عزيزى نيوتن
أعجبتنى فكرة مقالكم «أنا وزيراً للسياحة». والحق يقال إن ما تكتبه يعتبر من الأفكار الحداثية، وأنا دائم المتابعة لها. لكننى أردت أن أناقش هذا المقال الذى نشرته فى جريدة «المصرى اليوم» بتاريخ 8 يونيو الماضى.
أنا عملت فى قطاع السياحة منذ أكثر من 27 سنة، اشتغلت خلال تلك المدة فى القطاع العام وفى القطاع الخاص أيضا. وأقول شهادة لوجه الله، إن أكثر فترة انتعاش شهدها قطاع السياحة كانت فى عهد الرئيس الأسبق حسنى مبارك، متعه الله بالصحة والعافية وأمد فى عمره. أعرف أن البعض سيغضب من هذا الكلام، وسوف يقول إننى من الفلول. وأقول لهم إننى أملك أكثر من دليل على كل كلمة أقولها. وأهم شىء أن الرئيس مبارك كان يدرك أهمية قطاع السياحة، الذى يعتبر أحد أهم مصادر الدخل القومى بما يوفره من عملة صعبة وعائدات دولارية سنوية.
أنت فى مقالك قلت أفكارا جميلة. أوافق على بعض منها، والأفكار كما يقول المثل ملقاة على قارعة الطريق، المهم الذى يلتقطها ويسعى لتنفيذها، هذا هو أهم شىء. وهذا لن يحدث إلا بتوافر الإرادة. لم يأت رئيس لمصر، مع احترامى لكل الرؤساء والسادة المسؤولين الأفاضل، يدرك أهمية قطاع السياحة أكثر من مبارك. ووزراؤه الذين كان يختارهم بعناية مثل السيد ممدوح البلتاجى وأحمد المغربى وزهير جرانة الذى يدفع ثمن أفكاره التى نهضت بالسياحة غاليا- حيث السجن والمحاكمات. وعلى رأى المثل «آخر خدمة الغز علقة».
لم تشهد مصر أحداثا إرهابية أكبر من تفجيرات طابا ودهب وشرم الشيخ، وكذلك حادث الأقصر. ومع ذلك استطاعت مصر أن تستعيد عافيتها بسرعة شديدة. وانتعشت السياحة عندنا بفضل الإدارة الحكومية فى ذلك الحين.
فى عام 1999 كان إجمالى عدد الغرف الفندقية فى مصر كلها لا يزيد على 94 ألف غرفة. فى 2010 وصل العدد إلى ما يقرب من ربع مليون غرفة سياحية. مبارك هو من أقام البنية التحتية الحقيقية للسياحة، أقام مدنا سياحية بأكملها، ومن بعده لم نبن طوبة واحدة فى هذا القطاع، وقد وصلت أعداد السياح فى عهده إلى ما يقرب من 11 مليون سائح، هذه الأرقام منشورة على موقع منظمة السياحة العالمية، وهى متاحة لأى شخص يريد أن يعرف.
فى الوقت الذى كانت فيه أعداد السائحين فى الإمارات العربية المتحدة حوالى 8 ملايين سائح، وفى تونس 6 ملايين، وفى المغرب 10 ملايين، وفى الأردن 3.5 مليون، وفى إسرائيل 3 ملايين، أى أن مصر كانت الوجهة الأفضل للسائح فى منطقتنا. الآن أين نحن وأين هم؟
الدولة لا تريد السياحة، حتى لا تتعب نفسك. ولو كانت تريد لقامت بتكريم من لعبوا الدور الأكبر فى تنشيط قطاع السياحة وتأسيسه، بدلا من حبسهم وملاحقتهم بهذا الشكل. فى أحد الأيام كنت جالسا أشاهد التليفزيون وجدت رئيس الوزراء المحترم المهندس إبراهيم محلب، يقول عن سيناء إنها فى حالة حرب. وفى اليوم السابق طبقا لجريدة الأهرام كان هناك وفد مصرى كبير من وزارة السياحة يجوب أوروبا وآسيا يحاول إقناع الشركات بجمال واستقرار سيناء. فهل بعد ذلك تعتقد أن حكومتنا الميمونة تريد السياحة؟
محاسب بالمعاش/ على إبراهيم حسنين