تابعت مثل كثيرين جدا غيرى الحوار التليفزيونى مع الرئيس عبدالفتاح السيسى الذى أجراه أسامة كمال.. وأذيع أمس الأول على الشاشات المصرية الرسمية وكل الشاشات الخاصة أيضا.. وقبل الحديث عما قاله الرئيس فى هذا الحوار عن الشأن الرياضى، لابد من التوقف أولا أمام عدة ملاحظات أساسية.. ففى مقابل الكثيرين الذين أعجبهم الحوار وكل ما طرحه من أفكار ونوايا وخطط وقضايا، كان هناك من لا يرون إلا أخطاء وعيوبا، وهم حتى على استعداد لاختراعها إن لم يجدوها..
وهناك من لم يتوقفوا أمام حجم البناء والإنجاز وكل هذا الذى جرى بالفعل على الأرض فى سنتين، رغم كل الظروف والقيود والعقبات، قدر توقفهم وانشغالهم بالخطأ التقنى الذى جرى فى بداية عرض الحوار التليفزيونى.. وهناك من لن يشغلوا أنفسهم بتحليل إجابات الرئيس وكلامه ورؤاه لكنهم شغلوا أنفسهم منذ البداية بدواعى وأسباب اختيار أسامة كمال تحديدا لإجراء هذا الحوار..
ورغم هدوء أسامة ووقاره وثقافته إلا أنه أصبح متهما بأسئلته التقليدية والروتينية، وهى اتهامات كانت ستلحق بأى أحد آخر يتم اختياره لإجراء هذا الحوار.. أما حديث الرئيس السيسى عن الرياضة فهو الذى يستحق التوقف هنا والآن..
ولا أقصد التوقف أمام ما قاله الرئيس عن الرياضة، إنما ردود أفعال الرياضيين فور انتهاء حديث الرئيس على الشاشة.. فالمشهد كان مزعجا ومقلقا بالفعل.. فالرئيس أثناء الحوار طرح أفكارا وتصورات تستحق العرض والتحليل والنقاش، ولم يكن يصدر قرارات رئاسية يقوم بتوقيعها علنا، ولم يكن يعطى أوامر رئاسية واجبة النفاذ فى الحال دون أى مراجعة وحوار أو تمهل واستعداد..
لكن الذى جرى كان بالفعل صادما ومربكا.. فلأن الرئيس يتمنى عودة الجماهير للملاعب.. سارع الكثيرون للمطالبة بفتح أبواب الملاعب كلها للجمهور رغم أن معظم هؤلاء كانوا قبل الحوار ضد التعجل فى هذه العودة دون دراسات وضمانات.. ولأن الرئيس تحدث بشكل إيجابى جدا عن شباب الألتراس وضرورة احتوائهم.. جرى كثيرون للحديث عن شباب الألتراس باعتبارهم الأبناء الأعزاء الذين لابد من سماعهم واحترامهم والمحافظة على كل حقوقهم، رغم أن كثيرين من هؤلاء كانوا حتى إذاعة الحوار ضد الألتراس، ويطالبون بمعاقبتهم وتطبيق القانون الصارم حفاظا على الأمن والأخلاق.. وحكايات وقضايا رياضية أخرى طرحها الرئيس تستحق بالفعل الاهتمام والتوقف، لكن ليس بهذا الشكل الحاصل.. فالرئيس أظنه يحتاج لمن يعاونه ويحاوره ويراجعه أيضا، وليس هؤلاء الذين على استعداد للتهليل والتصفيق والانبهار بكل وأى كلمة أو قرار لمجرد أنها كلمة وقرار الرئيس.. الرئيس سيسعده أكثر أن يكون معه الذين يفكرون معه، وليس فقط الذين لا يعرفون إلا الموافقة والتصفيق والتأييد..
كما أن الرئيس سيبقى هو رأس السلطة التنفيذية وصاحب القرار الأخير، لكن ذلك لا يعنى بالضرورة الإلغاء التام لكل وجهات النظر الأخرى التى يمكن أن تبقى لها ضرورتها واحترامها أيضا.. وإذا كنت أشكر الرئيس على كل قوته ونجاحاته وإنجازاته الحقيقية على الأرض، فإننى لن أشكر أو أشارك كل هؤلاء الذين ثبت أنهم لا يعرفون إلا كلمة «نعم».