قبل أيام قليلة على انطلاق منافسات كأس الأمم الأوروبية «يورو 2016»، مازالت الأزمات تلاحق فرنسا، مستضيفة البطولة، وذلك بعدما أعلن رئيس البلاد فرانسوا هولاند، أن مخاطر وقوع هجمات إرهابية خلال البطولة قائمة، في الوقت الذي تواصلت فيه الإضرابات العمالية والتهديد باستمرارها لحين انتهاء البطولة.
وعانت فرنسا العام الماضي، من هجمات إرهابية ضربت العاصمة باريس، لتعلن البلاد حالة الطوارئ، وتثار شكوكًا حول إمكانية إقامة المسابقة الأهم في أوروبا، وسط هذه المخاطر والتهديدات.
وعلى الرغم من إصرار المسؤولين في فرنسا على إقامة البطولة، والتي تُعد أحد أهم المسابقات على مستوى العالم، وذلك من أجل التأكيد على قدرتهم على مواجهة الإرهاب، إلا المخاوف تزداد يوما بعد يوم، خاصة بعدما اعترف الرئيس الفرنسي، فرانسوا هولاند، مؤخرًا بأن خطر وقوع هجمات إرهابية خلال البطولة لا يزال قائمًا، ودعا إلى عدم الاستسلام للخوف، وأنه على حكومة البلاد وقوات الأمن بذل قصارى جهدهم من أجل نجاح تنظيم «اليورو».
أما على صعيد الإضرابات العمالية، والتي بدأت في فرنسا مارس الماضي، احتجاجًا على إصلاحات تجريها الحكومة في قواعد العمل، من شأنها التسهيل على أرباب العمل طرد عاملين لديها، ومنحهم سلطة أكبر عند التفاوض في ساعات العمل، فتواصلت وازدادت حدتها مع بداية شهر يونيو الجاري، قبل أيام من البطولة المقرر انطلاقها في العاشر من هذا الشهر.
ففي الأول من يونيو، تسببت الإضرابات التي تنظمها شركة «إس إن سي إف» المُشغلة لخدمة القطارات في تباطؤ حركة النقل عبر فرنسا، ودعت ثلاث نقابات إلى استمرار الاحتجاجات حتى انطلاق «يورو 2016»، فيما قام سائقو القطارات المنتمون غالبيتهم إلى الاتحاد العام للعمل «سي جي تي»، بإضراب محدود لمدة 24 ساعة في اليوم التالي، أثر على نحو نصف خدمات القطارات.
فيما أعلنت هيئة باريس للترانزيت إضرابًا مفتوحًا أثر على 8.2 مليون مواطن، يستخدمون شبكات المترو والباصات وشبكة السكك الحديدية، وفي الخامس من يونيو، دعت النقابات الممثلة للمراقبين الجويين، إلى الإضراب بما يقرب من 12 ألف عامل، وأكثر من ثلثي الطيارين في شركة إير فرانس وافقوا على إضراب لمدة أسبوع.
وأعلن اتحاد العمال أنه سيدعو في العاشر من يونيو، في اجتماع رسمي، للانضمام إلى إضراب لأجل غير مسمى، منذ اليوم الأول للبطولة الأوروبية لكرة القدم يورو2016، ومن المتوقع أن يكون الرابع عشر من يونيو أسوأ أيام الإضرابات، مع تحرك على مستوى البلاد بأكملها، ويتزامن ذلك مع إرسال مشروع قانون العمل إلى مجلس الشيوخ، وأيضًا من المقرر أن يضرب العاملون في مطار «أورلي»، الأمر الذي سيؤدي إلى تعطيل 15% من الرحلات، ذلك اليوم.