(أنــا المصرى كريم العنصرين.. بنيت المجد بين الأهرمين/ جدودى أنشأوا العلم العجيب.. ومجرى النيل فى الوادى الخصيب/ لهم فى الدنيا آلاف السنين.. ويفنى الكون وهما موجودين/ وأقول لك على اللى خلانى.. أفوت أهلى وأوطانى/ حبيب وهبت له روحى.. لغيره لا أميل تاني).. أروع ما قيل عن الشعب المصرى لشاعرٍ قدير يُلهب الحماسة فى نفوس المصريين، ويدفعهم لمناهضة الاحتلال حينذاك.
يعيش المواطن المصرى أزهى عصور الانقسام بين جبهاتٍ تدافع وتصارع من أجل الانتماء السياسى، وتناسينا أن كلنا مصريون، تجمعنا أرض واحدة تحت سماء واحدة، فعندما تغادر أرض الوطن يسألونك عن موطنك وليس عن انتمائك السياسى، ولعل هذا يُذكِّرنى بمشهدٍ دار أمامى إنه حوار بين مواطن مصرى وآخر سورى يعمل على أرض مصر، وكان الأخير يتحدث عن قيمة الوطن باكياً: «نحن من تيتم أطفالنا وترملت نساؤنا، وأصبحنا لاجئين ندفع ثمن الانقسامات والفتنة التى أودت بوطننا لن تعود سوريا مرةً ثانيةً»، واختتم حديثه بنصيحةٍ للمصرى: «حافظوا على بلِدكم فأنتم شعب طيب، وكم نحن نشعر على أرضكم وكأننا فى بلادنا».. ولا أظن أن هذا الحديث فى حاجةٍ إلى الإيضاح.. فمن عاش فى وطنه سيدرك كم أن الحياة كريمة لأنها منحته انتماءً.. فمن لا وطن له لا كيان ولا عنوان له.