هذا خطاب أرفعه إلى الرئيس شخصياً.. صاحبة الخطاب السيدة جيهان حمزة.. حين تلقيت اتصالها، قالت إنها لا ناقة لها ولا جمل فى هذه القضية.. لكنها أم تحس بآلام الأمهات المحبوس أبناؤهن خلف القضبان، فى قضية مظاهرات الأزبكية.. سألتها إن كانت محامية؟.. قالت لا.. لكنها تتوسم خيراً فى عفو الرئيس السيسى، وقد اختارت هذا التوقيت تحديداً، لأن الرئيس بصدد العفو عن دفعة جديدة من الشباب، وتمنت أن يحدث العفو فى ليلة القدر!
تقول فى رسالتها، أو فى «الاسترحام» كما أطلقت عليه: «مقدمه لسيادتكم، أمهات المحكوم عليهم فى قضية الأزبكية، يقيننا فى المولى عز وجل وسماحتكم فى أن يصدر قرار بالعفو عن هؤلاء الشباب فى عام الشباب، كما أطلقتم عليه، والنظر بعين الحرص من أب على أبنائه وعلى مستقبلهم، خصوصا أن منهم من قُبض عليه دون الثامنة عشرة، وكثير منهم مازال فى الجامعة!
نود أن نُطلع سيادتكم، ونحيطكم علماً بأنه، وفى عام الشباب 2016 كما أطلقتم عليه، أيدت محكمة النقض بتاريخ 9 مارس 2016 برئاسة المستشار أحمد جمال الحكم الصادر فى القضية رقم 10325 لسنة 2013 جنايات الأزبكية من محكمة جنايات القاهرة بتاريخ 30 ديسمبر 2014 بمعاقبة 64 مواطناً مصرياً، غالبيتهم من الشباب والقُصر، بالسجن المشدد 15 عاماً، وخمس سنوات للقُصر، ليُصبح الحكم باتاً وواجب النفاذ، ولا سبيل لهؤلاء الشباب سوى المكوث خلف القضبان، وقد تحطمت أحلامهم وقُيدت حرياتهم!
سيدى الرئيس: يملؤنا الأمل واليقين فى سعيكم الجاد إلى لم شمل كل أسرة، لأننا كلنا أسرة واحدة.. وهذا من منطلق مسؤولية سيادتكم كراعٍ ومسؤول عن الأسرة الكبيرة للمجتمع المصرى، ولا يخفى عليكم أنهم فى مطلع عمرهم وبداية استكمال مشوارهم وبناء مستقبلهم وخدمة وطنهم!
ومن المؤكد أنهم فى أمَسّ الحاجة لاستكمال مسيرتهم التعليمية، ومن ثَمَّ الاندماج فى المجتمع كعناصر إنتاجية مفيدة، كل فى مجاله، ومنحهم فرصة يستحقونها ستمثل نقطة انطلاق جديدة لهم نحو مستقبل يُمحى فيه الماضى بما يحمله من أخطاء وبداية عهد العطاء لوطنهم ومجتمعهم.. نرجو من سيادتكم أن تكونوا عونا وسببا فى إصلاح ما مضى، (فمَن عفا وأصلح فأجره على الله)، كما أننا نعدكم أن يكونوا مواطنين صالحين لبلدهم وتحت حكم سيادتكم، وأن يفتحوا صفحة جديدة فى حياتهم!
سيدى الرئيس هذه كلمات قد خطها دم قلوبنا قبل القلم.. ونحن كلنا ألم وأمل. ألم لما نحن فيه من أحزان وفقدان لأولادنا وفلذات أكبادنا عن أعيننا، تَحُول بيننا وبينهم مسافات وأحجار وأسلاك.. وأمل بالله تعالى لأن تصل هذه الكلمات إلى قلبكم الرحيم، ونحن كلنا ثقة بأنكم أهل الرحمة والشفقة على أبنائكم، وأنكم سوف تنظرون فى طلبنا هذا، ونحن بدورنا نعدكم بأن يكونوا عند حسن ظنكم إن شاء الله تعالى.
وأخيراً، فإننا نرجو من سيادتكم النظر بعين الرحمة والحرص على مستقبل هؤلاء الشباب، كونهم طلاب جامعات ومدارس ثانوية وخريجين وأصحاب مهن محترمة، مشهوداً لهم بحسن الخلق، واستصدار قرار بالعفو عنهم، لما فى هذا القرار من إعلاء لقيم العدل من جهة، وإنقاذ لمستقبلهم من جهة أخرى».
سيدى الرئيس: هل يفرحون بالعفو فى ليلة القدر؟!