x

ياسر أيوب مستقبل كليات التربية الرياضية ياسر أيوب الثلاثاء 07-06-2016 22:02


ثلاثة أخبار متناثرة لا علاقة مباشرة أو حتى خيط رفيع يربط بينها.. فالخبر الأول كان يخص الدكتور أشرف الشيحى، وزير التعليم العالى، الذى قرر إعادة تشكيل وتحديد اختصاصات لجان تخطيط التعليم الجامعى، ومنها لجنة مختصة بالتربية الرياضية.. والخبر الثانى يخص جامعة قناة السويس التى أضافت لقائمة كلياتها أحدث كلية للتربية الرياضية فى مصر، وقرر الدكتور ممدوح غراب، رئيس الجامعة، اختيار الدكتور سامى عبدالسلام عكر كأول عميد لهذه الكلية الجديدة.. أما الخبر الثالث فكان الكلام المزعج الذى قالته الدكتورة بثينة كشك، وكيلة وزارة التربية والتعليم بمحافظة الجيزة، فى حوار معها.. وقالت بثينة إن المدارس الحكومية فى الجيزة بات معظمها لا يجد مدرسى أنشطة رياضية لأن خريجى التربية الرياضية لم يعودوا يقبلون العمل فى المدارس بمرتب شهر لا يزيد على الثلاثمائة جنيه، بينما تدفع المدارس الخاصة ستمائة وخمسين جنيهاً شهرياً لنفس المدرس.. وأصبح خريجو التربية الرياضية يحلمون بالعمل فى الأندية أو الفنادق ثم يضطرون فى النهاية للبحث عن أى وظيفة وأى مصدر دخل.. وأعود الآن للثلاثة أخبار لنقرأها معاً فى وقت واحد.. ووقتها ستغدو الصورة العامة أكثر وضوحاً.. فوزير التعليم العالى أعاد تشكيل لجنة تخطيط قطاع التربية الرياضية بالمجلس الأعلى للجامعات.. فهل عضوية هذه اللجنة هى مجرد مناصب شرفية أو مجرد محاولة دائمة لإبقاء الأوضاع الحالية بما هى عليه.. أم أن هناك خطة بالفعل لتطوير كليات التربية الرياضية ومناهجها ومجالاتها.. فالعالم حولنا تغير كثيراً وجداً، وطال التغيير كل شىء فيه وكل القواعد والمفاهيم والأدوار وحتى التعريفات.. فهل ستجرى كليات التربية الرياضية المصرية لمسايرة هذا التغيير والرياضة التى لم تعد مجرد نشاط بدنى فقط، إنما علم متطور للغاية وصناعة لها قواعدها وحساباتها السياسية والاقتصادية والاجتماعية.. وإلى متى سيبقى المجلس الأعلى للجامعات سعيداً وموافقاً أن تبقى كلية التربية الرياضية بجامعة الأزهر ممنوعة من تسجيل أى رسالة ماجستير أو دكتوراه مهما كان موضوعها وصاحبها أو كانت ضرورتها ونتيجتها.. وهل فكرت جامعة قناة السويس كثيراً قبل قرارها بإضافة كلية جديدة للتربية الرياضية فى مصر.. هل ستكون بنفس المناهج والمفاهيم السارية والمعتادة لتخريج طوابير جديدة من العاطلين الحالمين بأى وظيفة فى ناد أو فندق.. وهل يمكن للجنة تطوير التربية الرياضية بالمجلس الأعلى للجامعات أن تستدعى الدكتورة بثينة كشك وكل وكلاء وزارة التعليم فى مختلف المحافظات لمناقشتهم فى واقع الرياضة المدرسية الموجع والحزين.. ثم تجتمع بوزراء التعليم والرياضة والصحة والتضامن الاجتماعى والاستثمار ورئيس اللجنة الأوليمبية المصرية ورؤساء الاتحادات الرياضية والأندية.. كل ذلك قبل الشروع فى وضع خطة حقيقية وعلمية لكل كليات التربية الرياضية وإعادة تحديد أهدافها ورسالتها وشكل وهيئة وثقافة وإمكانات خريجيها.. فنحن لسنا فقط فى حاجة لمدرسى أنشطة رياضية أو موظفين ومدربين فى أندية وصالات للجيم.. ولكننا نحتاج لباحثين وعلماء وخبراء حقيقيين فى الإدارة الرياضية أو الطب والإعلام والتسويق الرياضى.. وكليات التربية الرياضة فى بلادنا قادرة على كل ذلك إن جرى تطويرها بالفعل.

قد يعجبك أيضا‎

قد يعجبك أيضا

النشرة البريدية