قال فريق بحثي من جامعة «كاليفورنيا دافيس» إنهم بصدد بدء مشروع يهدف إلى تنمية أعضاء بشرية داخل خنازير تمهيدًا لزراعتها داخل المرضي المُصابين بخلل أو تلف في أجهزة الجسم.
وبحسب تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية، فإن العلماء يسعون لحقن أجنة الخنازير بخلايا بشرية لإنتاج أجنة تُسمي «كيميرا»، هي خليط من خلايا البشر والخنازير، بهدف التغلب على النقص العالمي في الأعضاء اللازمة للزراعة في أجساد المُحتاجين.
وتثير التجربة عواصف من الجدل في العالم الغربي، إذ تسود تخوفات من احتمالية نمو أدمغة ذات ذكاء محدود داخل الخنازير، ما قد يجعل الخنزير «أكثر بشرية» إلا أن «بابلو روس» عالم الأحياء الذى يقود الفريق البحثى أكد لهيئة الإذاعة البريطانية أن احتمال نمو عقل بشرى منخفض للغاية، مشيرًا إلى أن الفريق «يحقق في مدى احتمالية حدوث ذلك»، فيما أكد البروفيسور والتر لو، من قسم جراحة الأعصاب بجامعة منيسوتا، إن الخنازير «حاضنة بيولوجية» مثالية لنمو أعضاء بشرية، ويمكن استخدامها في تخليق ليس البنكرياس فقط وإنما القلب والكبد والكلى والرئتين والقرنية أيضا.
وأشار العلماء أن عملية إنتاج جنين الخنزير الحاضن لأعضاء بشرية تتم على مرحلتين، الأولى تُستخدم فيها تقنية كريسبر لإزالة الحمض النووي في جنين خنزير حديث النمو، بما يسمح للجنين الناتج أن ينمو لديه بنكرياس بشري، عبر تحفيزه بخلايا جذعية بشرية مأخوذة من بالغين ومُعالجة لزيادة قدرتها على التطور داخل جسم الخنازير، ثم تأتى المرحلة الثانية التى يتم فيها استخراج البنكرياس من الأجنة تمهيدًا لزرعها في البشر.
وتُعد تقنية كريسبر التى يستخدمها العلماء لتعديل الأجنة إحدى التكنولوجيات الجديدة التى يُمكنها العثور على القطاعات المعطوبة أو المُصابة بخلل جيني داخل الخلية، ومن ثم، إبدالها بأخريات لا تحمل تشوهات. وتعتمد تلك التقنية، حسب ما نشرته مجلة نيتشر العلمية ذائعة الصيت، على إنزيم يُسمى Cas9، يستخدم جزيئًا إرشاديًّا من الحمض النووي الريبي، بغرض استهداف الجزء المطلوب من الحمض النووي، ثم يعدل الحمض النووي، من أجل تفكيك الجينات، أو وضع التسلسلات المطلوبة.