x

صبري غنيم أين شيوخ الحوار.. من حوار الرئيس؟ صبري غنيم الأربعاء 08-06-2016 22:07


- أعترف أننى لم أستمتع بالحوار التليفزيونى الذى أجراه أسامة كمال مع الرئيس عبدالفتاح السيسى مع أن أسامة من الإعلاميين الذين يتمتعون بالوزن الثقيل خلقا وأدبا وحرفية، ومع ذلك لا أعرف لماذا لم يدخل الحوار دماغى، قد يكون السبب هو أننى تعودت على التلقائية فى كلام الرئيس.. وقد تكون فكرة الحوار جديدة على الرئيس لأنه اعتاد أن يخاطب المصريين بتلقائية وبدون ترتيب لذا كان الرئيس مشدودا وبالتالى لم يعط المحاور حرية السؤال.. صحيح لم تكن هناك خطوط حمراء.. لكن الانطباع فى طرح السؤال أعطانا فهما آخر يوحى بأن الأسئلة لم تكن من إعداد المحاور لعدة أسباب.. الأول لأنها خلت من نبض الشارع المصرى.. والسبب الثانى أن الأسئلة والأجوبة «صد رد» بطريقة البنج بونج.. والإجابة مقصورة على السؤال.. وهنا أقول إن الخاسر فى هذه العملية هو الرئيس لأن إنجازاته فى عامين لم تصل إلى قلب رجل الشارع المصرى أو إلى شريحة البسطاء الذين هم الشغل الشاغل له..

- الذى أدهشنى أن أرى تركيزا غير مسبوق فى الإعلان عن حوار الرئيس على قناة «القاهرة والناس» ولا أعرف لماذا تجاهلت الرئاسة تليفزيون الدولة.. هل لأن الحوار كان مرتبطا بشخص المحاور ولأن أسامة كمال لا يعمل فى تليفزيون الدولة.. وبالتالى خسر التليفزيون هذه الخبطة الإعلامية مع أنه فى ظروف قاسية تحاول الإعلامية الموهوبة صفاء حجازى رئيسة اتحاد الإذاعة والتليفزيون أن تحفر فى الصخر لاستعادة المشاهدين الذين خطفتهم القنوات الخاصة، وحوار مثل حوار الرئيس يخص تليفزيون الدولة سيعيد ثقة المشاهد والمعلن.. لا تتصوروا حجم صفقة الإعلانات التى حظيت بها قناة «القاهرة والناس».. واضح أن الرئيس يرى فيه الالتزام المهنى وبالتالى يختلف عن زملاء له فى قنوات أخرى، ولذلك لم يعترض الرئيس على ترشيحه لالتزامه المهنى وهذا حقه مع أنى أختلف مع السيد الرئيس فى رؤيته.. لأن العمل الناجح الالتزام وحده لا يكفى ضمن المعايير المهنية بقدر ما يضاف إليه الكفاءة والقدرة على توصيل المعلومة وتأثيرها على المشاهد خاصة أن أغلبية المشاهدين لا يتأثرون بحوار الكراسى، بالطبع هذا لا يقلل من أسامة كمال أو مكانته لكن علينا أن نعترف أن الحوار له أساتذته أيضا..

- لا يختلف واحد فى مصر على الكاتب والإذاعى المعروف مفيد فوزى بأنه شيخ الحوار وعندنا فى مكانته كثيرون، فعندنا إبراهيم عيسى وخيرى رمضان وعمرو أديب ولميس الحديدى «موناليزا» الكاتب الكبير المرحوم الأستاذ محمد حسنين هيكل والذى كان يفضلها عن كثيرين من حيث الموهبة والالتزام لذلك أبدعت فى حواراته التى أصبحت وثيقة للتاريخ.. أنا شخصيا لا أعرف لماذا لم يقع الاختيار على واحد من شيوخ الحوار جانب الإعلامى الكبير أسامة كمال طالما أن الرئيس يتمسك به.. صدقونى أن اختيار أحد هؤلاء الشيوخ كان سيعطى الحوار تأثيره المطلوب عند المشاهدين بدلا من خروجه فاترا.. وأعتقد أن مؤسسة الرئاسة قد أخذت عينات من الشارع المصرى لقياس الرأى العام واطلعت أيضا على صفحات التواصل الاجتماعى التى انتقدت الطريقة التى تم بها عمل الحوار..

- الشهادة لله أن كلام السيسى يحتاج إلى عتاولة فى الحوار لأنه يثلج الصدور ويزيل الغشاوة من فوق العيون ويغسل العقول التى لوثها أهل الشر.. فما بالكم بإنجازاته التى تمثل نصف مشواره الرئاسى يوم أن تصل إلى عقل كل مصرى.. لكن للأسف لم تجد الموصل الجيد لها.. والسبب أن الحوار كان كلاسيكيا.. بدليل أن المحاور كان يتطلع إلى وجه الرئيس عقب كل سؤال وكأنه يتابع تعبيرات وجهه مع السؤال، وفى النهاية خرج الحوار مسلوقا خاليا من البهارات حتى فقد مذاقه.

- على أى حال أنا شخصيا لا أعفى مؤسسة الرئاسة من مسؤولية التباعد الذى بين الرئيس وبين شيوخ المهنة من الإعلاميين المحترمين.. ففى استطاعتها إذابة الجليد وخاصة عندما يكون الخلاف مهنيا وليس شخصيا ولا ينكر جاحد أن هؤلاء الاعلاميين يموتون عشقا فى حب مصر وإن اختلفوا فى التعبير فالخلاف كله على حب مصر.. وليس على شخص الرئيس.. يكفى أنهم أثبتوا حسن نواياهم فى تجسيد إنجازات الرئيس.. فأعطوا الحوار قوته أمام عالم عيونه على الرئيس لثقل مكانته..

[email protected]

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية