة ببورسعيد.
وأضاف «الوزير» أن جميع الأعمال الإنشائية اللازمة لتجهيز مدخل نفق قناة السويس بالإسماعيلية، الخاصة بأعمال الحوائط الخرسانية والأرضيات والمداخل، انتهت بنسبة 100%. وأشار إلى أنه خلال فترة قصيرة سينتظم العمل بماكينتى الحفر، على أن يتم تشغيل 4 ماكينات خلال الأشهر القليلة المقبلة بالإسماعيلية وبورسعيد.
وتابع أن شركتى «كونكورد» و«بتروجت» مسؤولتان عن العمل بمشروع أنفاق الإسماعيلية، فيما تتولى العمل بأنفاق بورسعيد شركتا «أوراسكوم» و«المقاولون العرب»، لافتًا إلى أن هذه الشركات من أفضل الشركات المصرية التى يمكن الاعتماد عليها فى تنفيذ الأنفاق.
